سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عباس سحب وفده بعد "تراجع حماس 3 مرات عن التوقيع" والحركة اعتبرت قراره "دليلاً على عدم الرغبة بالحوار". فشل المساعي اليمنية للمصالحة الفلسطينية وصنعاء تتحدث عن محاولة ثانية لإطلاق الحوار
اعلنت الرئاسة الفلسطينية امس فشل المبادرة اليمنية للمصالحة بين الاطراف الفلسطينية بسبب "التحفظات والشروط التي وضعتها حركة"حماس"على المبادرة اليمنية. وقال مسؤول في"حماس"ان قرار الرئيس محمود عباس سحب وفد منظمة التحرير"دليل الى عدم الرغبة في الحوار"مع الحركة و"رسالة سلبية جدا"الى اليمن. من جهته، اعلن وزير الخارجية اليمني ابوبكر القربي ان ممثلي منظمة التحرير و"حماس"سيجريان محاولة ثانية للاتفاق على المبادرة اليمنية بهدف اطلاق حوار من اجل المصالحة الفلسطينية. وكان وفدان فلسطينيان، احدهما يمثل الرئيس عباس والقيادة الرسمية بقيادة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صالح رأفت، والثاني يمثل"حماس"برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى ابو مرزوق، وصلا الى العاصمة اليمنية مطلع الاسبوع للبحث مع الرئيس علي عبدالله صالح وحكومته في شأن مبادرته لانهاء الانقسام الفلسطيني. وعقد الوفدان لقاءات منفصلة مع القيادة اليمنية ناقشا فيها اسس المبادرة وسبل العودة الى الحوار الوطني. ويقول مسؤولون في الجانبين ان نقطة الخلاف الرئيسية تناولت تراجع"حماس"عن سيطرتها على قطاع غزة، علماً ان المبادرة المينية تنص على تراجع"حماس"عن الاجراءات التي قامت بها عقب سيطرتها على قطاع غزة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، واجراء انتخابات عامة جديدة، واعادة بناء اجهزة الامن على اسس مهنية. واعلنت"حماس"موافقتها على المبادرة، لكنها رفضت تطبيق النقطة الاولى التي تنص على تراجعها عن اجراءاتها في قطاع غزة، ما اعتبره الرئيس عباس"نسفاً لأسس المبادرة اليمنية". وكان وفد الرئيس عباس اجتمع صباح امس مع الرئيس اليمني. وقال الناطق الرئاسي الفلسطيني نبيل ابو ردينة ان وفد"حماس"لم يقبل المبادرة اليمنية"نصا وروحا"، وانه طرح تحفظات وشروط تنسف أسسها. واضاف:"إن وفد منظمة التحرير سيعود الى ارض الوطن مع الاستعداد للرجوع الى اليمن عندما تتخذ قيادة حماس موقفا بقبول المبادرة كما هي من دون تحفظات". وتابع ان الرئيس عباس يثمن الجهود التي بذلها الرئيس علي عبدالله صالح والقيادة اليمنية، مجددا تأكيد موقف منظمة التحرير بقبول المبادرة اليمنية من دون اي تحفظات والاستعداد لبدء الحوار على اساس ذلك. وفي العاصمة اليمنية، قال رئيس كتلة حركة"فتح"في المجلس التشريعي، عضو الوفد عزام الأحمد ان"حماس"تراجعت ثلاث مرات عن التوقيع على صيغة اتفاق تم التوصل إليها يوم امس تحت إشراف مباشر من الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، واضاف:"تم اليوم امس الاتفاق مع وفد حماس على صيغة اتفاق تحت إشراف الرئيس اليمني، وفاجأتنا قبل أن نتوجه إلى التوقيع ثلاث مرات بالتراجع عما وافقت عليه قبل دقائق، ما حال دون التوقيع على اتفاق، وعلقت المحادثات، ونحن بانتظار ما سيقرره الإخوة في القيادة اليمنية". "حماس"متفاجئة في هذا الصدد، قال مسؤول في"حماس"ان قرار الرئيس عباس سحب وفد المنظمة من اليمن"دليل الى عدم الرغبة في الحوار"مع الحركة و"رسالة سلبية جدا"الى اليمن. واوضح المسؤول في اتصال هاتفي اجرته معه"الحياة"الى صنعاء امس:"فوجئنا أولاً بأن الوفد الآخر هو من المنظمة وليس من فتح، وبرئاسة شخصية غير فتحاوية هي صالح رأفت من حزب فدا، وبأن عزام الاحمد عضو في الوفد وليس رئيسه، وهذا دليل أولي الى عدم الرغبة الجدية بالحوار لانه ليست هناك مشكلة مع المنظمة، واحياءها بنداً من بنود المبادرة اليمنية، وهناك قوى لا تشارك في اجتماعات اللجنة التنفيذية"، قبل ان يشير الى ان"المؤشر الآخر الى عدم الرغبة بالحوار هو قرار سحب الوفد لاننا كنا ننوي استكمال البحث السبت المقبل". وقال:"ان سحب الوفد يعني ان الاستجابة مع المبادرة اليمنية كانت تكتيكية وليست جدية". واوضح:"لم يجر اي لقاء مباشر بين الطرفين، ذلك ان وزير الخارجية اليمني كان ينتقل بين الطرفين من دون الدخول في التفاصيل"، فيما استقبل الرئيس اليمني الوفدين لفترة قصيرة. وكان وفد"حماس"التقى القربي اول من امس لمدة اربع ساعات في القصر الرئاسي اليمني لمناقشة البنود السبعة في المبادرة اليمنية. وزاد المسؤول في"حماس"ان وفد الحركة طلب تفسيرات لمعاني البند الاول في المبادرة واجابات عن اسئلة مثل:"ماذا تعني عودة الوضع الى ما كانت عليه الامور في قطاع غزة؟ هل تعني عودة حكومة الوحدة الوطنية برئاسة اسماعيل هنية؟ هل تعني عودة مستشار الامن القومي محمد دحلان؟ هل تعني العودة الى اتفاق مكة؟ هل تعني عودة الرئيس عباس عن المراسيم التي وقعها؟". وزاد:"ان عزام الاحمد من فتح كان على اتصال مباشر مع عباس، والجانب اليمني تجنب الدخول في التفاصيل وكان هدفه تمهيد الارضية لجمع الحركتين مع بعضهما بعضا".