سحبت وزارة الدفاع البريطانية، وبتنسيق مع قصر باكنغهام ورئاسة الحكومة، الامير هاري، نجل ولي العهد الأمير تشارلز والثالث في وراثة العرش، من افغانستان بعد يومين من الاثارة بدأت بكشف موقع الكتروني اميركي وجوده في موقع قتالي في الجنوب الافغاني. وتأتي مشاركة هاري في حرب تخوضها القوات الملكية ضمن تقليد بدأ مع الملك ريتشارد الثالث الذي قُتل العام 1452 في معركة الورود في بوثورث. منذ تلك الفترة اقتصرت أدوار ملوك أمراء العائلة على البقاء في الصفوف الخلفية. وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن القرار اتخذه رئيس هيئة الأركان المارشال سير جوك ستيروب بعد مشاورات مع قائد القوات الملكية الجنرال سير ريتشارد دانات. واضافت انه"بعد تقويم مفصل للمخاطر اجرته قيادة العمليات، تم اتخاذ قرار سحب الامير هاري من افغانستان فوراً". وتم تبرير سحب هاري ومجموعة حراسته ب"تلقي معلومات استخباراتية عن مواجهته والجنود معه اخطاراً اضافية بعد تأكيد وجوده في مقاطعة هلمند الافغانية". وادى الاعلان اول من امس عن وجود هاري 23 عاماً في افغانستان الى حمى اعلامية كبيرة، شارك فيها رئيس الوزراء غوردون براون الذي اشاد ب"شجاعة هاري"، قائلاً:"انه مثال الضابط الشاب الشجاع وان بريطانيا كلها فخورة بخدمته البلاد". ويأتي بعد فترة إعلامية سيئة للعائلة المالكة بسبب التحقيقات التي يقودها القاضي لورد بيكر الذي يرأس جلسات استجواب للانتهاء من بت دعوى اقامها رجل الاعمال المصري محمد الفايد يتهم فيها العائلة المالكة بأنها تآمرت لقتل ديانا وابنه عماد دودي في نفق الما الباريسي، واستماعه الى افادة امين سر الملكة وزوج شقيقة ديانا لورد فيللو عن كيفية الاستعانة بخدمات الاستخبارات للبحث عن اجهزة تنصت في مخدع الملكة وفي مكتبها في قصر باكنغهام. وهاري هو أول فرد من العائلة المالكة يشارك في منطقة عمليات يخدم فيها الجيش البريطاني منذ مشاركة عمه الأمير أندرو في الحملة العسكرية لاسترداد جزر فوكلاند من الارجنتين العام 1982. وكان ملوك بريطانيا سابقاً ترددوا في الاشتراك في الحرب او السماح لأحد أفراد العائلة بالمساهمة الفعلية في أي مجهود حربي إلا للذين يعتقد بأن آباءهم ليسوا مباشرة من نسل العائلة. وكان الأمير ادوارد، العم الثاني لهاري، بدأ خدمة عسكرية في البحرية لفترة لم تتجاوز السنة ما لبث بعدها ان استقال على رغم الحاح والده الأمير فيليب. وحده الأمير تشارلز خدم في سلاحي البحرية والطيران، بين 1971 و1976، لكنه لم يشارك في أي حرب. وكان يقضي فترات طويلة بعيداً عن رفاق السلاح يمضيها مع شلته، ومن بينهم كاميلا باركر بولز التي تزوجها بعد مصرع ديانا. وسبق تشارلز الى الخدمة عمه اللورد لويس مونباتن الذي انضم الى البحرية الملكية العام 1939 قائداً اسمياً للفرقاطة كيللي التي اغرقتها البحرية الالمانية العام 1941 مقابل سواحل جزيرة كريت، لكنه نجا مع نصف طاقم السفينة الحربية. وفي عز الحرب العالمية الثانية ارسل الملك جورج السادس ابنته الأميرة اليزابيت، ملكة بريطانيا الحالية للخدمة في قوات سلاح البر الملكي، بصفة"سائق مساعد"لإعطاء الشعب البريطاني مثالاً على تضحيات العائلة ومشاركتها في الحرب. وكان الأمير الشاب جورج، الذي اصبح يعرف لاحقاً بعد تسلمه العرش باسم"جورج السادس"، ارسل الى الخدمة وهو في العشرين من عمره على متن السفينة الحربية"كولينغوود"وشهد معركة"جوتلاند"في بحر الشمال اثناء الحرب العالمية الاولى في اول حزيران يونيو 1916. يُشار الى ان دوق يورك الاكبر، الابن الثاني للملك جورج الثالث، هرب من أرض المعركة أثناء معركة مع جيوش نابوليون وتذكره بريطانيا من خلال اغنية ساخرة فقط. يُذكر ان الملك جورج الثاني حاول الاشتراك في معركة"ديتينجن"في المانيا اثناء حرب 1743 لكنه انسحب الى الخطوط الخلفية مع حاشيته، بعدما دكت المدفعية الالمانية مراكزهم ولم ينج من الموت سوى بعدما انقذته فرقة خيالة من شيشاير.