"انعكس النمو الاقتصادي السريع في سلطنة عُمان إيجاباً على قطاع الطيران. وكان ذلك واضحاً بدرجة كبيرة في عام 2007. لقد ساعد النمو الاقتصادي الملموس الذي حظيت به سلطنة عمان على المستوى الدولي وكذلك الإمكانات الهائلة في مجال السياحة على زيادة حركة المسافرين. وباعتباره الناقل الوطني، وكجزء من إلتزامه لربط كافة دول العالم بسلطنة عمان، بدأ الطيران العماني رحلاته الجوية إلى العاصمة البريطانية لندن وكذلك إلى بانكوك إحدى أجمل الوجهات السياحية الدولية". هذا ما صرح به الرئيس التنفيذي للطيران العماني زياد كريم الحرمي في نهاية العام الماضي. وقد جاء تكليفه بهذا المنصب في تشرين الأول أكتوبر 2006 نظراً الى خبرته الطويلة ومؤهلاته الأكاديمية المتعددة التي لا تقتصر على مجال محدد في صناعة الطيران. فاضافة الى كونه حاصلاً على بكالوريوس في تكنولوجيا الطيران من الولاياتالمتحدة الأميركية في عام 1984 فهو يحمل دبلوم صيانة الطائرات وترخيص طيار خاص. وبعد أن قررت الحكومة العمانية زيادة حصتها في أسهم رأسمال الطيران العماني والتي تبلغ حالياً 87 في المئة، عكفت الادارة العليا التنفيذية على وضع الخطط لتوفير طائرات وفتح خطوط جديدة وكذلك إحداث عمليات تحديث شاملة. ومن الخطوات المهمة التي اتخذت في شهر تموز يوليو 2007 الاعلان عن مجلس الادارة المكوّن من نخبة من رجال الاقتصاد والسياسة والادارة من بينهم وزير الاقتصاد الوطني ووزير النقل والمواصلات والمفتش العام للشرطة والجمارك وغيرهم. وأشار الرئيس التنفيذي الى حقيقة مهمة وهي أن المستوى الرفيع لمجلس الادارة الجديد يؤكد إلتزام الحكومة تجاه ناقلها الوطني. وفي أول اجتماع للمجلس الجديد تمت الموافقة على الخطط العاجلة للحصول على طائرة إضافية من نوع بوينغ 737/800 وطائرة أخرى من نوع ايرباص 330. ومع نهاية عام 2011 سوف يضم أسطول الشركة 10 طائرات من نوع بوينغ 737/800 بنهاية آذار/ مارس 2009 و9 طائرات من نوع ايرباص 330 تشمل طراز 330/300 و330/200. وأكد الحرمي أن عدد الطائرات المشار إليها لا يمثل نهاية المطاف وإنما هو مجرد البداية فقط، موضحاً أن الادارة العليا التنفيذية تعكف الآن على إعداد خطة خمسية، وفي الوقت نفسه ستتم الإستعانة بشركة إستشارية دولية لإعداد خطة مستقبلية لمدة 20 سنة. وأضاف:"سيتم الاعلان عن عدد الطائرات الإضافية بعد توجيه الدعوة لشركتي بوينغ وإيرباص لمناقشة متطلباتنا من طائرات البوينغ 787 والإيرباص 350، كما سنأخذ في الاعتبار أن تكون من أحدث الطائرات المزودة بأحدث الأجهزة والمعدات وأنظمة الترفيه الالكترونية. وفيما يتعلق ببعض خطوط المسافات الطويلة، فقد تم الإتفاق على تزويد الطائرات بثلاث درجات". وأكد الرئيس التنفيذي للطيران العماني حرص الناقل الوطني للسلطنة على التميز في ما يقدمه لمسافريه، وقال:"إننا في خطوطنا للمسافات الطويلة سنقدم أفضل ما يمكن تقديمه للمسافرين على شبكة خطوطنا، ولهذا فإننا نحرص على انتقاء نوعية الطائرات وتجهيزاتها. هناك طائرات موجودة في السوق لكننا لا نرغب في طائرات تؤثر على سمعة الطيران العماني وإنما نركز على أن نبدأ بداية صحيحة. وقد راعينا في اختيار الطائرات أن تكون ذات نوعية متميزة سواء في نوعية المقاعد وأجهزة الترفيه والصوت والصورة أو غيرها. وباختصار فإن طائراتنا الجديدة القادمة شيء رائع جداً". وقال الحرمي:"يوجد لدى سلطنة عمان امكانات سياحية هائلة ومستقبل مشرّف واعد في ما يتعلق بهذا الجانب. وإننا في الطيران العماني ملتزمون أيضاً بالعمل إلى جانب كل القطاعات الأخرى في الدولة لتطوير ناقل السلطنة الوطني مع الاستمرار في تقديم أفضل الخدمات حيث تأتي خطط الانطلاق إلى الوجهات البعيدة ضمن هذه الجهود الحثيثة". وأشار الى أنه كان لإدارة الشركة ومن خلال الاجراءات المكثفة التي انتهجتها دور كبير في تحول الطيران العماني الى شركة مرموقة عالية الكفاءة تقدم أعلى درجات الجودة، كما تواصل عملياتها وانجازاتها تحت عيون ساهرة وسواعد وطنية فتية، مما انعكس إيجاباً بالتالي على مجالات خدماتها كافة. الشركة ماضية في خططها المتضمنة التوسع في أسطولها وتحسين خدماتها ومنتجاتها وأنظمتها والوصول الى أسواق جديدة. ومن بين البنود المدرجة كأولويات لدينا هو التوسع في الأسطول والشبكة، والأهم من ذلك الاستمرار بالتركيز على عناصر الانضباط والسعي نحو زيادة الكفاءة وترشيد المصروفات وأيضاً تدعيم الوضع المالي للشركة. ويعتبر الطيران العماني أول شركة طيران تجارية في منطقة الخليج العربي تقوم بشراء النسخة الأحدث من طراز بوينغ 737 الأفضل مبيعاً في تاريخ صناعة الطائرات التجارية. واتسم جدول رحلات الطيران العماني بالموثوقية وتحقيق نسبة عالية في المحافظة على مواعيد إقلاع الطائرات متجاوزاً بذلك نسبة 95 في المئة. كما قطعت الشركة شوطاً كبيراً على طريق ترشيد المصروفات وتحسين الموقف المالي بالاضافة الى توفير خدمات عالية الجودة فضلاً عن الالتزام بأعلى درجات السلامة والذي يعد من أهم العناصر التسويقية لشركات الطيران. وأعرب الحرمي في الختام عن اعتقاده بأن ما يبذل من جهود مستوحى من رؤية واضحة وأفكار مدروسة ويمنح أهمية خاصة وأولوية مطلقة لمعايير السلامة والأمان، وقال:"إننا على أهبة الاستعداد لإحداث طفرة كبيرة في نمو عملياتنا في السنوات المقبلة. ولمواكبة أحدث التطورات والالتزام بالمعايير الدولية للخدمات، فإن الشركة سوف تضيف ست طائرات من نوع بوينغ 787 دريم لاينر إلى أسطولها الجوي، ما يجعلنا بالتالي أول شركة طيران في المنطقة تتخذ مثل هذه المبادرة".