"هل رأينا حملة انتخابية مماثلة وهل سنرى مثيلاً لها مجدداً"؟ هذا ما سأله لاري كينغ، المذيع الشهير على شاشة"سي أن أن"الأميركية الإخبارية خلال استضافته مناصرين لمرشحي الانتخابات الرئاسية الأميركية هيلاري كلينتون وباراك أوباما من الحزب الديموقراطي وجون ماكاين من الحزب الجمهوري. وأجمع الحاضرون على تميّز هذه الانتخابات التمهيدية من وجوه عدّة. وفات كينغ وضيوفه الحديث عن طغيان التكنولوجيا الرقمية على الانتخابات الرئاسية التمهيدية الراهنة. وتوظّف تلك التكنولوجيا بكثافة في استقطاب المناصرين وجمع التبرعات المالية عبر المواقع الشبكية والمُدوّنات الإلكترونية"بلوغز"التي خُصّصت للمساهمة في أداء تلك المهمات. وتتفرد المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون بأنها أضافت بُعداً افتراضياً Virtual بارزاً الى حملتها الصاخبة. العائلة أولاً... وتحرص المواقع الإلكترونية للمرشحين على إظهار روابطهم العائلية للعيان. إذ يضع المرشح باراك أوباما صورة تجمعه بزوجته وابنتيه في صفحة تتقدم موقعه barackobama.com. ويعلو الصورة شعار"التغيير الذي نستطيع ان نؤمن به"، المستوحى من شعارات الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي. ويقود زر في أسفل الصورة إلى دواخل الموقع. ويلاحظ في أقسامه طغيان اللون الأزرق السماوي المريح للعين إلى جانب اللون الأبيض، ويخالطهما قليل من اللون الأحمر. تظهر صورة لأوباما في صفحة الاستقبال، تعلوها جملة"أوباما 2008"، وبقربها نص يقول"أنا أطلب منكم أن تؤمنوا، ليس في مستطاعي تحقيق تغيير حقيقي في واشنطن فحسب .... بل أطلب منكم أيضاً أن تؤمنوا بقدرتكم". ويحتوي الموقع على 8 أقسام، يضم الأول معلومات تفصيلية تعرّف بأوباما وعائلته، ويورد مقتطفات من خطاباته، ويحتوي سجّلاً تتجدّد معلوماته بصورة مستمرة عن نتائج سباقه مع هيلاري كلينتون في الانتخابات الحزبية التمهيدية. ويفصّل القسم الثاني آراء أوباما في مواضيع مثل السياسة الخارجية، الرعاية الصحية، الحقوق المدنية، الإعاقات، الاقتصاد، التعليم، الطاقة والبيئة، الأمن القومي، العراق وغيرها. ويركّز القسم الثالث على تغطية الإعلام لحملة أوباما، مع تشديد على مقابلاته التلفزيونية، وكذلك يسمح لرواد الموقع بالحصول على صور رقمية للمرشح، ويُخصّص جزءاً للخليوي، فيعطي الجمهور نغمات لنقلها الى الهاتف النقّال، ويتيح الاشتراك بخدمة الرسائل النصيّة التي تغطي نشاطات أوباما. وقسم متخصص بخدمات مثل البريد الإلكتروني والتطوع والتبرع والتسجيل للتصويت. ويتمحور القسم الخامس حول شرائح المجتمع الأميركي. ويلفت أن الموقع يخصّص قسماً للتواصل مع المدوّنات الإلكترونية، وكذلك للاتصال مع المواقع التي يشيع استخدامها في أوساط الشباب مثل"فايسبوك"وپ"ماي سبايس"وپ"يوتيوب"وغيرها. ويحمل أحد الأقسام اسم"المتجر". ويبيع القمصان والأزرار والدبابيس والقبعات واللصقات المكتوب عليها شعارات أوباما الانتخابية، مع بروز زر باللون الأحمر، مخصص للتبرعات. وفي هذا الإطار، أفاد الموقع أن حملة أوباما جمعت حتى أخر شباط فبراير أكثر من 55 مليون دولار منها 45 مليوناً جمعت عبر الإنترنت. وبعد سطوع نجم باراك أوباما، انطلقت مجموعة من التلاعبات اللفظية المستوحاة من اسمه. فمثلاُ، انتشر مصطلح"أوبامانيا"Obamania ومعناها"الهوس بأوباما". وقد شرح القاموس الإلكتروني urbandictionary.com أن هذا المصطلح يشير الى شعبية المرشح داخل حزبه. ويرى القاموس ان هذا الهوس هو مثل شراب الپ"سفن أب"الذي يعطيك شعوراً جيداً لكن ليس له قيمة كبيرة فعلياً. ويتحدث القاموس ذاته عن مصطلح"اوبامافايد"Obamafade الذي يشير إلى الأشخاص من أصل إفريقي الذين يحاولون التشبّه بسلوك أوباما ومظهره. ويعرض القاموس لائحة طويلة من المصطلحات المماثلة التي يرى أنها تؤشر الى تحوّل ذلك المُرشّح ظاهرة. من جهتها، تصرّ المرشحة للانتخابات الرئاسية الأميركية هيلاري كلينتون على الظهور إلى جانب عائلتها المؤلفة من زوجها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون وابنتهما تشيلسي. وفي صورة لها في مفتتح موقعها الإلكترونيhillaryclinton.com ، تلقي كلينتون التحية على جمهورها رافعة يدها وسط تناثر الأوراق البرّاقة الصغيرة خلال إحدى الحملات. ويجاور الصورة شعار"هيلاري لرئاسة الجمهورية". ويحاذيها نص يفيد بأن القيمين على الموقع يسعون إلى جمع ستة ملايين دولار خلال 48 ساعة وأن المبلغ المجمع حالياً يساوي خمسة ملايين وخمسمئة وثمانية وعشرين ألفاً وسبع مئة وستة وثلاثين دولار أميركي 5،528،736$. ومن ثم نرى باللون الأحمر جملة"ساهم بالضغط على هذا الزر". فترى في أسفل الصفحة معلومات عن الطريقة التي من خلالها يستطيع المواطن الأميركي المساهمة لمصلحة المرشحة كلينتون. وبعد هذا الاستقبال، يمكن التجوّل في الموقع الذي ينقسم إلى تسعة أقسام. يتمحور الأول حول قصة هيلاري كلينتون ونشأتها وعملها كأم وكمناصرة وكسيدة أولى وكعضو في مجلس الشيوخ. ويفيد الثاني عن المواضيع التي تدافع عنها كلينتون مثل تدعيم الطبقة الوسطى، تأمين العناية الصحية، إنهاء الحرب في العراق، الاستقلال الاميركي عن النفط المستورد، المساهمة في مكافحة الاحتباس الحراري، استعادة موقع أميركا في العالم وتدعيم الديموقراطية وغيرها. ويشرح القسم الثالث طرق الانضمام إلى فريق هيلاري، وسبل إجراء الاتصالات الهاتفية، كيفية التخطيط للمناسبات، وطرق جمع التبرعات، وأساليب اجتذاب الأصوات وغيرها. ويحتوي الرابع قسماً للتراسل مع كلينتون وفريقها، وآخر للصور والبيانات الصحافية والخطابات، وزاوية لتبيان الدعم الذي تلقاه كلينتون من الشخصيات والأفراد والمؤسسات الصحافية وغيرها. ويتخذ القسم الخامس شكل مدوّنة رقمية بلوغ تفاعلية. ويعرض الجزء السادس مجموعة من أشرطة الفيديو. ويشرح السابع مسار الحملة في الولايات كافة. ويتخذ الثامن هيئة متجر إلكتروني لبيع القمصان والملصقات والقبعات والسترات والإشارات والأزرار. ويتخصّص القسم التاسع في المساهمات. وتنفرد المرشحة كلينتون بأنها أطلقت حملة انتخابية افتراضية لها على موقع في الموقع الإلكتروني"سيكوند لايف" secondlife.com الذي خصص عشر مجموعات لتؤازرها كمرشحة. كما وضع خريطة لمكتب التمويل التابع لكلينتون حتى يمكن للمتصفح ان يحرك الخريطة كما يشاء. القائد الأمثل وفيما لا تزال المنافسة محتدمة بين أوباما وكلينتون ضمن الحزب الديموقراطي، اختار مناصرو الحزب الجمهوري المرشح جون ماكاين ليكون مرشحهم للرئاسة."مستعد للقيادة منذ اليوم الأول"، يتصدر الشعار موقعة الإلكتروني johnmccain.com. يشدد القيمون على الموقع على إظهار ماكين باعتباره القائد الأمثل لأميركا، منوهين بأنه خدم في حرب فيتنام كطيار في البحرية"ولذلك فهو يعرف معنى خدمة الأمة والواجب والقيم والشرف". ويعرض الموقع صوراً كثيرة له مع زوجته المتأنقة سيندي. وينقسم الموقع إلى تسعة أجزاء. يعنى الأول بشرح طرق الانضمام إلى فريق العمل في الحملة الانتخابية، وفريق القيادة الوطنية والمتجر الإلكتروني وفرق القدامى والنساء والمحامين المناصرين لماكاين. ويتمحور الثاني حول التعريف به وبزوجته، والمحطات الأساسية في حياته. يحوي الثالث غرفة الأنباء، وقسماً للملتيميديا، وأرشيفاً رقمياً للخطابات والبيانات الصحافية. ويفصّل القسم الرابع المواضيع التي يهتم ماكاين بها مثل الضرائب والاقتصاد، الإنفاق الحكومي، العراق، العناية الصحية، الكرامة الإنسانية، أمن الحدود والأمن القومي وغيرها. ويبيّن الخامس تواريخ المناسبات العامة للقاء المرشح مع الجمهور. ولمن لم يحسم خياراته الانتخابية، ويشرح القسم السادس ميزات ماكاين. ويحضّ السابع على الانضمام إلى فريق عمل المرشح الجمهوري. ويتخذ القسم الثامن شكل"بلوغ"رقمي. ويتمحور القسم الأخير حول التبرعات والمساهمات.