بعد توقف استمر اعواماً عدة عادت "الطيران العماني" الى القاهرة في خطوة يأمل العُمانيون لها أن تتواصل من دون انقطاع هذه المرة، وكانت رحلة التدشين في الثالث من تموز يوليو الجاري وبواقع رحلتين اسبوعياً. وتأتي العودة الى القاهرة ضمن خطة الناقلة الجوية العمانية لتوسيع خطوطها الى محطات اخرى، والتي توجت قبل أيام بتدشين ثلاثة خطوط جديدة الى كل من زنجبار وبيروت وممباسا. ومن المؤمل افتتاح خطوط جديدة الى كراتشي وكولومبو وتايلند، والى لندن وفرنسا والمانيا خلال بقية شهور السنة. ويرى مسؤولو الشركة ان توسيع شبكة الناقلة سيفيد في تشجيع القطاع السياحي والتجاري وحركة التبادل والسفر بين السلطنة والعالم. وتنوي "الطيران العُماني" في هذا الاطار اقتناء طائرتين من نوع بوينغ "800 - 737" التي تتسع ل165 راكباً بقصد زيادة السعة على الخطوط الحالية. كما سيتم ادخال طائرات عريضة الجسم من طرازي "ايرباص 330" و"بوينغ 767" التي تتسع لنحو 220 راكباً الى أسطول الشركة وسيتم استخدامها على الرحلات ذات المسافات البعيدة الى أوروبا. وأخيراً تعاقد "الطيران العماني" مع شركة استشارية لدراسة جدوى تشغيل تلك الطائرات على خطوط بانكوك وكوالالمبور وجاكرتا ولندن وفرنسا والمانيا على أن يتم الانتهاء من الدراسة خلال الشهر المقبل. ويسعى "الطيران العماني" من مد شبكته الى أوروبا لسد الثغرة في السعة المطلوبة من السلطنة واستقطاب السياح الاوروبيين الى البلاد وخاصة اثناء موسم الشتاء وتوفير الرحلات لرجال الاعمال والسياح من منطقة الخليج والعمالة الوافدة بالسلطنة الى الشرق الاقصى. وسعى "الطيران العماني" من فتح خطوطه الى افريقيا لما عرف من روابط تاريخية بهذا الجزء في الشمال الافريقي، حين كانت تلك المدن مستعمرات عمانية لا تزال حبال الوصل ممتدة بين السكان مما يؤمن للطيران العماني حركة على مدار العام من خلال الزيارات العائلية ومن رجال الاعمال الذين يأتون الى السلطنة وبعضهم يواصل زياراته الى الدول المجاورة والشرق الأقصى، كما أن هناك جالية هندية في شرق افريقيا يمكن نقل المسافرين من أفرادها الى مطار السيب الدولي، وربطهم برحلات "الطيران العماني" الى الهند. وأشار الرئيس التنفيذي ل"الشركة العمانية لخدمات الطيران" عبدالرحمن بن حارث البوسعيدي في تصريحات صحافية إلى أن هناك جاليات أجنبية في الخليج ترغب بالسفر الى شرق افريقيا للسياحة، كما أن السائح الاوروبي القادم الى الخليج يفضل ان يقصد وجهتين سياحيتين. وبتأمين وجهة سياحية على شبكة الناقلة في شرق افريقيا ستتمكن "الطيران العماني" من استقطاب السياح الى السلطنة سيما وأن لدى الشركة أولويات لتسويق السلطنة كوجهة سياحية والترويج لها. وأشار البوسعيدي إلى ان شركته تسعى الى تعمين الوظائف وتولي اهمية كبرى لهذا الموضوع، إذ وصلت النسبة حتى الآن الى 74 في المئة ومن المتوقع ان ترتفع الى 80 في المئة العام المقبل، مشيراً إلى ان الشركة رصدت 250 الف ريال عماني لعملية تدريب العاملين فيها وتأهيلهم، كما رصد مبلغ إضافي قدره 50 ألف ريال عماني سيتم استثماره في تدريب الخريجين العمانيين الجدد من الجامعات، مضيفاً ان البرنامج سيستقطب على مدى ثلاث سنوات 30 خريجاً، على أن يتم السنة الجارية تعيين نحو عشرة خريجين من الجامعات لتدريبهم في الشركة، مشيراً إلى ان الادارة العليا للشركة يتولاها عمانيون، وأن والتوجه الآن لجعل الصف الثاني من العمانيين أيضاً. وأشار الى ان توسيع الاسطول سيولد فرص عمل للعمانيين في مختلف الاقسام تصل الى 200 فرصة وظيفية، منها 53 وظيفة سيتم تأمينها خلال المرحلة الاولى من استلام الطائرات الجديدة. ويتوقع ان يحقق "الطيران العُماني" بنهاية السنة الجارية ارباحاً تشغيلية تتجاوز مليون ريال عماني، بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها الشركة في السنوات الأخيرة ويبرر هذا التفاؤل الاعتقاد بإمكان تحقيق ارباح نتيجة تسيير عدد آخر من الخطوط المجدية اقتصادياً، ووضع استراتيجية جديدة للشركة.