على رغم الجدال الذي أثارته الأفلام السينمائية التي عرضت خلال الفترة الماضية في دور العرض المصرية لتناولها قضايا الفساد المجتمعية وانتقادها ممارسات السلطة بأجهزتها في علاقتها بالمواطن مثل"حين ميسرة"،"هي فوضى"وپ"الجزيرة"، يبدو أن الإيرادات العالية فتحت شهية صناع السينما المصرية إلى تقديم مزيد من الأعمال التي تناقش هموم الناس وواقعهم الاجتماعي والأزمات السياسية الساخنة في العالم العربي وقضايا الوحدة الوطنية. إضافة إلى دنيا المراهنات وما يحدث في صالات القمار، تلك هي التيمات التي يعمل صناع السينما المصرية على تقديمها في الفترة الحالية ما سيحدث طفرة نوعية في المشهد السينمائي في صيف 2008. وأول هذه الأفلام هو الفيلم الذي أوشك مخرجه عادل أديب على إنهاء العمليات الفنية الخاصة به،"ليلة البيبي دول"والذي يضم نخبة من نجوم مصر والعالم العربي. ويتناول الفيلم الأحداث السياسية الساخنة التي تجري في المنطقة العربية إذ تدور أحداثه في ليلة واحدة حول حسام محمود عبدالعزيز صاحب شركة السياحة الذي يصطحب وفداً أميركياً لقضاء ليلة رأس السنة في القاهرة، في الوقت الذي يخطط فيه عوضين نور الشريف لتفجير الفندق الذي يقيم الوفد فيه. ويشارك في بطولة الفيلم محمود حميدة، جمال سليمان، جميل راتب، عزت أبو عوف، ليلى علوي، سلاف فواخرجي. وتستعد شركة"غود نيوز"إلى التقدم بالفيلم إلى المسابقة الرسمية لمهرجان"كان"في دورته المقبلة. ويواصل النجمان عمر الشريف وعادل إمام تصوير فيلمهما الجديد"حسن ومرقص"لشركة الإنتاج نفسها. ويتناول الفيلم قضية الوحدة الوطنية والمشاكل التي تحدث دوماً وتثير الفتنة الطائفية ما بين المسلمين والأقباط داخل المجتمع المصري، وتقوم الحبكة الدرامية على صدفة تجمع بين رجل لاهوت هارب يجسده عادل إمام وشيخ مسجد عمر الشريف. والفيلم يخرجه رامي إمام بعد اعتذار كل من شريف عرفة وشقيقه عمرو بسبب اختلاف في وجهات النظر مع مؤلف الفيلم يوسف معاطي ويشارك في الفيلم إلى جانب النجمين عدد من كبار الفنانين والوجوه الجديدة. أما دنيا المراهنات وعالم الليل فتقدم عنها معالجتان مختلفتان من خلال فيلمين أولهما"الريس عمر حرب"والذي قارب مخرجه خالد يوسف الانتهاء من تصوير مشاهده وهو من تأليف هاني فوزي وبطولة خالد صالح وهاني سلامة وسمية الخشاب، وتم تصوير 90 في المئة من أحداث الفيلم في مدينة شرم الشيخ داخل كازينو حقيقي وبعيداًَ من بناء الديكورات. والفيلم مزيج في معالجته الدرامية من كل من فيلم"حليف الشيطان"لآل باتشينو وكيانو ريفز، وپ"كازينو"لروبرت دي نيرو. وهو يرصد التناقضات النفسية والإنسانية لدى البشر الذين تجمعهم السهرات في ذلك المكان. أما الفيلم الثاني فهو"كباريه"الذي يقدم نماذج متعددة لشخصيات تجتمع في ذلك المكان يومياً وتدور أحداثه في ليلة واحدة أيضاً، ويشارك في بطولته 15 ممثلاً وممثلة وهو من تأليف احمد عبدالله واخرج سامح عبدالعزيز. ومن الأفلام الجديدة التي يُجرى تصويرها وتتناول قضايا جديدة عن فساد رجال الشرطة فيلم"البلد دي فيها حكومة"وتدور حبكته حول ضابط شرطة يكتشف فساداً في الجهاز الذي يعمل فيه بعد إلقائه القبض على أحد كبار تجار المخدرات، إذ يكتشف أن عدداً من رؤسائه متورطون في القضية، والفيلم من بطولة تامر هجرس وغادة عبدالرازق وعزت أبو عوف ومحمد الخلعي. وتتنافس هذه الأعمال على العرض في المواسم السينمائية المقبلة ومن المتوقع أن يثير بعضها الجدال، نظراً لطبيعة مواضيعها الشائكة. كما يشهد هذا العام أيضا عودة النجمتين ليلى علوي وإلهام شاهين إلى السينما، إذ تعود شاهين بفيلم من بطولتها وإنتاجها مع المخرج مجدي احمد علي عنوانه"خلطة فوزية"ويعكف المخرج حالياً على إنهاء المونتاج، بعد أن يصور الأحداث في إحدى قرى محافظة القليوبية شمال القاهرة - قرى الباسوس - وتدور هذه الأحداث حول امرأة تزوجت أكثر من مرة وأنجبت من كل زيجة، وتقوم بمفردها بتربية أبنائها، ويشارك إلهام البطولة عدد من النجوم منهم فتحي عبدالوهاب وغادة عبدالرازق، والفيلم تأليف الروائية هناء عطية في أول تجربة سينمائية لها. وأمام هذا السيل من المواضيع الاجتماعية تتكتم غالبية نجوم الكوميديا حول تفاصيل مشاريعهم المقبلة رافضين دخول الصحافة إلى مواقع التصوير، ومنهم هاني رمزي الذي يقدم فيلمه"نمس بوند"، ومحمد سعد وفيلمه"بوشكاش"، الذي يُجرى تصوير أجزاء منه في كوبا. أما أحمد حلمي فلم يبدأ حتى الآن تصوير فيلمه الجديد، كما انسحب محمد هنيدي من سباق الموسم الصيفي للمرة الأولى منذ عشر سنوات.