قالت مصادر ديبلوماسية أميركية في صنعاء أمس ان الولاياتالمتحدة اعربت لليمن عن استيائها من سماح سلطاته القضائية للأميركي من أصل يمني جابر البنا المدرج على لائحة الارهابيين المطلوبين للاشتباه بانتمائه الى تنظيم"القاعدة"، بالخروج طليقا من المحكمة. واوضحت المصادر أن السفير الاميركي ستيفن سيش"عبّر عن استياء حكومته لوزير الخارجية اليمني". وكانت الولاياتالمتحدة طلبت من اليمن تسليم البنا عندما كان محتجزا في كانون الثاني يناير 2004. وقالت المصادر انه لم يتم تسليمه. وتقول السلطات الاميركية ان البنا لعب دورا رئيسيا في تفجير المدمرة الاميركية"كول"العام 2000، وهو من ضمن 23 سجينا، بينهم متشددون مدانون من"القاعدة"، هربوا عبر نفق من سجن في صنعاء في شباط فبراير العام 2006. وسلم البنا نفسه للسلطات في ايار مايو 2007. وكان حكم عليه غيابيا بالسجن لأكثر من عشر سنوات، لكن ينبغي وفقا للقانون اليمني اعادة محاكمة الشخص الذي يحكم عليه غيابيا اذا سلم نفسه. وستبدأ المحاكمة الجديدة في التاسع من آذار مارس. وقال مصدر ديبلوماسي أميركي"نحن منزعجون لعدم وجود جابر البنا في السجن... نعتقد أن من الضروري أن تتحرك الدول الملتزمة بالتصدي للارهاب بحزم، لضمان أن أولئك المدانين بتنفيذ أعمال ارهابية سيتحملون مسؤولية الجرائم التي ارتكبوها". لكن مصدرا قضائيا يمنياً قال ان قرار المحكمة قانوني، وان اطلاق سراح البنا بكفالة خطوة قضائية سليمة اذ أنه حضر الجلسة وطلب نسخة من عريضة الاتهام حتى يتسنى له الدفاع عن نفسه في جلسة المحاكمة. وقال اليمن انه ساند الولاياتالمتحدة بعد اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001، غير أن الغرب ما زال ينظر الى هذا البلد الذي يتحدر منه زعيم تنظيم"القاعدة"أسامة بن لادن، على أنه ملاذ آمن للمتشددين الاسلاميين. واحتجز عشرات المتشددين في اليمن بتهمة الضلوع في تفجير أهداف غربية والاشتباك مع القوى الامنية. وأوضحت المصادر الاميركية ان البنا مدرج على قائمة"أكثر الارهابيين المطلوبين"في الولاياتالمتحدة حيث يتهم بتقديم دعم مادي"لمنظممة ارهابية"والتخطيط لتقديم دعم مادي ل"القاعدة". ورصدت واشنطن مكافأة تصل الى خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود الى القبض عليه. ويقول اليمن ان البنا ساعد أيضا في التخطيط للهجوم على ناقلة النفط الفرنسية"ليمبورغ"قبالة ساحل البلاد. وأثارت عملية الفرار من السجن في 2006 حرج الحكومة، كما طرحت تساؤلات بين الحلفاء الغربيين حول اجراءات الامن المتخذة.