رفض متمردون تشاديون أمس الجمعة أحدث اتفاق سلام بين تشاد والسودان وتعهدوا مواصلة حملتهم لاطاحة الرئيس إدريس ديبي اذا لم يوافق على الدخول في حوار معهم. وكان الرئيس التشادي ديبي ونظيره السوداني عمر حسن البشير وقعا اتفاق سلام في السنغال في ساعة متقدمة الخميس يهدف إلى انهاء هجمات المتمردين عبر الحدود في منطقة تضم إقليم دارفور السوداني الذي تمزقه الحرب. ويهدف الاتفاق الذي شهد توقيعه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وممثلون للاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، إلى احياء مجموعة من الاتفاقات السابقة التي فشلت في انهاء القتال على جانبي الحدود بين تشاد والسودان. وقال علي جادي الناطق باسم التحالف الوطني التشادي ل"رويترز"إن الاتفاق الذي وقعه الرئيسان التشادي والسوداني"لا يهمنا". وأضاف:"اذا لم يكن ديبي يرغب في حوار فسنجبره على الرحيل". وكان التحالف الوطني التشادي طرفا في تحالف للمتمردين هاجم العاصمة التشادية نجامينا الشهر الماضي وحاصر ديبي في قصره الرئاسي ليومين. وتعهد ديبي والبشير في الاتفاق الذي توسط فيه الرئيس السنغالي عبدالله واد بحظر نشاط كل الجماعات المسلحة ومنع استخدام أراضيهما لزعزعة استقرار جيرانهما. لكن جادي قلل من أهمية الاتفاق. وقال جادي الذي كان يتحدث من هاتف يعمل بالاقمار الاصطناعية:"نحن نعمل انطلاقا من أراضينا الوطنية ولدينا هدف واضح ألا وهو تحرير شعبنا الذي يعيش رهينة لعشيرة ديبي". ويقول ديبلوماسيون أجانب إن متمردي تشاد يستخدمون في شكل منتظم منطقة الحدود في اقليم دارفور السوداني قاعدة ينطلقون منها لشن هجمات داخل تشاد. واتهم السودان بدوره مراراً حكومة تشاد بدعم جماعات متمردة في دارفور. وجاء في نص اتفاق السلام السوادني - التشادي:"نحن ادريس ديبي رئيس جمهورية تشاد وعمر البشير رئيس جمهورية السودان اتفقنا على ما يلي من أجل وضع حد نهائي للخلافات بين بلدينا واعادة السلام والامن الى المنطقة: 1 - نقرر أمام نظرائنا وممثلي المجتمع الدولي أن نتصالح ونطبّع العلاقات بين بلدينا ونوفر الوسائل للمساهمة في الاستقرار والسلام في بلدينا وفي المنطقة. 2 - نؤكد احترام تعهداتنا السابقة وخصوصاً اتفاق طرابلس الموقع في 8 شباط فبراير 2006 واتفاق الخرطوم الاطار والبروتوكولات الملحقة في 28 آب اغسطس 2006 واعلان كان في 15 شباط فبراير 2007 واتفاق الرياض في 3 أيار مايو 2007. وبهدف التطبيق الفعلي لهذه الاتفاقات نطلب من المجتمع الدولي عموماً وخصوصاً ليبيا والكونغو والسنغال والغابون واريتريا وتجمع الساحل والصحراء والمجموعة الاقتصادية لافريقيا الوسطى والاتحاد الافريقي، اتخاذ الاجراءات الضرورية كافة لاقامة قوة السلم والامن من أجل ضمان ومراقبة العمليات المشتركة لتأمين الحدود المشتركة. 3 - نتفق في هذا الصدد على انشاء مجموعة اتصال تجتمع مرة في كل شهر في إحدى عواصم الدول اعضاء المجموعة. ... 4 - نتعهد منع أي نشاط للمجموعات المسلحة واستخدام اراضينا لزعزعة أي من الدولتين". وفي باريس، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية باسكال اندرياني"نرحب بتوقيع هذا الاتفاق الهادف الى ارساء الاستقرار في المنطقة".