قُتل مواطن مصري وجُرح آخران في حادث إطلاق نار في منطقة انتظار السفن على بعد 5 كيلومترات من المجرى الملاحي لقناة السويس. وفي حين أكدت مصادر مصرية أن مصدر النيران هو بارجة عسكرية أميركية، اعترفت السفارة الأميركية في القاهرة بأن البارجة أطلقت طلقات لتحذير القارب الذي اقترب منها، لكنها شكّكت في أن تكون أصابته. وقالت مصادر ملاحية مصرية وشهود ل"الحياة"إن أفراد تأمين بارجة عسكرية أميركية أطلقوا النيران في ساعة متقدمة من مساء أول من أمس على قارب صغير للصيد في منطقة خارج"غاطس ميناء السويس"، ما أدى إلى مقتل المواطن محمد فؤاد عبدالحميد وجرح اثنين من مرافقيه. وأكدت وكالة"أنباء الشرق الأوسط"الرسمية تلك الرواية. لكن الروايات تباينت في شأن إطلاق أفراد تأمين البارجة الأميركية طلقات تحذيرية قبل استهداف قارب الصيد في شكل مباشر، ففي حين قال شهود إن حراسة البارجة طلبت من القارب عدم الاقتراب قبل إطلاق النار صوبه، نفى آخرون ذلك. غير أن الشهود اتفقوا على أن المنطقة التي شهدت إطلاق النار ليس محظوراً فيها تسيير قوارب الصيد. وأضاف أحدهم أن"القتيل كان يبيع منتجات خان الخليلي التذكارية للأجانب على متن السفن التي تنتظر في منطقة الغاطس، في طريقها لعبور القناة، والقارب الذي كان يستقله ملك شقيقه الذي يدعى فؤاد". وكانت الفرقاطة الحربية الأميركية"غلوبال باتريوت"تقف خارج غاطس ميناء السويس في انتظار السماح بعبورها القناة من الجنوب في طريقها من دبي إلى البحر المتوسط. وكان مقرراً لها أن تغادر القناة في الثالثة صباح أمس، إلا أنها تأخرت نحو 6 ساعات. ورفضت مصادر أمنية مصرية توضيح ما إذا كانت أجريت تحقيقات مع أفراد تأمين السفينة أم لا، مكتفية بالقول إن"التحقيقات مستمرة وستكون مشتركة". وفي المقابل، شككت السفارة الأميركية في أن تكون البارجة العسكرية هي مصدر النيران. وقالت في بيان أمس إن"غلوبال باتريوت هي سفينة متعاقدة لفترة قصيرة مع قيادة"سيليفت"العسكرية في البحرية الأميركية، وأطلقت طلقات تحذيرية على قارب صغير عند اقترابه منها أثناء استعدادها للتوقف الموقت في قناة السويس"، موضحة أن"التقارير الأولية من السفينة تشير إلى عدم تعرض أي من القاربين لأي إصابات". وأضاف البيان:"اقتربت مراكب عدة من البارجة أثناء استعدادها للتوقف الموقت في قناة السويس، وتم تنبيه المراكب وتحذيرها من خلال متحدث باللغة العربية بوضوح بالاستعانة بمكبّر صوت، إذ طلب منها الابتعاد من السفينة، وتم بعد ذلك إطلاق إشارة نارية ضوئية تحذيرية، وواصل أحد المراكب الصغيرة الاقتراب من السفينة وتم إطلاق مجموعتين من الطلقات التحذيرية على بعد 20 إلى 30 ياردة من مقدمة القارب"، مشدداً على أنه"تم رصد جميع الطلقات أثناء اختراقها للمياه". وأكد أن"الواقعة تخضع للتحريات، وتتعاون قيادة الأسطول الخامس للبحرية الأميركية بالكامل مع السلطات المصرية، بما في ذلك هيئة قناة السويس والسلطات المحلية الأخرى، وكذلك السلطات المركزية من خلال السفارة الأميركية في القاهرة". ورفض مصدر مصري التعليق على بيان السفارة الأميركية، غير أنه تساءل:"كيف تم رصد جميع الطلقات أثناء اختراقها للمياه؟، علماً بأن الحادث وقع قرب منتصف الليل". وأمرت سلطات التحقيق بنقل جثة القتيل 30 عاماً من مدينة السويس إلى الإسماعيلية لعرضها على الطب الشرعي وتشريحها لتحديد أسباب الوفاة. ومعروف أنه عند مرور سفن حربية في القناة، تؤمن السلطات المصرية المنطقة تماماً ولا تسمح بأي نشاط قرب القطع الحربية.