عاد زعيم القبارصة الأتراك محمد علي طلعت الى نيقوسيا أمس، بعد زيارة لأنقرة أجرى خلالها محادثات مع الرئيس التركي عبد الله غل ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، تركزت على استئناف محادثات السلام بين شطري قبرص. جاء ذلك غداة زيارة قام بها الرئيس القبرصي اليوناني الجديد ديميتريس خريستوفياس لأثينا، أعلن خلالها انه يعتزم لقاء الزعيم القبرصي التركي في الفترة بين 17 و24 الشهر الجاري. وأحيى انتخاب خريستوفياس الشيوعي رئيساً للشطر الجنوبي اليوناني من قبرص، الآمال بتحريك المفاوضات لتوحيد الجزيرة، بعدما تعثرت هذه المفاوضات منذ انضمام الشطر الجنوبي بمفرده الى الاتحاد الأوروبي. وقبرص مقسمة منذ عام 1974 عندما غزا الجيش التركي شطرها الشمالي لحماية القبارصة الأتراك، في أعقاب انقلاب نفذه القبارصة اليونانيون بدعم من المجلس العسكري الذي كان يحكم اليونان آنذاك. وانهارت جهود إعادة التوحيد في عام 2004 عندما رفض القبارصة اليونانيون خطة سلام للأمم المتحدة أيّدها طلعت والناخبون من القبارصة الأتراك. وانضم القبارصة اليونانيون بعد ذلك الى الاتحاد الأوروبي ممثلين لجمهورية قبرص مخلفين وراءهم القبارصة الأتراك في عزلة. ولا تعترف سوى أنقرة بجمهورية شمال قبرص التركية التي أعلنت من جانب واحد. ويمثل تقسيم قبرص على أساس عرقي عقبة أيضاً أمام محاولة تركيا الانضمام الى الاتحاد الأوروبي، كما انه مصدر للنزاع مع اليونان العضو في حلف شمال الأطلسي مثل تركيا.