كتبتُ عن التنافس على الرئاسة الأميركية مرة بعد مرة، وتلقيتُ رسائل من القراء عرضت بعضها، غير ان مقالاً نشر في 26 من الشهر الماضي لا يزال موضع اهتمام مستمر، فقد كتبتُ عن النائب الجمهوري المستقل رون بول، ومواقفه الجريئة في الدفاع عن الحق، والوقوف في وجه أي لوبي، وجاءت الردود من حيث لم أتوقّع. أكثر بريد القراء هذه الأيام إلكتروني، وأكثره بالعربية مع عدد قليل بالانكليزية وأقل منه بالفرنسية. ويبدو ان مقالي عن الدكتور رون بول نقل عن"الحياة"الى مواقع تؤيده، وكانت النتيجة انني تلقيت عشرات الرسائل بالانكليزية من أنصاره الكثيرين، فمع انه يفوز عادة بأصوات أربعة في المئة أو ستة أو سبعة في المئة من أصوات أعضاء حزبه في الولايات المختلفة، الا ان ترجمة هذه النسب الى أرقام تعني عشرات ألوف الناس. كان مقالي عن رون بول إيجابياً جداً، الا انني قلتُ في نهايته انني لا أرى أنه"يستطيع انتزاع ترشيح الحزب الجمهوري والرئاسة بعد ذلك، الا انه يستحق الرئاسة أكثر من أي مرشح آخر". وغضب أنصار النائب لأنني استبعدتُ فوزه، فقالت تيريزا دول ان"لا"التي استبعدت فوزه في آخر المقال يجب حذفها، وقالت فرانسيسكا ماريلي ان المقال عظيم، ولكن من المؤسف انني لا أريد فوز رون بول، وهذا لا يمكن ان يساعد حملته لأنه سيترك الناخب الأميركي في حالة شك، فلا يصوّت له الناخبون لأنهم يعرفون انه لن يفوز، وهو كذلك لا يساعد العرب،"وأنت تطلق النار على ساق الديموقراطية". وأبدى القارئ مايك لينام رأياً مماثلاً وسألني كيف أخطئ بهذا الشكل، وألست أرى ان رون بول يمثل مصالح جميع معارضي الحروب. ومايك يفترض ان العرب يريدون ان يعرفوا المزيد عن هذا المرشح الذي يقاوم لوبي كل مصلحة خاصة، كما ان عليّ ان أفهم ان هيلاري كلينتون وباراك أوباما لن يتّبعا سياسة خارجية معتدلة. لم يكن قصدي أبداً إغضاب مؤيدي رون بول، وأقول لهم انني لو كنتُ أميركياً لانتخبته، غير انني رأيت انه لن يفوز بترشيح الحزب، لأنه لم يفز بأصوات مندوبين الى المؤتمر الوطني. ومع ذلك أسحب كلامي، فأنا غير متعصب لرأي. بعد هذا: القارئة ميريام بي تشكرني وتتمنى لو ان الصحافة الاميركية تكتب مثل مقالي لأن الدكتور بول عنده فرصة لو أنصفته صحافة بلده واهتمت بأخباره. والقارئة ليزلي بول تعتبر المقال رائعاً، خصوصاً ان أي مقال عن رون بول في الصحافة الأميركية يشوّه صورته، وهي لا تنشر حلوله في المركز الثالث أو الرابع وتحاول جهدها عدم إيصال رسالته الى المواطنين. القارئ سي دبليو سبيرتش يشكرني على مقال منصف ويقول ان كثيرين في أميركا بدأوا يستفيقون على حقيقة تطرّف ادارة بوش التي لا تمثل القيم الأميركية ولا تعمل بها. وكانت هناك رسائل كثيرة أخرى بالمعنى نفسه من شكر على المقال وانتقاد تجاهل رون بول ورسالته في وسائل الاعلام الأميركية، وأشكر جي وميتش واروج وجين وميا وبيتر، وجميع أصحاب الاسماء الفنية. بعد هذا أنقل باختصار عن رسالتين طويلتين بالانكليزية تستحقان عرضاً أوسع لولا ضيق المجال. الأولى من راندي وايت الذي يقول ان أميركيين كثيرين سيتنفسون الصعداء مع نهاية ولاية جورج بوش. ومن المؤسف ان إرث بوش الثقيل سيتحمله من يخلفه وزعماء بقية العالم، وقد بددت أموال الأميركيين في مغامرات عسكرية غير محسوبة بدل ان تنفق على مساعدة الفقراء وتوفير الرعاية الصحية لهم كنتُ تحدثت عن بنت أميركية من دون أسنان لأنها لا تملك مالاً لشراء وجبة أسنان أو زيارة الطبيب. وهو يزيد ان جورج بوش كان واجهة لقوى سطت على الخزانة الأميركية بعد ان أخافت الناس من الإرهاب للتصويت للجمهوريين. الرسالة الأخرى كانت من آلان مايرز الذي شكرني على لفتي نظر القراء الى"واحد من أسوأ مجرمي الحرب"إليوت أبرامز. وهو يقول ان غالبية الأميركيين في الثمانينات ظلوا يجهلون ما ارتكبت ادارة ريغان في أميركا الوسطى، وليس غريباً بالتالي ان يختار أبرامز لمهمة تعذيب الفلسطينيين حتى يخضعوا، ومع انني نشط في مجال السلام والعدالة في أميركا الوسطى وبين اسرائيل وفلسطين، فمقال جهاد الخازن زاد اشياء لا أعرفها مثل رأي ابرامز في جون لينون. ومع انني لستُ متديناً، فإنني أعتقد بأنه لو وجدت جهنم فهو سيذهب إليها. أقول هناك ناس طيّبون في كل بلد، وهناك غالبية تريد السلام، ونحن من هؤلاء ومع هؤلاء.