سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السعودية تدين العمليات التي "تحاكي جرائم الحرب النازية". إستمرار العدوان الاسرائيلي على غزة رغم تراجع حدته والبيت الابيض يدعو الى وقف العنف واستئناف المفاوضات
خفت وتيرة العمليات العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة امس من دون ان يعني ذلك استبعاد توسيعها مجددا في الايام المقبلة، في وقت بقي قرار شن عملية برية واسعة معلقاً بالاجتماع الذي ستعقده الحكومة الامنية المصغرة بعد غد. تزامن ذلك مع تنديد دولي ب"العنف في غزةوجنوب اسرائيل"، فيما دعا البيت الابيض الى"وقف العنف واستئناف المفاوضات"بين اسرائيل والفلسطينيين، وذلك عشية وصول وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى اسرائيل بهدف متابعة ملف المفاوضات التي قرر الرئيس محمود عباس امس تعليقها الى ان يتوقف العدوان الاسرائيلي في القطاع. راجع ص 5 و6 وفي قطاع غزة، سُجل امس انحسار لحدة العدوان الاسرائيلي، في وقت حافظت قوات الاحتلال على وجودها في منطقة جباليا، وفرضت حظرا للتجول في مناطق شمال القطاع، كما بدأت بالتقدم باتجاه شارع صلاح الدين الرئيسي الذي يربط شمال القطاع بوسطه بجنوبه. واغارت طائرة"اباتشي"على مقر الحكومة المقالة، في ما اعتبر رسالة بأن مسؤولي الحكومة مستهدفون. وخلال العمليات، سقط خمسة شهداء جدد، ليرتفع بذلك عدد الشهداء منذ الاربعاء الى 98 شهيدا، في وقت شهدت المستشفيات نقصا حادا في الادوية والمسلتزمات الطبية، ما دفع مصر الى الاعلان انها ستفتح معبر رفح الحدودي للسماح للمرضى بالسفر للعلاج. في هذه الاثناء، عم الحزن والغضب والحداد ارجاء القطاع، ووجه الكثير من المواطنين نداءات استغاثة بسبب نفاد الطعام وانقطاع الكهرباء. وفي الجزء الآخر من الارض الفلسطينية، تحركت الضفة الغربية لنصرة قطاع غزة المدمى، وشهدت المدن المختلفة تظاهرات ومسيرات تضامن اسفرت عن استشهاد شاب في الخليل وجرح آخرين، في وقت اعلن عباس رسميا تعليق المفاوضات مع الاسرائيليين الى ان يتوقف العدوان. وقال مقربون من الرئيس ل"الحياة"انه سيبلغ رايس خلال زيارتها لرام الله غدا ان استمرار العدوان يهدد بوقف المفاوضات وبانهيار الخطط الامنية والاقتصادية للحكومة، كما يهدد بعودة الانتفاضة والعمليات المسلحة في الضفة. ولوحظ امس عودة"حماس"بقوة الى المشهد"الضفاوي"حيث رفعت اعلامها في الشوارع بعدما كانت اختفت منها بعد سيطرتها على قطاع غزة. من جانبها، دعت الحكومة المقالة في غزة الى حوار وطني عاجل ومن دون شروط من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية، كما جددت استعدادها لتهدئة متزامنة ومتبادلة. اسرائيليا، اعلن رئيس الحكومة ايهود اولمرت ان اسرائيل لا تنوي وقف هجومها على غزة، رافضا الانتقادات الدولية، ومعتبرا ان"احدا لا يملك الحق الاخلاقي بأن يملي على اسرائيل درسا في الاخلاف على القيام بواجبها للدفاع عن مواطنيها". واستخف بقرار عباس تعليق المفاوضات، وقال:"كلما ضربنا حماس اكثر، تتعزز فرصة السلام"، في حين اعتبرت وزيرة خارجيته تسيبي ليفني ان تعليق المفاوضات"لن يغير ابدا سياسة اسرائيل تجاه القطاع". واختلفت التقديرات في شأن شكل العمليات العسكرية المقبلة في غزة بين من قدر انها ستتواصل على النسق نفسه من الضربات الموضعية، وبين من توقع ان يتخذ قرار في اجتماع اللجنة الامنية المصغرة بشن عملية برية واسعة، في وقت اعربت اوساط عسكرية من قلقها في شأن الثمن الذي ستدفعه اسرائيل في حال شنت عملية برية، حسب ما نقلت وسائل الاعلام عن رئيس هيئة اركان الجيش الجنرال غابي اشكنازي. وافادت اوساط صحافية اسرائيلية ان اولمرت اعطى ضوءا اخضر باستهداف القيادة العسكرية ل"حماس"، وعلى رأسها رئيس الحكومة اسماعيل هنية. في الوقت نفسه، اختلفت التقديرات في شأن اهداف العمليات العسكرية، اذ قال وزير الدفاع ايهود باراك انها تهدف الى"اسقاط حماس"ووقف اطلاق الصواريخ وتهريب الاسلحة الى القطاع، وعلى المدى البعيد الانفصال التام عن غزة. الا ان المراقبين والمحللين رأوا ان الهدف من الهجوم الاسرائيلي الاكبر على القطاع هو تغيير قواعد اللعبة التي تمليها"حماس"وتطلق بموجبها كمية محدودة من القذائف يوميا ردا على العمليات الاسرائيلية، اذ تريد اسرائيل تغيير هذه المعادلة على نحو يمنح جيشها هامشا اوسع من التحرك. اما المخابرات الاسرائيلية، فتقدر ان اسرائيل ستواصل شغطها الى ان تحقيق هدنة تلتزم فيها"حماس"اخراج عسقلان من دائرة البلدات الاسرائيلية المستهدفة، خصوصا بعد الانباء التي افادت ان حركة"الجهاد الاسلامي"اطلقت"كاتيوشا"على هذه المدينة. في غضون ذلك، لاقت العمليات الاسرائيلية المتواصلة في غزة لليوم الخامس على التوالي، تنديداً دولياً خافتاً ساوى بين المجازر الاسرائيلية والقصف الذي يتعرض له جنوب اسرائيل. وفيما دعا البيت الابيض الى"وقف العنف واستئناف المفاوضات"، دان الاتحاد الاوروبي استخدام القوة"غير المتكافئ"من الجيش الاسرائيلي ضد المدنيين، معتبرة انها ممارسات"مخالفة للقانون الدولي". لكنها كررت ادانتها لاستمرار اطلاق الصواريخ من غزةعلى الاراضي الاسرائيلية". من جانبه، قال مجلس الامن ان اعضاءه"يؤكدون ضرور ان توقف كل الاطراف فورا اعمال العنف كافة"و"يشعرون بقلق بالغ لفدان ارواح المدنيين جنوب اسرائيل وغزة ويدينون تصعيد العنف". واكدت المملكة العربية السعودية ان العمليات العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة"تحاكي جرائم الحرب النازية"ودعت المجتمع الدولي الى التحرك من اجل وقف"القتل الجماعي"في القطاع. ونقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية عن مصدر مسؤول تأكيده ان السعودية"تدين جرائم الحرب الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وتهديدات المسؤولين الاسرائيليين بتحويل غزة الى محرقة، وترى ان اسرائيل بعملها هذا انما تحاكي جرائم الحرب النازية". واضاف ان السعودية"تدين وتستنكر بشدة هذه الأعمال التي تتنافى مع القانون الدولي والاعراف الانسانية وتتحدى الشرعية الدولية وتتعارض مع ما تدعيه إسرائيل من رغبة في السلام"، و"تدعو المجتمع الدولي والدول الراعية للسلام واللجنة الرباعية الدولية إلى العمل على كبح الآلة العسكرية الإسرائيلية". اما على مستوى الشارع العربي، فخرجت تظاهرات ومسيرات شعبية في لبنان ومصر والاردن والرباط للتنديد بالمجازر الاسرائيلية، والتضامن مع الشعب الفلسطيني.