رحبت الحكومة العراقية بقرار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بتمديد تجميد نشاط ميليشيا "جيش المهدي" ستة أشهر، فيما توعدت القوات الأميركية في بيان أمس الذين لا يلتزمون بالقرار بالملاحقة. وكان حازم الأعرجي، مدير مكتب التيار الصدري في الكاظمية، أعلن أمس أن الزعيم الشيعي قرر تمديد تجميد نشاطات"جيش المهدي"ستة أشهر"لإرساء الاستقرار في العراق". وأضاف:"وزعنا في كل مساجد البلد ظروفاً مغلقة تتضمن قرار السيد مقتدى"، على ان يتم فتحها خلال صلاة الجمعة. وأكد المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي صادق الركابي في اتصال مع"الحياة"أن الحكومة"ترحب بهذه الخطوة من السيد مقتدى الصدر وتعتبرها جريئة وبناءة وتصب في المصلحة الوطنية". واضاف:"ندعو قادة جيش المهدي لتصفية جميع الدخلاء، على ان يستمر التيار الصدري في ممارسة العمل السياسي من دون سلاح، وتحويل هذا التيار العريق الى منظمة انسانية مدنية فعالة في المجتمع وإحدى ركائز العملية السياسية". من جانبها، رحبت القوات الأميركية بهذا القرار، وقال المستشار الاعلامي للقوات المتعددة الجنسية منير ابراهيم ل"الحياة"أمس ان"قوات التحالف ترحب بهذا القرار وتعتبره خطوة أمنية مهمة بالاتجاه الصحيح واكمال المهمات الأمنية في العراق". وأكدت القوات المتعددة الجنسية في بيان، تلقت"الحياة"نسخة منه، انها"تسلمت تقريراً أولياً يفيد بأن السيد مقتدى الصدر وعد بتمديد وقف اطلاق النار، ويعتبر هذا التمديد تنفيذاً لوعده بوقف الهجمات، وهو تعهد مهم يساهم بشكل واسع في التحسن الأمني لجميع المدنيين العراقيين وسيمنح هذا القرار فرصة افضل للمصالحة الوطنية". وأكد البيان أن"الذين يواصلون التزامهم قرار السيد مقتدى الصدر سيعاملون باحترام وتقدير، أما الذين لا يلتزمون بالتعهد فإنهم، مع الأسف الشديد، يسيئون الى اسم الحركة وسمعتها. وستستمر قوات التحالف وقوات الأمن العراقية بالعمل معاً لحماية أبناء الشعب العراقي من هؤلاء المجرمين الذين ينتهكون القانون". وكان الصدر قال في بيان أمس:"انني اعطيكم فرصة اخرى للتكامل كما أعطيتها لنفسي من قبل، معلناً تمديد تجميد جيش المهدي الى الخامس عشر من شعبان". وقال الشيخ ابو زينب الكرعاوي، المسؤول الاعلامي لمكتب الصدر في الديوانية، ل"الحياة"إن"جيش المهدي واتباع التيار الصدري ملتزمون قرار السيد مقتدى الصدر، لكننا نأمل من الحكومة المحلية في الديوانية والحكومة المركزية في بغداد ان لا تأخذ هذا القرار بعين واحدة وهو الخوف والخنوع"، وطالب"الحكومة المحلية في الديوانية بالكف عن الاعتقالات والمداهمات لأنصار التيار الصدري في المدينة، فهناك انتهاكات لا بد للحكومة المركزية ان توقفها وتحاسب مرتكبيها". وتشهد الديوانية اعتقالات واسعة تشنها القوات الأمنية ضد عناصر التيار الصدري، فيما فر الكثير من أفراد"جيش المهدي"الى مدن أخرى خوفاً من تعرضهم للاعتقال. وكان الصدر أعلن في 29 آب اغسطس الماضي تجميد نشاطات"جيش المهدي"ستة أشهر، إثر مواجهات دامية مع أطراف شيعية في كربلاء، ما ساهم في إرساء الاستقرار في العراق خلال الأشهر الماضية. و"جيش المهدي"، الذي يتزعمه الصدر، متهم بقتل المئات من العراقيين بدوافع طائفية، ويحاول الصدر أن يمحو هذه الصورة السيئة لدى الرأي العام بعد الانتقادات الكبيرة والخطيرة التي وجهت إليه. إلى ذلك، اتهم مدير مكتب الصدر في كربلاء الشيخ عبدالهادي المحمداوي قائد الشرطة في المدينة بهدم منازل للصدريين وتضييق الخناق على مواكب"جيش المهدي"التي تتوجه الى المدينة لإحياء"الزيارة الأربعينية"التي تنتهي الاربعاء المقبل، وقال إن"مضايقات مقصودة مورست ضد أبناء التيار صادرة من جهات عليا لم يسمها، والأجهزة الأمنية منعت الكثير من المواكب التابعة لمكتب الشهيد الصدر من التجمع في الساحات القريبة من المكتب"وسط المدينة. وتابع المحمداوي:"على رغم ذلك، نوصي، حسب أوامر السيد مقتدى الصدر، أنصارنا بأن يستجيبوا للنداءات التي نطلقها بضبط النفس والتعاون مع الأجهزة الأمنية وحماية منطقة ما بين الحرمين لإنجاح الزيارة".