قال مسؤول كبير في الاممالمتحدة، أول امس الجمعة، ان المنظمة الدولية ستقترح صيغة الشهر المقبل لحل الصراعات في شأن عدد من المناطق المتنازع عليها في العراق يمكن ان تمثل نموذجاً لمستقبل كركوك. وقال ستفان دي ميستورا، المبعوث الخاص للامم المتحدة في العراق، انه سيقترح خيارات بحلول 15 ايار مايو لتحديد اي سلطة توضع تحتها اربعة مواقع متنازع عليها ليس من بينها كركوك. ورفض تحديد هذه المواقع لكنه قال انها ستضرب مثلا قد يمكن محاكاته. واضاف، بعد محادثات مع مسؤولين في حلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي:"يمكن ان يبين ذلك كيفية معالجة مسألة كركوك. انه بالتأكيد نموذج لحل مشاكل مشابهة واخرى اكبر". وحض دي ميستورا حلف شمال الاطلسي على تكثيف تدريبه لضباط الشرطة العراقية للمساعدة في استقرار البلاد ومضاعفة عدد المجندين في التدريب من العدد الحالي البالغ 1500. ودعا ايضا الاتحاد الاوروبي الى الاستمرار في دعم عمليات الاممالمتحدة في العراق مالياً واستخدام نفوذه السياسي لحض حكومة بغداد على الانتهاء من اقرار قانون النفط المهم واستغلال تحسن الوضع الامني لاستعادة الخدمات العامة. وسيزور رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بروكسيل الاسبوع المقبل لإجراء محادثات مع مسؤولين في الاتحاد الاوروبي. وتقع مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط خارج المنطقة الكردية مباشرة لكن الاكراد يطالبون بها وهي من اكثر النقاط الملتهبة حساسية في العراق. وكان الرئيس السابق صدام حسين، الذي اطيح به في غزو قادته الولاياتالمتحدة عام 2003، ارغم كثيرا من السكان الاكراد في كركوك على الخروج من المدينة واحل مكانهم عرباً سنة في سياسة منظمة للتطهير العرقي. لكن تركيا، التي حكمت المنطقة في عهد الدولة العثمانية ويشغلها مصير الاقلية التركمانية هناك، اوضحت انها لا تريد ان تصبح المدينة ومواردها النفطية في يد الحكومة الكردية الاقليمية. وقال دي ميستورا ان الزعماء العراقيين والاكراد تصرفوا بحكمة بالموافقة على تأجيل استفتاء في شأن وضع كركوك كان من المقرر اتمامه بحلول نهاية كانون الاول ديسمبر وهو ما قال انه كان يمكن ان يتسبب في اندلاع صراع. واضاف:"ما افعله هو محاولة تجنب ازمة". ويمكن لأي استفتاء سيئ الاعداد وغير مرتبط بحل سياسي ان يثير صراعاً. وأي صيغة لكركوك ستعتمد على ثلاثة معايير وهي نتائج الانتخابات المقبلة ونقض المراسيم التي فرضها صدام بالاضافة الى احترام حقوق الاقلية وتقاسم الموارد. ولدى سؤاله عما اذا كان الاستفتاء الموعود في كركوك غير مطروح على جدول الاعمال رد قائلا:"لا شيء يستبعد امكانية ان يجرى في يوم ما استفتاء تأكيدي في شأن الصيغة للمحليات المختلفة المتنازع عليها بناء على تنازلات". واضاف:"من الاسهل وضعه في حزمة حيث تضعه ايضا مع قانون النفط". وقال دي ميستورا انه يحض ايضا الزعماء العراقيين على التوصل الى اتفاق مع جارتيهم المهمتين تركيا وايران"في هذه الفترة الحرجة"في حين ما تزال الولاياتالمتحدة والقوات الدولية الاخرى في البلاد. واضاف ان التوغل العسكري التركي الحديث في شمال العراق لمهاجمة مقاتلي حزب العمال الكردستاني أوجد وحدة اكبر بين الحكومة الكردية الاقليمية وسلطات بغداد في شأن الحاجة للحفاظ على سلامة الاراضي.