استبق المبعوث الأميركي الجديد إلى السودان ريتشارد وليامسون زيارته الأولى للخرطوم، بمحادثات عقدها في القاهرة مع وزير الخارجية أحمد أبو الغيط تناولت العلاقة بين شريكي الحكم في السودان"حزب المؤتمر الوطني"و"الحركة الشعبية"وأزمة دارفور، علاوة على التوتر بين السودان وتشاد. وعكست تصريحات الجانبين عقب انتهاء المحادثات الاختلاف في رؤيتهما في الأسباب التي تحول دون التوصل إلى حل سياسي لأزمة الاقليم. ففي حين رأى المسؤول الأميركي أن"المعاناة الإنسانية"تمثل أبرز تحدٍ أمام الحل السياسي، أكدت مصر أن العقبة الرئيسية يمثلها حال"الانقسام والتشرذم بين حركات التمرد". وقال المبعوث الأميركي خلال مؤتمر صحافي أعقب لقاءه أبو الغيط إن اللقاء تناول التأكيد على إيجاد الاستقرار في السودان، إلى جانب البحث في مجالات يمكن العمل فيها بين مصر والولايات المتحدة بالنسبة إلى السودان ودارفور، مشيراً إلى تبادل وجهات النظر والتأكيد على المجالات التي يمكن العمل فيها سوياً مستقبلاً في ملف السودان. ورداً على سؤال عن إمكان إيجاد حل سياسي لمشكلة دارفور، قال "إن علينا العمل في اتجاه الحل السياسي... لكن هناك تحديات حالية أبرزها الحد من المعاناة الإنسانية التي يعيشها أهل دارفور إلى جانب الوصول إلى استقرار دائم لهذه المنطقة. وسيكون تحقيق ذلك دافعاً للوصول إلى حل سياسي. والولايات المتحدة ومصر تعملان للوصول إلى هذا الهدف". وعمّا إذا كانت الجهود الخاصة برفع المعاناة الإنسانية يجب أن تسبق الجهود الرامية للوصول لحل سياسي لمشكلة دارفور، قال إن"هناك آلافاً يعيشون في القرى ويشعرون بالرعب من خطر التعرض إلى أعمال العنف، إضافة إلى ثلاثة ملايين يعيشون في معسكرات اللاجئين بعد طردهم من منازلهم ويعانون أوضاعاً إنسانية سيئة". وأضاف:"كما يتعرض كثير من سكان دارفور للموت أسبوعياً بسبب قلة التغذية ... يجب العمل على إيجاد حل لهذه الأوضاع الإنسانية السيئة". غير أنه أكد أن ذلك لا يعني أن من الصعب إحراز تقدم في العملية السياسية من دون مراعاة الأحوال الإنسانية ولذلك لا بد من السير في الاتجاهين. وعن تأثير الأزمة الحالية بين السودان وتشاد في الأوضاع في دارفور، اعتبر إن"الحدود بين البلدين انتهكتها الميليشيات المختلفة وهناك اضطرابات تقف وراءها جماعات المتمردين على هذه الحدود". وأضاف أن هناك اهتماماً من الحكومتين السودانية والتشادية في تحقيق الاستقرار على حدودهما لأنه يصب في مصلحتهما والدول المجاورة. وأعرب عن أمله في التوصل إلى استقرار الوضع هناك والحد من الانتهاكات الحدودية التي تعرقل أي جهود لارساء الاستقرار.