سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تظاهرات في سويسرا وأستراليا وكوريا الجنوبية ... وطوكيو تطالب بكين ب "الشفافية" : 19 قتيلاً الضحايا الجدد لعنف التيبت والصين ترفض دعوات الى مقاطعة الأولمبياد
أعلنت حكومة التيبت في المنفى ان 19 متظاهراً تيبتياً قتلوا بالرصاص في ولاية غانسو شمال غربي الصين أمس, وكشفت ان الحصيلة"الأكيدة"لأعمال العنف التي اندلعت مطلع الأسبوع الماضي باتت 99 قتيلاً بينهم 80 في لاسا عاصمة التيبت. وصرح رئيس الوزراء الصيني وين جياباو بأن بلاده تتوقع ان تعالج الحكومة الهندية مسألة التيبت استناداً الى الاتفاقات التي توصل إليها الجانبان، مشيداً بالإجراءات التي اتخذتها نيودلهي حتى الآن في التعامل مع"نشاطات استقلال التيبت التي خططت لها زمرة الدالاي لاما". وقال جياباو في اختتام المؤتمر السنوي للبرلمان الصيني:"قضية التيبت حساسة في العلاقات الصينية ? الهندية، لكن الجانبين توصلا الى اتفاقات موسعة في هذا الشأن، نأمل بأن تواصل الحكومة الهندية تنفيذها والتعامل بطريقة صحيحة مع هذه القضية". ورداً على سؤال عن النزاع الحدودي مع الهند، قال جياباو:"إنها مسألة معقدة لا يمكن توقع حلها بين ليلة وضحاها، فيما يمكن إحراز تقدم جديد في المفاوضات طالما يظهر الطرفان الإخلاص، ويعملان استناداً الى مبدأ المساواة في التعامل وتحقيق تسويات متبادلة"، علماً ان الصينوالهند وضعتا معايير سياسية في شأن قضية الحدود عام 2005, وعقدتا 11 جولة من المحادثات آخرها في أيلول سبتمبر الماضي. ورفض جياباو الدعوات الي مقاطعة دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها بلاده بدءاً من الثامن من آب أغسطس المقبل، بعد قمع القوات الصينية أحداث الشغب في التيبت، مشدداً على ضرورة"عدم تسييس"المناسبة الرياضية"التي يجب احترام مبادئها وميثاقها"، علماً ان الممثل الأميركي ريتشارد غير الذي يرأس الحملة الدولية للدفاع عن التيبت كان دعا الى مقاطعة الألعاب. لكن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية جاك روغ أكد ان أي حكومة لم تدعوا الى مقاطعة الدورة، فيما أيد موقف الاتحاد الأوروبي وكل الحكومات الكبيرة"التي أجمعت على ان المقاطعة ليست حلاً"، مؤكداً ان اللجنة الأولمبية الدولية"تتعامل مع الأمور الرياضية وليس السياسية". وكانت اللجنة الأولمبية الأميركية أكدت أول من أمس ان رياضييها سيشاركون في الدورة، وقال الناطق باسمها داريل سيبيل:"لا نفكر في عدم المشاركة، في ظل إدراكنا بأن المقاطعة لا تحقق شيئاً إلا معاقبة الرياضيين بطريقة غير عادلة". وأضاف:"من المهم أن نتذكر مبادئ الحركة الأولمبية، وأهمها اعتبار الحدث الرياضي فرصة للعالم للتوحد، وهو ما نحتاج إليه اليوم". كذلك أعلنت اليابان أنها لن تقاطع الألعاب الأولمبية، داعية الصين إلى اتخاذ ما يلزم لإنجاحها. وصرح وزير الخارجية ماساهيكو كومارو بأنه"فيما تعتبر احتجاجات التيبت مسألة داخلية فمن الطبيعي أن يقلق المجتمع الدولي لأن ما حصل مسألة تتعلق بحقوق الإنسان أيضاً". وأضاف كومارو:"من مصلحة الصين أن تتحلى بالشفافية والانفتاح من اجل إقناع العالم بما حصل فعلاً". ونظمت اللجنة الأولمبية في التيبت تظاهرة احتجاج خارج مقر اللجنة الأولمبية الدولية في سويسرا، مطالبة بمعارضة خطط لمرور الشعلة الأولمبية في الإقليم. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها:"سيد روغ... صمتكم يتسبب في قتل مواطني التيبت". وتظاهر عشرات التيبتيين وناشطي حقوق الإنسان الكوريين الجنوبيين أمام السفارة الصينية في سيول، وطالبوا بكين باحترام الحريات قبل بدء الأولمبياد. وهتف هؤلاء"لا تقتلوا"و"تيبت حرة"، داعين كوريا الجنوبية الى دعم الانتفاضة المتواصلة حالياً في التيبت، قبل ان يتفرقوا من دون حدوث أي صدامات مع الشرطة. ويعيش حوالى 20 من مواطني التيبت فقط في كوريا الجنوبية بموجب تأشيرات هجرة، وذلك بسبب القيود التي تفرضها بكين على سفرهم. وفي استراليا، اشتبك حوالى مئة من مؤيدي قضية التيبت مع الشرطة خارج القنصلية الصينية في سيدني، حيث احرقوا أعلاماً صينية، فيما اعتقلت الشرطة بعضهم. وحض اندرو بارليت، عضو مجلس الشيوخ عن حزب الديموقراطيين الصغير، الرياضيين ومشجعي الرياضة على الابتعاد عن الألعاب الأولمبية، وقال:"لا نستطيع ان نغض النظر لمجرد أننا نحب الرياضة". ومعلوم أن الحكومة الأسترالية التي تؤيد سيادة الصين على إقليم التيبت قللت من احتمال تأثر الحوادث الأخيرة بالألعاب. تحذير لتايوان على صعيد آخر، عرض رئيس الوزراء الصيني وين جياباو أمس، استئناف المحادثات مع تايوان التي تعتبرها بلاده اقليماً منشقاً عنها، محذراً الجزيرة من أن يعطل استفتاؤها المقبل خطة الانضمام الى الاممالمتحدة الروابط معها. وقال جياباو:"نأمل باستئناف محادثات السلام قريباً لمعالجة كل المسائل وانهاء حال العداء"، مؤكداً ان"كل من يريد فصل تايوان عن الوطن الام لن ينجح وسيواجه الفشل". وتايوان التي انفصلت عن الصين اثناء الحرب الاهلية عام 1949، ستجري الاستفتاء بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية السبت المقبل، في تجاهل لتحذيرات من الصين والولايات المتحدة وفرنسا واليابان. وأكد جياباو ان الصين تعارض الاستفتاء لأنه سيغير السياسة التي انتهجتها بكين، على صعيد اعتبار ان الجزيرة والبر الرئيسي ينتميان الى دولة واحدة، وانه يجب ان تعود اليها حتى باستخدام القوة في نهاية المطاف. ورد سو تشي نائب مدير الحملة الانتخابية لمرشح الحزب الوطني"كومينتانغ"المعارض في تايوان، ما ينغ جيو، على جياباو، معتبراً أن تعليقات رئيس الوزراء الصيني"لا تتضمن أي جديد، مكرراً نتيجة لذلك تأكيده أن"مستقبل العلاقات عبر المضيق امر يقرره الثلاثة وعشرون مليون تايواني".