حذّر كل من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى دارفور، يان الياسون، ووكيل الأمين العام لشؤون حفظ السلام، جان ماري غييهنو، من انعكاسات التصعيد في تشاد وعلى الحدود السودانية على الأمن"والاستقرار الإقليمي"لا سيما مع استمرار تبني حكومتي الخرطوم ونجامينا دعم متمردي الطرف الآخر. وأبدى الياسون في خطابه أمام مجلس الأمن، أمس الجمعة، خشيته من"تدهور الوضع على الأرض في دارفور والمنطقة"، وقال إن"من دون الثقة والتعاون بين تشاد والسودان، سيبقى السلام وهماً لأهالي دارفور، وغياب مثل هذه العلاقة سيفسد أيضاً التماسك والتعاون بين شركائنا الإقليميين". وصدر هذا الموقف في وقت أعلن متمردو دارفور أن الجيش السوداني شن، بدعم من ميليشيا"الجنجاويد"، هجوماً أمس على قرية في إقليم دارفور مما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى. وقال عبدالعزيز نور العاشر أحد قادة"حركة العدل والمساواة"، في اتصال هاتفي مع وكالة"فرانس برس"، إن الهجوم شارك فيه جنود وصلوا في 65 آلية ونحو 600 عنصر من"الجنجاويد"معززين بدعم جوي. وأضاف:"وفق معلوماتنا، قُتل أو جُرح ما لا يقل عن 150 من سكان قرية أبو سروج، على بعد 55 كلم شمال الجنينة عاصمة غرب دارفور". وتعذر الاتصال بالناطق باسم الجيش السوداني لتأكيد وقوع الهجوم. وتابع القيادي في"العدل والمساواة"أن المهاجمين يهددون حالياً قرى أخرى في المنطقة نفسها، خصوصاً مدينة سيربا. وأكد أن مقاتليه لم يكونوا في أبو سروج عند وقوع الهجوم، على رغم أن"حركة العدل والمساواة"موجودة في تلك المنطقة. وأفاد أن"الجنود السودانيين يواصلون هجماتهم على المدنيين. ندعو المجتمع الدولي الى التحرك بقوة". من جهة أخرى، أقر العاشر بأن بعض مقاتليه خاض مواجهات مع جنود سودانيين خلال الأيام الأخيرة داخل الأراضي التشادية. وقال:"أراد الجنود السودانيون محاصرتنا عبر المجيء من الغرب بعدما دخلوا تشاد، واضطررنا إلى مطاردتهم داخل الأراضي التشادية". وعلى صعيد جلسة مجلس الأمن، قال غييهنو، إن غرب دارفور أُغلق أمام وصول المساعدات الانسانية وإن الوضع هناك"تفاقم بسبب العنف في تشاد". وأشار إلى التداعيات الممكنة للأزمة بما فيها"ضرب الاستقرار الاقليمي". وقال إن افتقاد الثقة بين حكومتي تشاد والسودان وتبادلهما الاتهامات بدعم المتمردين عبر حدود الطرف الآخر يُهدد"بأزمة ذات أبعاد دولية في المنطقة". وحذر من تفاقم الأوضاع بسبب العنف والجفاف و"نشوء وضع انساني قد لا تمتلك الأسرة الدولية، ببساطة، القدرات لمعالجته". وقال إن"الوضع الإنساني سيتحسن فقط إذا انخفضت النزاعات وازداد التعاون ما بين المجموعات المسلحة في المنطقة". وأشار الى أن القوات الدولية - الافريقية المختلطة لا تتمتع بالقدرات للقيام بالمهمات الموكلة اليها وهي بوضعها الحالي"ببساطة، لا تملك القدرات على توفير الحماية للمدنيين في دارفور في مثل هذه البيئة العدوانية... وان كل تأخير اضافي في حل هذه المشاكل ستؤثر سلباً على مهماتها"، مشيراً إلى حاجتها خصوصاً الى طائرات هليكوبتر. أما المبعوث الدولي يان الياسون الذي يعمل بشراكة مع مبعوث الاتحاد الافريقي سالم أحمد سالم، فقال أمام مجلس الأمن:"خلال الأشهر القليلة الماضية تدهور الوضع الأمني والإنساني في دارفور وأخيراً بالذات عبر التطورات في تشاد". وأضاف إن المشكلة"تفاقمت بسبب البطء في نشر القوات المختلقة ما يقوّض فرص الاثبات لشعب دارفور بأن الاسرة الدولية ستأتي اليهم بالمن". وناشد أعضاء المجلس بذل كل جهد للتأثير في"الاستقرار الاقليمي في هذه المنطقة المتفجرة"، مضيفاً أن هناك حاجة ماسة للتعجيل في نشر القوات المختلطة لأن مع"انعدام الأمن ستنعدم الثقة"بقدرات الأممالمتحدة على المساعدة.