مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي ينددان بالتصعيد في غزة واسرائيل والبيت الابيض لإنهاء العنف واستئناف المفاوضات

دعت الولايات المتحدة امس الى وضع نهاية للاشتباكات بين اسرائيل والفلسطينيين واستئناف مفاوضات السلام بعد ان علق الرئيس محمود عباس المحادثات مع اسرائيل. وقال الناطق باسم البيت الابيض غوردن جوندرو:"ينبغي وقف العنف واستئناف المحادثات".
في الوقت نفسه، دانت الرئاسة السلوفينية للاتحاد الاوروبي امس استخدام القوة بشكل"غير متكافىء"من الجيش الاسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة، معتبرة ان مثل هذه الممارسات"مخالفة للقانون الدولي". وكررت في بيان"ادانتها لاستمرار اطلاق الصواريخ على الاراضي الاسرائيلية"من قوى فلسطينية. ودعت الطرفين الى التفاوض على السلام و"استنكرت كل عقاب جماعي لسكان غزة"، معربة عن"قلقها الكبير من معاناة المدنيين من الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني".
وفي نيويورك، دعت الدول الاعضاء في مجلس الامن صباح امس الى وقف العنف المتصاعد في قطاع غزة وجنوب اسرائيل، مطالبة كل الاطراف باحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي. وبعد جلسة مشاورات طارئة لبحث الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، تلا السفير الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين رئيس المجلس للشهر الجاري، محضرا لاجتماع المجلس، وقال ان اعضاء المجلس"يؤكدون ضرورة ان توقف كل الاطراف فورا كل اعمال العنف"و"يشعرون بقلق بالغ لفقدان أرواح المدنيين جنوب اسرائيل وغزة ويدينون تصعيد العنف".
واشار الى ان اعضاء المجلس اكدوا انه"يجب عدم السماح للعنف بوقف العملية السياسية بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية الهادفة الى اقامة دولتين، اسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا الى جنب بسلام وأمن".
وجاء اعلان تشوركين بعد جلسة مشاورات استمرت نحو خمس ساعات بطلب من الرئيس محمود عباس، للبحث في الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة المحاصر والتي ادت امس الى مقتل نحو 70 فلسطينيا بينهم نساء واطفال.
وعقدت الدول ال15 الاعضاء في المجلس جلسة المشاورات المغلقة التي تلتها مناقشات مفتوحة، بطلب من عباس.
وتقدمت ليبيا الدولة العربية الوحيدة العضو في المجلس حاليا، بمشروع قرار باسم البلدان العربية"يدين بشدة قتل المدنيين الابرياء بمن فيهم الاطفال"من جانب القوات الاسرائيلية، ويدعو اسرائيل"قوة الاحتلال الى التقيد كلياً بالتزامها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك قواعد القانون الانساني وحقوق الانسان حيال الشعب الفلسطيني في الاراضي الفلسطينية المحتلة". كما يدعو الى"وقف فوري لكل اعمال العنف، بما فيها الهجمات العسكرية واطلاق الصواريخ"، ويدعو"كل الاطراف"الى"احترام وقف اطلاق النار".
واتفقت الدول الاعضاء في المجلس على تكليف خبرائها محاولة حل الخلافات على النص اليوم. إلا ان عددا من الديبلوماسيين قالوا ان مشروع القرار هذا سيواجه بفيتو اميركي. واستبق السفير السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري الفيتو الاميركي، وقال للصحافيين:"يجب ان يعرف الجميع من يمنع مجلس الأمن من التحرك ضد اسرائيل"، مؤكدا ان"اسرائيل ما كانت ستشن عدوانها لو لم تكن تحظى بدعم طرف ما في مجلس الأمن".
من جهته، اطلع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ليل السبت - الاحد المجلس على"التصعيد الخطير للعنف في غزة وجنوب اسرائيل وحصيلة فظيعة للقتلى المدنيين". وقال انه اجرى اتصالات مع عباس ووزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى للحد من العنف، داعيا كل الاطراف الى"تأكيد التزامها عملية السلام مجددا". ودان اطلاق الصواريخ الفلسطينية على جنوب اسرائيل، وقال:"ادين الهجمات الصاروخية الفلسطينية وادعو الى الوقف الفوري لكل الاعمال الارهابية التي لا تخدم اي هدف وتعرض حياة المدنيين للخطر وتجلب البؤس للشعب الفلسطيني".
وتسببت تصريحاته في اغضاب العديد من الديبلوماسيين العرب الذي اعترضوا على وصفه الهجمات الصاروخية ب"الاعمال الارهابية". وأكد بان حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنه انتقد بشدة"استخدام القوة المفرط وغير المتكافئ الذي أدى الى مقتل وجرح عدد كبير من المدنيين وبينهم اطفال". ووسط تحذيرات من ان العنف ادى الى"دفن"عملية السلام التي تجري بوساطة اميركية بين اسرائيل والفلسطينيين، حض بان الاطراف كافة على"اعادة تأكيد التزامها عملية السلام".
وحمل مراقب فلسطين في الامم المتحدة رياض منصور بعنف على مجلس الأمن بسبب امتناعه عن التحرك بينما"تواصل اسرائيل ممارسة عقوبة جماعية على المدنيين الفلسطينيين في غزة"، معتبرا ان موقف المجلس"غير مبرر وغير مقبول". وقال ان"عدم التحرك وعدم المحاسبة لم يؤد مرة بعد اخرى سوى الى ارتكاب مزيد من جرائم الحرب من قبل اسرائيل ومن دون عقاب، ضد مدنيين ابرياء كما تؤكد الحوادث المأسوية والعنيفة اليوم والاسبوع الماضي".
لكن الرجل الثاني في البعثة الاسرائيلية في الامم المتحدة دانيال كارمون، قال ان"حماس"هي"المحتل الحقيقي والوحيد لقطاع غزة بواسطة الرعب ... تتحمل وحدها مسؤولية العنف". واضاف ان اسرائيل"مارست ضبط النفس لأشهر"لكن من واجبها الدفاع عن شعبها في مواجهة عمليات اطلاق الصواريخ المستمرة من ناشطي"حماس".
"اونروا"مصدومة بأعمال العنف
الى ذلك، اعربت المفوضة العامة ل"وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"اونروا كارن ابو زيد عن"صدمتها"بأعمال العنف في قطاع غزة، وقالت في بيان:"صدمت بالعنف الذي اجتاح غزة، حيث لا تنفك حصيلة الضحايا من المدنيين الابرياء، خصوصا الاطفال، تزداد كل ساعة". واضافت:"في الوقت نفسه، ادين الهجمات بالصواريخ التي تؤدي الى موت المدنيين من دون طائل"، داعية"المجتمع الدولي الى التدخل للمساعدة في انهاء هذا العنف المدمر والدموي". ودعت المسؤولين في اسرائيل والاراضي الفلسطينية الى"الاصغاء"لنداء بان الذي حضهم على ممارسة اقصى درجات ضبط النفس واحترام القانون الانساني الدولي لعدم تعريض السكان المدنيين للخطر.
تنديد لبناني
وفي لبنان، تواصل التنديد بالمجازر الإسرائيلية في قطاع غزة. ودان الرئيس اللبناني السابق اميل لحود"حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني"، منتقداً ال"صمت المريب والتجاهل المتعمد للمجتمع الدولي".
ونفذ"حزب الله"ظهر أمس مسيرة حاشدة عند بوابة فاطمة على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة،"تنديداً بالمجازر الإسرائيلية التي ترتكب في غزة ونصرة لشركاء الدم والشهادة من الشعب الفلسطيني". وألقى عضو المجلس السياسي في الحزب الشيخ خضر نور الدين كلمة قال فيها ان"دماء الأطفال والشباب في غزة لن تذهب هدراً، وإسرائيل دولة إرهابية ولم تعرف إلا لغة القتل والدمار".
وأقامت"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين"في بيروت"مهرجان العودة ونصرة غزة"في قصر الاونيسكو، حضره مسؤولون من الاكثرية والمعارضة. وشدد مسؤول"الجبهة الديموقراطية"في لبنان علي فيصل على"ضرورة بناء الوحدة الوطنية بإنهاء حال الانقسام عبر تراجع الاخوة في"حماس"عن نتائج الحسم العسكري، وفتح الباب لحوار وطني شامل، وقيام حكومة مستقلة، متوافق عليها وطنياً تعمل على إعادة توحيد المؤسسات على أسس مهنية، وتحضر وتدعو الى انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة".
وتظاهر مئات الفلسطينيين من أبناء مخيمي البداوي ونهر البارد تنديداً بالعدوان واستنكاراً للصمت العربي، بدعوة من قيادة فصائل المقاومة واللجان الشعبية الفلسطينية في الشمال، وبمشاركة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية كافة، وقوى التحالف الفلسطيني في الشمال.
إلى ذلك، أطلق صندوق الزكاة التابع لدار الإفتاء في صور"حملة ائتلاف الخير"دعماً للشعب الفلسطيني في أرضه المحتلة، فأقيمت حواجز محبة على مداخل مدينة صور ومخيماتها. كما دانت المنظمات الشبابية والطلابية اللبنانية والفلسطينية"حرب الإبادة الصهيونية المدعومة أميركياً على الشعب الفلسطيني في غزة"، في بيان بعد اجتماعها في مقر الحزب الشيوعي اللبناني. واستنكرت هيئة المكتب التنفيذي لتجمع الأطباء في لبنان في بيان أمس،"العدوان الصهيوني على قطاع غزة"، ودعت"نقابات الأطباء وأطباء الأسنان في بيروت وطرابلس الى تنظيم الاعتصامات والتبرع بالدم وجمع الأدوية والمعدات الطبية اللازمة، دعماً لشعب فلسطين المحاصر في غزة".
آلاف الأردنيين لإلغاء معاهدة السلام
وفي عمان، شارك الآلاف من اعضاء النقابات المهنية والاحزاب والاسلاميين الاردنيين في مسيرة ضخمة احتجاجا على الهجمات الاسرائيلية على قطاع غزة، مطالبين الحكومة بطرد السفير الاسرائيلي من عمان. وهتف المشاركون الذين ضموا اطفالا ونساء وساروا من امام مجمع النقابات المهنية الى مجلس النواب، باسم"حماس"وضد الحكام العرب الذين اتهموهم بالتقاعس عن حماية اهل غزة.
وقال حمزة منصور وهو نائب عن حزب جبهة العمل الاسلامي:"الشعب الاردني يعيش القضية الفلسطينية دقيقة بدقيقة لاننا الاقرب اليها... لكن المؤسف ان الحكومة الاردنية لا تعبر عن الشعب الفلسطيني ولا تنطق باسمه، لذلك ندين مواقف الحكومة الاردنية التي ما زالت تتمسك بمعاهدة الذل والعار". وشارك طلاب من جامعات اردنية في مسيرات، مطالبين الدول العربية والغربية بالتدخل لمنع الاعتداءات الاسرائيلية على غزة.
تظاهرة دعم للفلسطينيين في الرباط
وتظاهر نحو 1500 شخص، غالبيتهم من الاسلاميين، في الرباط استنكارا للعمليات العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة، وجرت التظاهرة قرب البرلمان بناء على دعوة من حزب العدالة والتنمية المعارض. واطلق المتظاهرون هتافات ضد"الارهاب الصهيوني"و"اميركا عدوة الشعوب"، مطالبين بوقف الحروب.
وكانت وزارة الخارجية المغربية اكدت السبت ادانة المغرب"الاعمال الهمجية التي ترتكبها القوات الاسرائيلية في قطاع غزة بحق السكان المدنيين، خصوصاً الاطفال والنساء". ودعت المجتمع الدولي الى التدخل"فورا لوقف الضربات على غزة".
أوغلو: جريمة حرب بشعة
ودان الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلو مجدداً العمليات العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة، واصفا اياها ب"جريمة حرب بشعة". وقال في مؤتمر صحافي في عمان:"لا يمكن وصف ما يحدث الا بأنه جريمة حرب بشعة، واستغرب صمت المجتمع الدولي عن كل ذلك". وانتقد مجلس الامن الذي"يقف عاجزا عن التعامل مع الواقع المؤلم، وبينما نجده يهب في مسائل اخرى ويسرع في اصدار قرار، يعجز هنا عن اصدار قرار يدين قتل الاطفال الابرياء والرضع ورجال ونساء لا علاقة لهم بأي نشاط عسكري". وأعلن ارسال المنظمة التي تضم 57 بلدا، قافلة مساعدات طبية الى الشعب الفلسطيني في غزة.
وكانت باريس دانت السبت العملية العسكرية التي تنفذها اسرائيل في قطاع غزة، مشيرة الى ان هذه العملية اوقعت العديد من الضحايا المدنيين الفلسطينيين و"تهدد استقرار المنطقة"، كما دانت اطلاق الصواريخ الفلسطينية على المدن الاسرائيلية. كما اعربت كندا السبت عن قلقها البالغ حيال"تصاعد العنف في قطاع غزة واسرائيل"، داعية"حماس"الى وقف اطلاق الصواريخ واسرائيل الى تأمين حماية أكبر للمدنيين.
من جانبه، اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان اسرائيل"سيتم اقتلاعها"وقادتها سيحاكمون، مضيفا لتلفزيون الدولة:"سبق ان قلت العام الماضي ان المحرقة الفعلية تحصل في فلسطين"، واضاف:"عن كل طفل يقتل في الاراضي الفلسطينية، سيتم القيام بتحرك قضائي لكشف المسؤولين عن هذا الأمر. عليهم ان يعلموا انهم سيلاحقون واحدا تلو الآخر". واكد ان غزة ليست"سوى بداية"، مؤكدا ان اسرائيل"تواجه الهزيمة وسيتم اقتلاعها".