كسر الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر امس اثنتين من المحرمات في السياسة الأميركية المعلنة تجاه الفلسطينيين، فوضع اكليلا من الزهور على ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات، والتقى ممثلي حركة"حماس"واستقبلهم بالقُبل. وعلمت"الحياة"ان وفداً من"حماس"يضم كلا من رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية والقيادي في الحركة محمود الزهار، سيصل الى القاهرة غداً للقاء كارتر الذي لم تسمح له اسرائيل بزيارة قطاع غزة. وتوجه كارتر الى مقر المقاطعة في رام الله عند الساعة الثانية عشر ظهرا، رغم الجو الخماسيني الحار الذي تشهده البلاد، ووضع اكليلاً من الزهور على ضريح عرفات. وفي برنامجه الخاص للقاء شخصيات فلسطينية بارزة، اختار وزيرين سابقين في حكومات"حماس"، هما نائب رئيس الوزراء في حكومة"حماس"الاولى الدكتور ناصر الدين الشاعر، ووزير العدل في الحكومة الثانية الدكتور علي السرطاوي. وفور دخول الشاعر الى القاعة، استقبله كارتر بالاحضان والقبل قائلا:"لقد فعلتها، أهلا بك". وعقب اللقاء العام مع هذه الشخصيات، استأذن كارتر الجميع للقاء خاص مع الشاعر في غرفة منفصله في مقر اقامته. وقال الشاعر ل"الحياة"عقب اللقاء:"اراد كارتر ان يستكشف فرص المفاوضات وتحقيق السلام، وفرص انخراط حماس في العملية السلمية، وتوقف العنف، وتحقيق تهدئة شاملة، وحدوث تنمية اقتصادية". والتقى كارتر في رام الله ايضا رئيس الحكومة الدكتور سلام فياض وممثلي البعثات الاجنبية، وقال للصحافيين انه تقدم بطلب لزيارة قطاع غزة، لكن اسرائيل رفضته. وجدد تأكيده انه سيلتقي في دمشق رئيس المكتب السياسي ل"حماس"خالد مشعل، وانه سيبحث معه فرص الحل السلمي مع اسرائيل وفرص الحل مع حركة"فتح". وقال انه زار مدينة سديروت الاسرائيلية على الحدود مع قطاع غزة، وانه ضد استهداف المدنيين من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. واستنكرت حركة"الجهاد الاسلامي"بشدة تصريحات كارتر التي وصف فيها الصواريخ الفلسطينية بأنها"جريمة"، فيما تجاهلت"حماس"تصريحاته تماماً. في غضون ذلك، قالت مصادر مطلعة في"حماس"ل"الحياة"إن وفدا من الحركة يضم هنية والزهار سيتوجه الى القاهرة غدا للقاء كارتر. واضافت ان الوفد سيبحث ايضا مع المسؤولين المصريين في إمكان التوصل إلى اتفاق تهدئة شاملة. ورأت المصادر ان"حماس"اضطرت الى الموافقة المبدئية على تهدئة في غزة فقط، عازية ذلك إلى أن الجهود التي بذلت كانت تصطدم بأمور كثيرة. ورأت مصادر مصرية أن احتمال موافقة"حماس"على تهدئة في غزة فقط أصبح أكثر وضوحاً، نافية ربط التوصل إلى تهدئة باللقاء المرتقب لوفد الحركة مع كارتر، والذي جاء بطلب منه بعد أن تعذر لقاءه وفدا من"حماس"في غزة. كما استبعدت المصادر ربط التهدئة بقضية الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الاسير في غزة غلعاد شاليت. ورأت أن التهدئة ستمهد لحلحلة قضايا كثيرة، منها رفع الحصار وتشغيل المعابر، كما سيكون لها انعكاس إيجابي على المسار السياسي.