لقي أربعة عشر ضابطاً من مكتب التحقيقات الفيديرالي الباكستاني، وغيرهم من المدنيين، مصرعهم في الانفجارين الانتحاريين في مدينة لاهور، في 11 من الشهر الجاري. واستهدفت العملية الأولى مكتب التحقيقات الفيديرالي، والثانية مكاتب شركة إعلانات تقع في منطقة سكنية. ومكتب التحقيقات الفيديرالي الباكستاني هو نظير مكتب التحقيقات المركزي الهندي. فهو يشرف على التحقيقات في قضايا الإرهاب، الى الاستخبارات العامة ومكتب مكافحة المخدرات. وعيّن الرئيس برويز مشرف عدداً من ضباط الجيش الحاليين أو المتقاعدين في مكتب التحقيقات الفيديرالي لمراقبة التحقيقات الجارية في قضايا فساد مرفوعة ضد بينظير بوتو، وزوجها آصف زرداري، ونواز شريف وغيرهم من القادة السياسيين. وقبل الانتخابات الأخيرة، أوقف مشرف التحقيقات المتعلقة بقضايا الفساد ضد بينظير وزوجها زرداري. وسحب الجنرال أشفاق برويز كياني ضباط الجيش من مكتب التحقيقات الفيديرالي. ودرجت الحكومات الباكستانية المتعاقبة على استخدام هذا المكتب لاضطهاد معارضيها ومخالفيها. وقبل عودة بينظير من منفاها في تشرين الأول أكتوبر الماضي، قرر كبار مساعديها تشكيل فريق حماية لها مستقل عن أجهزة الحكومة. واختار زرداري المقيم في دبي أن يساعده رحمن ملك، مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي السابق، في الإشراف على جهاز الحماية. واتهم عدد من وسائل الإعلام الباكستانية رحمن ملك بالإهمال الذي أفضى إلى اغتيالها. وعلى رغم هذه الاتهامات، لم يفقد زرداري ثقته فيه، ولا يزال يعمل بوحي من توجيهاته. والحق أن موجة العمليات الانتحارية الحالية بدأت بعد شن الجيش عملية على المسجد الأحمر بإسلام أباد في تموز يوليو الماضي. فردّ الانتحاريون على هذه العملية باستهداف الجيش والاستخبارات العسكرية والقوات الخاصة، التي تدربها الولاياتالمتحدة بباكستان. ثم باشروا استهداف القادة السياسيينپالذين أيدوا العملية ضد المسجد الأحمر، ومنهم أنصار"حزب الشعب الباكستاني"في إسلام أباد، ووزير الداخلية السابق، أفتاب خان شيرباو، الذي نجا من محاولتي اغتيال. وشن الانتحاريون هجمات على مراكز الجيش، وحرس الحدود، وسلاح الجو، المرتبطة بالعمليات العسكرية في مناطق القبائل الباكستانية. واستهدفوا كلية الأركان البحرية في لاهور. فالبحرية الباكستانية هي جزء من قوة بحرية دولية توفر غطاء للعمليات الأميركية بأفغانستان، وتحمي شحنات المؤن الواردة الى قوات الپ"ناتو"حلف شمال الأطلسي والقوات الأميركية، عبر ميناء كراتشي. وهاجم المسلحون القبليون وحدات الشرطة في المناطق المختلفة. ولقي عدد كبير من رجال الشرطة حتفهم. وبعد سلسلة هذه الهجمات، هاجم الجهاديون مقر مكتب التحقيقات الفيديرالي الذي يشرف على تحقيقات الشرطة في القضايا المتعلقة بالإرهاب. فهذا المكتب أشرف على التحقيقات الجارية في عملية اغتيال بينظير بوتو، واتهم بيت الله محسود، قائد"طالبان"الباكستانية، بالوقوف وراءها. وجاء الهجوم على مكتب التحقيقات الفيديرالي في لاهور بعد يومين من إصدار محكمة خاصة بالجرائم الإرهابية أمر اعتقال بيت الله محسود بتهمة التخطيط لمقتل بينظير بوتو. عن بي رامان مدير الاستخبارات العامة الهندية الأسبق، موقع"ساوث إيجيا أناليزس غروب"الهندي، 12/3/2008