واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر وشن الغارات الجوية والبرية على قطاع غزة حيث قتلت سبعة فلسطينيين وجرحت آخرين، فيما ردت فصائل المقاومة بإطلاق صواريخ محلية الصنع على أهداف إسرائيلية محاذية للقطاع. وقال شهود ومصادر محلية ل"الحياة"إن طائرات الاحتلال شنت سلسلة غارات على القطاع أمس وليل الاربعاء - الخميس، وتوغلت قوات الاحتلال في المنطقة الواقعة إلى الشرق من مخيم جباليا للاجئين. لكن الجريمة الأكبر كانت عندما أطلقت قوات الاحتلال صباح أمس صاروخاً من طراز أرض - أرض في اتجاه مجموعة من المقاومين كانت قرب مدرسة ثانوية زراعية في بلدة بيت حانون شمال القطاع، فسقط في باحة المدرسة، وأدى إلى مقتل المدرس هاني نعيم 41عاماً، وجرح ثلاثة طلاب، أحدهم في حال حرجة، وآخر في حال خطيرة. وسبقت هذا غارة مماثلة بصاروخ أرض - أرض استهدف عدداً من الناشطين قرب مسجد السلام في شرق جباليا فجر أمس، ما أدى إلى استشهاد ناشطين من"كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة"حماس"، هما حمودة الشرفا 40 عاماً وأحمد أبو حميد 25 عاماً من حي التفاح في وسط مدينة غزة، وأصيب ناشطان آخران بجروح متفاوتة. وفي وقت لاحق، أطلقت طائرات حربية إسرائيلية ستة صواريخ على مناطق عدة في شمال القطاع، استهدف أحدها مجموعة من المقاومين في شرق مخيم جباليا، ما أدى إلى استشهاد اربعة منهم، بينهم شقيقان، أحدهما من"كتائب القسام"والآخر من"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة"الجهاد الإسلامي"، وجرح اثنين آخرين. والشهداء هم القائد الميداني في"كتائب القسام"سائد نبهان 20 عاماً وشقيقه جودت 22 عاماً، ومحمد المطوق 26 عاماً، وأسامة عسّاف 22 عاماً، وجميعهم من بلدة جباليا. وقال مسعفون إنهم وجدوا صعوبات بالغة في الوصول إلى المناطق التي كانت فيها جثث الشهداء والجرحى بسبب التحليق المستمر للمروحيات وطائرات الاستطلاع من دون طيار وإطلاقها الصواريخ والنيران. وأشارت مصادر محلية إلى أن المسعفين عثروا على جثة أحد الشهداء بعد وقت من سقوطه مع عدد من رفاقه. وتوغلت قوات الاحتلال لمسافة محدودة في المنطقة الواقعة شرق بلدة جباليا قرب مقبرة الشهداء، حيث تصدى لها مقاومون فلسطينيون. وفي ساعة متقدمة من ليل الاربعاء - الخميس، شنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات على أهداف فلسطينية. وكان أول هذه الغارات على ورشة للحدادة تقع غرب مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع، ما أدى إلى تدمير المبنى من دون وقوع إصابات. وبعد قليل، شنت الطائرات غارة أخرى وأطلقت صاروخاً على غرفة ملحقة بأحد المنازل في منطقة معن شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، قبل أن تعود قوات الاحتلال وتستهدف تجمعاً للناشطين في بلدة بيت حانون بقذائف المدفعية، ما أسفر عن إصابة ثلاثة منهم بجروح متفاوتة. ولاقت هذه الغارات والهجمات المتواصلة منذ أيام استنكاراً وتنديداً وغضباً من قبل الشارع الغزي. وأبدى كثير من المواطنين تخوفهم من استمرار هذه الغارات، وفضل كثيرون الابتعاد عن المناطق الحدودية أو المتاخمة لمناطق يطلق منها الناشطون الفلسطينيون عادة صواريخ محلية الصنع على أهداف إسرائيلية. وفي بلدة بيت حانون الصغيرة الواقعة عند الطرف الشمالي الشرقي لقطاع غزة، غرق المواطنون في الحزن على مقتل المدرس نعيم وجرح ثلاثة من السكان. واستذكر كثير من المواطنين الذين شاركوا في تشييع نعيم إلى مثواه الاخير المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال في البلدة. ووصف منسق المبادرة المحلية في بيت حانون صابر الزعانين قتل المدرس نعيم بأنه"جريمة حرب في حق المسيرة التعليمية". وقال ل"الحياة"إن"عناية الله حالت دون وقوع مجزرة في المدرسة لو كان المدرسون والطلاب في طابور الصباح". واعتبر أن"هذه الجريمة تستدعي تحركاً عاجلاً وفورياً من كل مؤسسات المجتمع الدولي لوقف المجازر الإسرائيلية". وأضاف أن"دماء واشلاء المعلم وطلابه تستصرخ كل محبي السلام للضغط على إسرائيل لوقف ذبح الفلسطينيين". وندد وزير الزراعة المكلف وزارة التربية والتعليم العالي في الحكومة المُقالة الدكتور محمد الأغا بجريمة قتل المدرس. واعتبر في مؤتمر صحافي عقده في غزة أمس أن"الشعب الفلسطيني يتعرض لمحرقة صهيونية أمام أعين العالم، وعبر شاشاته من دون أن يحرك ساكناً". صواريخ على جنوب إسرائيل إلى ذلك، أطلقت"كتائب القسام"أربعة صواريخ على القرية التعاونية الزراعية اليهودية"مفتاحيم"الواقعة داخل الخط الأخضر إلى الشرق من مدينة غزة، وستة على بلدة سديروت شرق بيت حانون، و28 قذيفة هاون على تجمعات لآليات الاحتلال ودباباته وصاروخين على موقع"نيريم"العسكري و"عين هاشلوشاه". وتبنت"كتائب ابو علي مصطفى"، الذراع العسكرية ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، إطلاق صاروخين على بلدة سديروت، و"كتائب الاقصى - مجموعات الشهيد أيمن جودة"صاروخاً على مدينة المجدل عسقلان اشكلون.