يرى اليمن الذي يحتل موقعاً استراتيجياً، ويعتبر شريكاً مميزاً للولايات المتحدة منذ اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001، انه كسب عملياً المعركة ضد الارهاب. وقال رئيس الوزراء عبدالقادر باجمال لوكالة"فرانس برس":"نسيطر على الوضع، ليس مئة في المئة، بل بنسبة 90 في المئة". واعتبر مسؤول يمني رفيع المستوى طلب عدم ذكر اسمه ان"اليمن شريك نشط في مكافحة الارهاب، واصدقاؤنا الغربيون راضون"عن مستوى التعاون. ولا تبخل الولاياتالمتحدة بالاشادة بجهود صنعاء، للقضاء على وجود تنظيم"القاعدة"في اليمن. وقال السفير الأميركي في صنعاء توماس كراغسكي لوكالة"فرانس برس"ان الارادة متوافرة بكل تأكيد، والحكومة اليمنية اتخذت قراراً بالعمل مع كل من هو مستعد للعمل معها لتحطيم شبكة الارهاب واستهداف جذور الظاهرة إذ لا يمكن الانتصار على الارهاب من دون تنمية"اقتصادية. وأشار الى ان البنية التحتية ل"القاعدة"في اليمن"ان لم تكن دمرت، تضررت الى حد كبير، وأصبح من الصعب على القاعدة جمع أموال أو تنفيذ عمليات". وتابع ان"اليمن أصبح أكثى أمناً"مما كان عليه قبل سنوات. ولم يشهد اليمن هجوماً ارهابياً منذ الاعتداء على ناقلة النفط الفرنسية"ليمبورغ"أمام سواحل المكلا في تشرين الأول اكتوبر 2002، بعد سنتين على تفجير المدمرة الأميركية"كول"الذي أوقع 17 قتيلاً من عناصر مشاة البحرية الأميركية المارينز. ولم يكن اليمن يملك في ذلك التاريخ قوات خفر سواحل، وقال باجمال:"لذلك طلبنا مساعدة من الأميركيين في هذا المجال". وساهمت الولاياتالمتحدة في تعزيز قوات خفر سواحل يمنية، ساهمت فيها فرنسا أيضاً بستة زوارق. وتعتقد السلطات اليمنية بأن تجدد العمليات الارهابية في المياه الاقليمية بات مستبعداً وساد ابان فترة الاعتداء على"ليمبورغ"اعتقاد لدى بعضهم بأن اليمن قد يصبح"افغانستان أخرى"، وبمعنى آخر وبالنظر الى تضاريسه الجبلية،"قاعدة خلفية"للارهاب، مع ما يعنيه ذلك من أخطار شن عمليات انتقامية اميركية. وضربت السلطات اليمنية بقوة، واعتقلت انصار"القاعدة"، خصوصاً العائدين من افغانستان. وقال المسؤول اليمني الرفيع المستوى:"عددهم ربما مئات وليس آلافاً"من أنصار التنظيم. وقضت محكمة الاستئناف في صنعاء الشهر الماضي، باعدام اثنين من 15 اسلامياً اتهموا بالاعتداء على"ليمبورغ"، كما ثبتت الاعدام لواحد من بين ستة اتهموا بتفجير المدمرة"كول"، وخففت حكماً بالإعدام في القضية ذاتها الى السجن 15 سنة. ويحاكم 11 يمنياً يشتبه في انتمائهم الى"القاعدة"حالياً بتهم التحضير لاعتداءات، كما ينتظر ان تبدأ محاكمة 13 آخرين قريباً. ويضيف المسؤول اليمني ان الحكومة تسعى الى"تأهيل من يمكن تأهيلهم"، أي الذين لم يرتكبوا أفعالاً ارهابية"من خلال الحوار الثقافي"بقيادة 30 من مشايخ وعلماء الدين على رأسهم قاض. وبدأت هذه التجربة قبل 18 شهراً. وأضاف ان حوالي 210 معتقلين اطلقوا في اطار هذا البرنامج"لأنهم غيّروا مواقفهم".