استبعد وزير الإعلام اللبناني غازي العريضي حرباً أهلية في لبنان "على رغم كل الغليان في الشارع"، غير أنه رأى أن "مشاكل أخطر مما حدث في الحرب الأهلية قد تحدث، وهذا كله يجب أن نتجنبه". ولفت العريضي في مقابلة مع"القناة الاقتصادية السعودية"أمس، الى أن رئيس تكتل"التغيير والإصلاح"النيابي ميشال عون"اعترف في الاجتماع الأخير بتعطيل الحكومة ومجلس النواب والرئاسة وكل المؤسسات". وعن معنى التحذير الذي وجهته الرياض إلى رعاياها من السفر إلى لبنان، اعتبر أن"اقتناع المملكة بضرورة اللجوء إلى مثل هذا القرار، مؤلم ومؤسف جداً"، موضحاً أن"الخلفيات والأسباب، على الأقل الظاهرة، هي الحملة الظالمة التي تشن ضد السعودية"، منتقداً"المواقف التي شهدنا اخيراً ووصلت إلى حد التهجم والإساءة إلى قيادة المملكة ورموزها وسفيرها"، ومشيراً إلى أن السعودية كانت"دائماً إلى جانب لبنان". وعما إذا كان ذلك يعني وقف مساعي المملكة في لبنان، رد العريضي أن"المملكة مستمرة في موقفها ودورها ومساعداتها للبنان. هي معنية في الدرجة الأول بحماية أبنائها"، مذكراً بأنه"صدر منذ فترة اشهر شيء رسمي لبناني وسعودي على مراحل مختلفة بتهديدات تلقتها السفارة وتلقاها السفير عبد العزيز خوجة في بيروت". وعما إذا كان هذا يتقاطع مع ما كشفه القضاء عن جريمة عين علق، أجاب:"ربما هذا الأمر ربما غيره، لكن ليس كل مواطن سعودي متهم يعني أن المملكة هي المسؤولة". ونفى العريضي أن يكون رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط سمع خلال زيارته السعودية"أي نية بالتدويل"، وقال:"لم تذكر هذه الكلمة بالمطلق، ولم يطرح أي شيء من هذا القبيل"، كاشفاً أنه"في فترات محددة، لم يكن ثمة رضى من خادم الحرمين الشريفين عن بعض المواقف السياسية للأكثرية. من وليد بك أحياناً ومن النائب سعد الحريري أحياناً في مراحل مرت في الأزمة السياسية اللبنانية"، مضيفاً أن ذلك"ليس في الاتفاقات، بل في طريقة التعاطي في بعض الأمور والتصريحات"، ومعلناً أن"الوصية الدائمة كانت لبنان ووحدته، وأن المسيحيين إخوانكم. هذه الميزة فريدة في لبنان، كونوا على تفاهم احموا بلدكم. الشيعة أهلكم وإخوانكم. كونوا على تفاهم وتوافق. أحياناً كان يستخدم فلان ابننا عن السيد حسن نصر الله أو عن فلان أو عن علان، ليس في اللقاء الأخير أتحدث في كل المراحل". كما أكد أن"المملكة لم تذهب إلى دعم فريق على حساب فريق آخر". وأستعرض العريضي نقاط التمايز بين الموقفين السعودي والأميركي في مواضيع الحرب على إيران والعراق، معتبراً أنه"ليس بهذه البساطة يمكن إدراج هذه الدولة أو تلك في سياق المشروع الأميركي". وأكد العريضي تمسك فريق 14 آذار بالمبادرة العربية، وقال:"فلتتمسك المعارضة بالمبادرة العربية ولتعط موقفاً واحداً منها، لا كما ظهر في الاجتماعات التي عقدت في الحوار مع العماد عون وفي أول اجتماع قال لست مفوضاً. المقصود هنا ليس الأسئلة التي طرحت، المقصود أن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى اضطر إلى أن يسحب من حقيبته محاضر جلسات ليجيب عون بأن قادة المعارضة وافقوا على الأمور التي كانت تناقش وهو كان يقول لم يطلعني أحد عليها". وعن المقاومة، أكد العريضي أن"اكبر خطأ ارتكبته المقاومة والمعارضة لاحقاً هو كيفية التعاطي السياسي الداخلي ما بعد حرب تموز يوليو"، مذكراً بأنه بعد وقف الاعمال العدائية"كان هناك إجماع على انه انتصار، وكان النقاش حول طريقة التعاطي مع هذا الانتصار. وللأسف، بعد دقائق من دخول القرار 1701 حيز التنفيذ خرج الرئيس السوري وقال:"أنصاف رجال"بالنسبة إلى الحكام العرب، والفريق الأكثري في لبنان منتج إسرائيلي سيبدأون بالتساقط، والمعارضة للأسف ركبت هذه الموجة". وعن اغتيال القيادي في"حزب الله"عماد مغنية، قال:"الاغتيال على ارض سورية، وسورية رسمياً لم تتهم إسرائيل، بل خرج الوزير وليد المعلم يقول: سنعاقب واشنطن، لماذا لم يقل سنعاقب إسرائيل؟". واستبعد انتخاب رئيس في جلسة 26 الجاري. وعلق على الاشتباكات في العاصمة، بالقول إن بيروت تمر ب"ابشع من حرب السنتين، واذا استمر هذا المسلسل ينقل الجيش من ارباك الى الإنهاك". وسأل:"هل المقصود القول لا نريد العماد ميشال سليمان رئيساً".