مشّطت قوات من جزر القمر، الارخبيل الواقع في المحيط الهندي، جزيرة انجوان أمس الأربعاء بحثاً عن زعيم التمرد، بعدما سيطرت قوة مشتركة من جزر القمر والاتحاد الافريقي على الجزيرة الثلثاء بعد ساعات من مهاجمتها لاطاحة نظام محمد بكر، وهو دركي سابق تلقى تدريباً في فرنسا وتقلد السلطة في 2001 وتشبث بها بعد انتخابات غير قانونية العام الماضي. وقال المسؤول في الرئاسة محمد بكر دوسار ل"رويترز":"سارت هذه العملية في شكل مرض ونحن نسيطر تماماً على الجزيرة هذا الصباح الأربعاء". وأضاف:"الجيش... لا يزال يبحث عن محمد بكر في مناطق عدة ربما كان مختبئاً فيها... ليس فقط في المناطق التي رُصد فيها أول من أمس". وقال ناطق باسم الحكومة الاتحادية في ساعة متقدمة أول من أمس إن بكر شوهد في قرية ساندابواني حيث يعتقد انه كان يحاول الهرب منها في قارب الى جزيرة مايوتي المجاورة التي تديرها فرنسا متخفياً في زي امرأة. ولم يرد تأكيد مستقل لهذه الرواية مع انقطاع الاتصالات الهاتفية. وقال دوسار إن ثلاثة متمردين قتلوا وعشرة اصيبوا بينما لم تقع خسائر في صفوف القوات الحكومية في الاشتباكات التي وقعت في انجوان إحدى الجزر الثلاث التي تتشكل منها الدولة التي شهدت انقلابات متكررة. ونقلت سيارات الإسعاف جرحى المتمردين الى المستشفى وسمع صوت اطلاق نار متقطع في الجزيرة. وصرح الناطق باسم الحكومة عبدالرحيم سيد بكر بأن جزر القمر تعتزم تنصيب حكومة موقتة في انجوان بحلول نهاية الأسبوع للإعداد لانتخابات جديدة في غضون شهرين أو ثلاثة. وأضاف أن من المتوقع بقاء المفرزة التابعة للاتحاد الأفريقي في الجزيرة لضمان اجراء الانتخابات. وعلى رغم إعلان الجيش النصر أول من أمس إلا أن بعض السكان عبّر عن مخاوفه من ظهور جيوب للمقاومة. وقالت رقية هاليدي وهي من موتسامودو عاصمة انجوان للإذاعة الوطنية:"الجماعات الموالية للكولونيل بكر مختبئة في الغابة. إلى أن يتم القبض عليهم... سنظل خائفين من أنهم ربما يأتون في المساء للانتقام". ونشر الاتحاد الافريقي 1350 جندياً في الجزر التي تنتج التوابل والعطور، وسيعتبر هذه العملية الناجحة وسيلة لتعويض اخفاق بعثتي حفظ السلام التابعتين له في السودان والصومال. لكن منتقدين يقولون إن الاتحاد الافريقي اختار هدفاً سهلاً. ولجزر القمر التي تعاني من عدم الاستقرار السياسي منذ استقلالها عن فرنسا في عام 1975 تاريخ من الاغتيالات والغزو من جانب مرتزقة، كما شهدت نحو 20 انقلاباً أو محاولة انقلاب منذ ذلك الحين. وكان العرب أول من استوطن جزر القمر قبل نحو ألف عام ثم اصبحت ملاذا للقراصنة. وتعد جزر القمر التي يبلغ عدد سكانها 700 ألف نسمة إحدى أكثر الدول المثقلة بالديون في العالم. وأيّدت فرنسا والولايات المتحدة الهجوم على جزيرة انجوان الصغيرة التي يسكنها 300 ألف شخص، لكنه واجه انتقادات من جنوب افريقيا التي قال رئيسها ثابو مبيكي للصحافيين في بريتوريا:"أعتقد أن من المؤسف جداً وقوع عمل عسكري لأنه يعيد جزر القمر إلى تاريخ القوة بدل حل القضايا سلمياً". وصرح الناطق باسم الحكومة عبدالرحيم سعيد بكر بأن بلاده"تشعر بخيبة أمل في شكل خاص"ازاء موقف مبيكي.