ينظم النادي الأدبي في المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية وبالتعاون مع "الجمعية السعودية للثقافة والفنون"أول مهرجان رسمي مع مسابقة للسينما في المملكة التي لا تسمح بإقامة دور العرض السينمائي فيها. وحددت اللجنة المنظمة لمسابقة الأفلام السينمائية السعودية يوم 20 أيار مايو المقبل موعداً لانطلاقها حيث تستمر فعالياتها خمسة أيام متتالية. وأكد عضو النادي الأدبي في المنطقة الشرقية وعضو اللجنة المنظمة أحمد الملا أن إدارة النادي الأدبي الجديدة في الدمام بعد إعادة هيكلته قبل عام ونصف عام اتخذت قراراً بإقامة عرض فيلم سينمائي سعودي أسبوعياً. وقال الملا في حديث الى"الحياة":"إن هذا الحرص كان من منطلق تفعيل لوائح الأندية الأدبية السعودية التي تشمل عرض الأفلام السينمائية". لافتاً إلى"أن إدارة النادي لاحظت من خلال نشاطها السينمائي وجود نمو في صناعة الأفلام السينمائية السعودية وإنتاج عدد كبير من الأفلام خلال السنوات الماضية، بل ان منتجي هذه الأفلام شاركوا في عدد من المسابقات السينمائية العربية والعالمية". وقال:"تشهد السعودية حراكاً كبيراً في مجال الإنتاج السينمائي وتصوير الأفلام، وأن غالبية منتجي الأفلام هم من الشبان الذين لا تتجاوز أعمارهم الثلاثين عاماً". وأضاف الملا:"إن عدد الأفلام السينمائية السعودية المشاركة في المهرجانات العربية والعالمية في تزايد مستمر، ففي مهرجان دبي السينمائي 2003 شاركت السعودية بفيلمين، في حين وصل عدد مشاركتها في المهرجان ذاته عام 2006 إلى 16 فيلماً". وقال الملا ان هؤلاء الشبان يمتلكون ثقافة كبيرة في المجال السينمائي، مؤكداً:"إن شبان الجيل الجديد عاشوا حياة الانفتاح على الآخر، وهذا اكسبهم معرفة واطلاعاً على كل جديد في المجال السينمائي، عكس الجيل السابق الذي كان يعاني صعوبة التواصل مع الجديد في صناعة السينما". وقال الملا ان"هذا ما دفعنا إلى تنظيم المسابقة التي ستقام سنوياً في شهر أيار من كل عام، كخطوة نحو التعريف بنتاج السينما السعودية وتشجيع المبدعين فيها وتطوير الثقافة السينمائية عندنا في شكل عام". وأعلن الملا أن المسابقة تنظم بمشاركة كل من الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الدمام ونادي المنطقة الشرقيةالأدبي وفقاً للضوابط والأنظمة المعمول بها في الجهتين. وبحسب الملا، فإن هذه المسابقة والتي تعد الأولى من نوعها في السعودية تهدف إلى التعريف بالجهود الإبداعية في السينما المحلية وإتاحة المجال لعرض الأفلام السعودية في مناخ احتفالي مدعم بالتنافس الخلاق سعياً إلى تطوير الأدوات السينمائية للمهتمين. وقال:"إن المسابقة تعمل على تشجيع المبدعين السينمائيين ودعمهم من خلال ربط التجارب الإبداعية بعضها ببعض وتقدير المتميز في الحقل السينمائي، ورصد المعلومات في مجال السينما السعودية وتوثيقه والعمل على تطوير المسابقة في دوراتها المقبلة". وعن مجالات المسابقة للدورة الأولى هذا العام، قال الملا:"سيكون مجالها الأفلام القصيرة التي لا يتجاوز الواحد منها الساعة، بنوعيها الروائي القصير ويشمل الأفلام الروائية والتحريكية والتجريبية، والوثائقية، بحيث سيتم اختيار خمسة أفلام من كل نوع كحد أدنى، الى جانب جائزة متخصصة في كتابة السيناريو السينمائي". وأضاف الملا:"هناك جائزة كتابة السيناريو السينمائي التي تهدف إلى تشجيع الشبان على هذا النوع من الكتابة الفنية، إذ سيتم تصوير السيناريو الفائز وعرضه في مسابقة العام المقبل". من جانبه يرى المخرج السينمائي السعودي ممدوح سالم ان صناعة الأفلام السينمائية السعودية في تطور كبير وملموس، وقال لپ"الحياة":"إن انعدام وجود صالات للعرض السينمائي لم يمنع السعوديين من دخول المجال السينمائي والإبداع فيه". واختتم سالم لافتاً إلى أن السينما السعودية تتطور بسرعة كبيرة، ولا يقتصر نشاطها وإنتاجها على الأفلام القصيرة والوثائقية. وقال:"يتم خلال هذا العام تصوير ثلاثة أفلام سينمائية طويلة سعودية، ونحن نأمل بمزيد من التطور في هذا المجال في السعودية بحيث تصبح لدينا صناعة سينمائية محلية بمواصفات عالمية".