قتلت طائرة تابعة للقوات متعددة الجنسية 6 مسلحين صباح امس السبت في البصرة قبل شروعهم باطلاق الصواريخ على مطار البصرة الدولي واعلن وزير الدفاع العراقي عبدالقادر العبيدي العثور على كميات كبيرة من الاسلحة في المدينة خلال عمليات تفتيش واخلاء البنايات الحكومية، التي استولت عليها الاحزاب، وتم بث الاغاني الوطنية والعاطفية بمكبرات صوت من عجلات الجيش. وذكر الكابتن كريس فورد المتحدث بلسان الجيش البريطاني أن"طائرة تابعة لقوات التحالف قتلت فجر السبت ستة مسلحين وجرحت آخر في منطقة الحيانية عندما كانوا يحاولون اطلاق قذائف الهاون على الجيش العراقي". وشدد على أن هذا هو جزء من الإسناد المستمر من قبل قوات التحالف لدعم قوات الأمن العراقية في مهاجمتهم للقوى المتمردة والعناصر الاجرامية المخلة بالاستقرار في البصرة بحسب البيان. ولا يزال الجيش العراقي يخوض اشتباكات مع الجماعات المسلحة من جيش المهدي في أماكن مختلفة من البصرة في حملة سحب الاسلحة التي تنفذها الحكومة العراقية"من أجل تحجيم دور العصابات والخارجين على القانون"كما تقول الحكومة. وقال وزير الدفاع ان قوات الجيش عثرت خلال عملياتها العسكرية في مدينة البصرة على كميات كبيرة من الاسلحة والمتفجرات من ضمنها قنابل يدوية من انتاج دول مجاورة. واشار في تصريحات صحافية امس الى ان 90 في المئة من هذه الاسلحة التي ترسلها هذه الدول هي ضد المواطن العراقي البريء اما ال10 في المئة الباقية فهي 7 في المئة ضد القوات الامنية العراقية و3 في المئة ضد القوات المتعددة الجنسية. وكشف العبيدي ان القوات العراقية تنفذ حملة واسعة لاخلاء المباني الحكومية من محتليها وقال"اخلينا بنايات تعود الى وزارة التربية اولاً والى وزارة التعليم العالي مثل المركز الثقافي التابع الى وزارة التعليم العالي". واشار وزير الدفاع الى ان القطعات العسكرية التي تم استقدامها من محافظات اخرى للمشاركة في خطة صولة الفرسان لن تغادر البصرة قبل استتباب الامن فيها بشكل كامل. ومنذ صباح السبت يطوق الجيش العراقي منطقة القبلة، حيث أغلقت قطعات منه المنافذ المؤدية لها، فيما يقوم أفراد من الجيش والشرطة الوطنية بتفتيش المحال والبيوت، بحثا عن الأسلحة والمطلوبين فيها. وكانت أصوات البنادق الخفيفة تسمع في مناطق الحيانية والجمهورية وخمسة ميل والكزيزة وأطراف المدينة الشمالية التي يشتبك فيها المسلحون مع القوات الحكومية، التي غالبا ما يقوم المسلحون بالتصدي لها قبل شروعه بدخول مناطقهم. وفي الوقت الذي تحكم فيه السلطات الحكومية سيطرتها على الشوارع والتقاطعات المؤدية للمدينة، عبر وجود نقاط التفتيش، وعلى رغم شعور المواطنين بتحسن كبير في الوضع الأمني، الذي بدا واضحا من خلال ظهور العشرات من العائلات البصرية في الأماكن العامة والمتنزهات والاسواق وعلى ساحل شط العرب، إلا أن ذلك لم يحد من جرائم القتل في أماكن خارج محيط المدينة. وقتل الجمعة شخص مقرب من حزب الدعوة الاسلامية يعمل بائعا للسمك في أبي الخصيب، فيما داهم مسلحون آخرون احد مكاتب العقارات في منطقة يوسفان وقتلوا صاحبه وتلقى مواطنون وصفوا بالتعاون مع الحكومة تهديدات بالقتل. وقال أحد شيوخ عشيرة بني تميم الكبيرة في البصرة ان مسلحين يستقلون سيارة للشرطة قتلوا شقيقه. وقال ضابط كبير في الجيش العراقي إن مخازن الاعتدة والمتفجرات التي عثروا عليها في منطقة شط العرب تكفي لنسف مدينة بأكملها، وانهم عثروا على غرف للتعذيب والقتل والاستجواب، فيها مثاقب ولوالب ومكائن مما يستخدمه النجارون والحدادون في ورشهم فضلا عن وجود هراوات وآلات قتل وتعذيب وبطانيات ونقالات المرضى التي لم تغسل بعد من دم المغدورين. ودأبت سيارات الشرطة والجيش، وخلال تجوالها في شوارع وتقاطعات المدينة، على بث النشيد الوطني العراقي موطني وأغان عاطفية لمطربين عراقيين معروفين في سعي لتعزيز شعور المواطنين بالامان والحرية التي افتقدوها خلال السنوات الاخيرة.