استقبلت بورصة نيويورك مسؤولين ومستثمرين مصريين، بهدف "استقطاب مستثمرين أميركيين الى المنطقة العربية التي تنعم بسيولة كبيرة بفعل الارتفاع القياسي في أسعار النفط، في وقت يعاني الاقتصاد العالمي أزمة مالية بسبب مشكلة الرهن العقاري". وأكد رئيس مؤسسة"بيلتون فايننشال"الاستثمارية علاء الدين سابا في حوار هاتفي مع"الحياة"، ان الهدف من زيارة الوفد العربي، الذي يضم وزير الاستثمار المصري محمود محيي الدين الى نيويورك، هو"لفت انتباه مستثمرين أميركيين الى عدم تأثر منطقتنا العربية بأزمة الرهن العقاري التي يعاني منها العالم، وتمكنت من جمع سيولة تزيد على 500 بليون دولار في السنوات الأربع الماضية". ويُرجح أن تحقق دول مجلس التعاون الخليجي إيرادات تتجاوز 6 تريليونات دولار من صادرات النفط بحلول عام 2022. وطمأن الوفد العربي المستثمرين الأميركيين، الى أن الصناديق السيادية العربية"تضطلع بدور مهم هذه الأيام لإنقاذ شركات أجنبية متأثرة بتداعيات أزمة الرهن العقاري، ويتوقع أن تسبب كساداً في الاقتصاد العالمي". وكثفت الدول العربية، خصوصاً دول الخليج، في السنوات الماضية، استثماراتها في الغرب لتستفيد من توظيف الفوائض النفطية في شراء حصص في شركات عالمية، تعثرت بفعل أزمة الرهن العقاري، ما أثار حفيظة دول غربية. وأكدت دراسة حديثة لمعهد التمويل الدولي ان الولاياتالمتحدة"استقطبت الحصة الأكبر من الاستثمارات الخليجية في السنوات الماضية متجاوزة 300 بليون دولار". وأشار سابا الى أن الصناديق السيادية العربية"موجودة وتستثمر في الأسواق الأميركية منذ أمد بعيد، ولم تحمل يوماً أهدافاً سياسية، بل استثمارية". كما تعمل في إطار"الانفتاح الاقتصادي وحرية أسواق المال، فضلاً عن أنها تنقذهما من أزمة الرهن العقاري". وأوضح سابا أن الوفد العربي الزائر أرسل أكثر من إشارة الى المستثمرين الأميركيين، تمثل أهمها في أن"استثماراتنا واعدة، ولا تتعلق بمشاكل الرهن العقاري، واقتصادات المنطقة العربية لا تعتمد فقط على عائدات النفط، واستناد النمو الذي تشهده المنطقة في الأساس إلى القطاعات غير النفطية". وحمل الوفد العربي الى عاصمة المال والأعمال الأميركية رسالة ثالثة، أكدت"أن أداء أسواق المال العربية قوي، وان مضاعف الأسهم يقل عن 15 في المئة، ما يجعلها مغرية للشراء". ولفتت الرسالة الرابعة الى أن معظم البلاد العربية"وضع قواعد لحوكمة الشركات". وأشار سابا الى ان الوفد ضم نخبة من وزراء الحكومة المصرية ومسؤولين في البورصة المصرية، وقيادات عليا ومسؤولين تنفيذيين في الشركات المصرية الكبيرة. وأعلن أن"بيلتون فاينناشال"تعتزم دعوة مسؤولين ومستثمرين من دول عربية أخرى، خصوصاً الخليج في الأسابيع المقبلة، تحمل الرسائل ذاتها الى المستثمرين الأميركيين، الذين"لا يعرفون شيئاً عن التطورات الاستثمارية، ولا يعون أن في إمكانهم الاستفادة من الفورة الاقتصادية التي يشهدها معظم الدول العربية".