جددت مصر موقفها من تطوير علاقاتها مع إيران ورهنته بشروط ثلاثة كانت أعلنتها من قبل، فيما رأت الولاياتالمتحدة على لسان مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش أن مصر"حكم جيد"على طهران وسلوكها في المنطقة. وكانت زيارات المسؤولين الإيرانيين إلى مصر تعددت في الأشهر الأخيرة في أعقاب الإعلان عن بدء محادثات بين البلدين بهدف استئناف العلاقات الديبلوماسية الكاملة يتمثل البلدان بمكتبين لرعاية المصالح يرأس كلاً منهما ديبلوماسي بدرجة سفير. وإذ تبدي إيران من حين إلى آخر إشارات إيجابية بخصوص استئناف العلاقات، آخرها تصريح وزير الخارجية منوشهر متكي بأن تطوير العلاقات بن البلدين بات قريباً، إلا أن مصر ترهن تطوير العلاقات بين البلدين بالاتفاق حول"قضايا إقليمية"وفي جوهرها"مسألة الدور"الدور الإقليمي للبلدين و"قضايا أمنية"، من دون إغفال"المسائل الرمزية"ومن بينها الجدارية المعلّقة في أحد شوارع طهران لتمجيد خالد الاسلامبولي قاتل الرئيس الراحل أنور السادات. وكان كبير مستشاري مرشد الثورة الإيرانية علي أكبر ناطق رأى أن هذه المسألة"هامشية وجزئية وينبغي ألا تؤثر على علاقات البلدين"، غير أن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أكد مجدداً أهميتها. وقال أبو الغيط في تصريحات إلى التلفزيون المصري إن"إيران تسعى إلى الانفتاح على مصر وتتحرك للانفتاح على كل قوى التأثير في الشرق الأوسط وخارج الشرق الأوسط"، موضحاً أن ما يعوق علاقة مصرية إيرانية كاملة عدد من العناصر والقاهرة تنتظر تحوّلاً في الموقف الإيراني من هذه العناصر بما يسمح لمصر بالتحرك في اتجاه إيران بالقوة المطلوبة". وحدد أبو الغيط هذه العناصر التي تتضمن"إزالة جدارية قاتل الرئيس الراحل محمد أنور السادات من على إحدى بنايات العاصمة طهران، وبعض المسائل الأمنية، والرؤى المختلفة لتحليل الوضع في الشرق الأوسط، خصوصاً ملفات العراق ولبنان وفلسطين". في غضون ذلك، سئل ولش في مؤتمر صحافي عقده عقب لقائه أبو الغيط أمس عن رؤية واشنطن للتقارب المصري - الإيراني زيارات مسؤولين إيرانيين كبار لمصر، فأجاب:"هذه أمور تحددها مصر"، مضيفاً:"مصر حكم جيد على إيران وسلوكها". وترى أوساط سياسية وأكاديمية إيرانية أن الولاياتالمتحدة تعرقل تطوير العلاقات المصرية - الإيرانية. وكانت وكالة"مهر"الإيرانية بثت تقريراً لمحللها السياسي عقب زيارة ممثل مرشد الثورة الإسلامية في مجلس الأمن القومي علي لاريجاني لمصر أخيراً، اعتبر فيه أن القاهرة لا تستطيع اتخاذ قرار استئناف العلاقات مع طهران لأن هناك"فيتو"أميركياً على ذلك الأمر.