وجّه المنتخبان الغاني المضيف والعاجي وصيف البطل إنذاراً شديد اللهجة الى المنتخبات المتأهلة الى الدور ربع النهائي للنسخة السادسة والعشرين من نهائيات كأس أمم أفريقيا لكرة القدم المقامة حالياً في غانا حتى 10 شباط فبراير الجاري. وتشهد النسخة الحالية بشكل عام مستويات رائعة من جميع المنتخبات حتى غير المرشحة منها، التي كانت تسعى الى لعب دور الحصان الأسود وفي مقدمها بنينوزامبيا وناميبيا التي أحرجت أصحاب الأرض وخسرت أمامهم بصعوبة صفر-1 وتعادلت مع غينيا 1-1. وسجل 70 هدفاً في 24 مباراة في الدور الاول بمعدل 2.92 هدف في المباراة الواحدة، وهي اكبر نسبة منذ نهائيات 1976 في إثيوبيا. والمنتخبان الغاني والعاجي هما الوحيدان اللذان حقق كل منهما 3 انتصارات متتالية في الدور الاول وتصدرا مجموعتيهما الاولى والثانية على التوالي. وخرجت نيجيريا من عنق الزجاجة بحجزها بطاقة التأهل في الجولة الثالثة الاخيرة، بفضل خدمة جليلة أسدتها لها ساحل العاج، وكانت ماليوالسنغال ابرز الضحايا بفشلهما في تخطي حاجز الدور الاول. وإذا كان المنتخب الغاني وجد صعوبة كبيرة في المباراتين الأوليين امام غينيا 2-1 وناميبيا 1-صفر فانه كان الطرف الأفضل فيهما وسنحت لمهاجميه أكثر من فرصة حقيقية للتسجيل، فقد اظهر بوضوح صفات البطل في مباراته الثالثة امام المغرب التي أنهاها في مصلحته 2-صفر وأكد بالتالي انه مرشح لإبقاء الكأس في العاصمة أكرا وإحراز اللقب للمرة الخامسة بعد أعوام 1963 و1965 و1978 و1982، ومعادلة الرقم القياسي الموجود بحوزة المنتخب المصري 1957 و1959 و1986 و1998 و2006. واعتبر مدرب غانا الفرنسي كلود لوروا أن رجاله قدموا أفضل مباراة منذ إشرافه على تدريبهم، وقال:"إنها أفضل مباراة تكتيكياً وفنياً وبدنياً ومعنوياً، قدمنا عرضاً جيداً". ويملك لوروا الأسلحة اللازمة للظفر باللقب للمرة الثانية بعدما حقق هذا الانجاز مع الكاميرون عام 1988 في المغرب، خصوصاً في خطي الوسط والهجوم بوجود نجم خط وسط تشلسي الانكليزي مايكل ايسيان وبورتسموث الانكليزي سولي علي مونتاري، ومهاجمي اودينيزي الإيطالي اسامواه جيان وبرمنغهام سيتي الانكليزي مانويل اغوغو وجناح سلتا فيغو الإسباني كوينسي اووسو. وأعطى هؤلاء النجوم ضمانة كبيرة الى المدرب لوروا لتحقيق نتائج جيدة، حتى انه ذهب الى ابعد من ذلك عندما قال:"ينتابني إحساس بأن غانا ستحرز اللقب على أرضها، إننا نسير على الطريق الصحيح، وأشعر بأنني في طريقي الى تكرار انجازي مع الكاميرون عام 1988 في المغرب عندما نجحنا في إحراز اللقب". وتابع:"يوماً بعد يوم، ومباراة بعد مباراة، يصبح من الصعب الفوز علينا". واضاف:"نمتاز على المنتخبات المتأهلة بعاملي الأرض والجمهور، ونتمنى ان يكونا سنداً لنا في المباريات المتبقية، وأعتقد أننا لن نخيب الآمال". ويمكن القول بأن غانا ستواجه اختباراً حقيقياً في دور الأربعة أمام جارتها نيجيريا، إذ لم يسبق لها الفوز على الاخيرة منذ عام 1992 وان كانت سحقتها 4-1 في لندن قبل البطولة. بيد ان لوروا اكد ان"الأجواء في صفوف نيجيريا ليست على ما يرام، بسبب صعوبة حجزه بطاقة الدور الثاني. نحن مستعدون لمواجهة اي منتخب، هدفنا إحراز اللقب وبالتالي لا يجب الخوف من مواجهة منتخب ما وتفضيل مواجهة الأضعف". من جهته، اكد المنتخب العاجي تصميمه على تعويض اللقب الذي خسره بركلات الترجيح عام 2006 في مصر. وخرج المنتخب العاجي"سالماً غانماً"من مجموعة الموت التي ضمته الى جانب نيجيرياوماليوبنين وكسب النقاط التسع الممكنة عن جدارة، متسلحاً بنجمي تشلسي الانكليزي قائده الهداف ديدييه دروغبا والجناح سالومون كالو، إضافة الى لاعب وسط برشلونة الاسباني يايا توريه وقطب دفاع ارسنال الانكليزي حبيب كولو توريه وزميله في الفريق اللندني ايمانويل ايبويه. وحققت ساحل العاج 3 انتصارات مدوية أداء ونتيجة، على رغم خوضها المباراة الأخيرة امام ساحل العاج في غياب أكثر من لاعب أساسي، في مقدمهم كالو بسبب الإيقاف وكولو توريه بسبب الإصابة. وقال مدرب ساحل العاج الفرنسي جيرار جيلي:"حققنا حتى الآن هدفنا الأول وهو تخطي الدور الاول، لقد نجحنا بامتياز بدليل أننا لم نخسر أية مباراة، إنه إنجاز رائع سيرفع معنويات اللاعبين في بقية مشوارنا في البطولة". أما القائد دروغبا فقال:"هدفنا هو إحراز اللقب، انهينا المرحلة الاولى بامتياز، والآن يجب التفكير في المرحلة الثانية الاخيرة التي نستهلها بمواجهة قوية امام غينيا. يجب الاستعداد لها جيداً لأن تأهل غينيا ليس مجرد صدفة". ولا يقل المنتخب المصري حامل اللقب شأناً عن المنتخبين الغاني والعاجي، وهو بدوره حجز بطاقته بامتياز متقدماً على الكاميرون التي كانت المرشح الأبرز لصدارة المجموعة الثالثة. وكانت الكاميرون قاب قوسين أو أدنى من توديع المنافسات باكراً بعد تعرضه إلى خسارة قاسية امام الفراعنة 2-4، لكنها تداركت الموقف امام زامبيا وسحقتها 5-1، قبل ان تهزم السودان 3- صفر. من جهته، أبدى المنتخب التونسي بوادر ايجابية في إمكان استعادة اللقب الذي خسره في النسخة الاخيرة بخروجه من ربع النهائي، وهو هذه المرة يشارك بمنتخب شاب وطموح أكد أحقيته بتخطي الدور الاول. وتبقى انغولا ظاهرة القارة السمراء في الأعوام الاخيرة منافساً بارزاً ومرشحاً لتفجير المفاجأة بعد العروض المميزة التي قدمها في الدور الأول. ونجحت انغولا في حجز بطاقتها الى الدور ربع النهائي للمرة الاولى في تاريخها، مؤكدة بروزها على الساحة في الآونة الاخيرة من خلال حجزها بطاقة التأهل الى مونديال المانيا 2006. ولفت مهاجم انغولا مانوتشو الأنظار بتسجيله ثلاثية حتى الآن، وهو الذي أعاره مانشستر يونايتد الانكليزي الى باناثينايكوس اليوناني حتى نهاية الموسم، على اعتبار انه لم يحصل على رخصة العمل بعد تعاقده مع"الشياطين الحمر"قبل شهرين. وخرجت نيجيريا بطلة عامي 1980 و1994، من عنق الزجاجة، وهي تدين ببلوغها دور الثمانية الى ساحل العاج التي أزاحت مالي من طريقها بالفوز عليها بثلاثية نظيفة في الجولة الاخيرة. واستهلت نيجيريا البطولة بخسارة امام ساحل العاج نفسها صفر-1، ثم سقطت في فخ التعادل امام مالي صفر- صفر، فوجدت نفسها امام خطر الخروج من الدور الأول للمرة الاولى منذ عام 1982 في ليبيا بخسارتها امام زامبيا والجزائر. وارتفعت الأصوات مطالبة بإقالة المدرب الألماني بيرتي فوغتس، وعقد الاتحاد المحلي اجتماعاً طارئاً لبحث المسألة قبل ان يقرر تجديد الثقة بپ"العجوز الألماني"، فلم يخذله وقاد"النسور الممتازة"الى فوز ثمين على بنين 2- صفر في الجولة الاخيرة وقطع الى ربع النهائي بفضل"هدية"ساحل العاج. وتنفس فوغتس الذي قاطع المؤتمرات الصحافية بسبب عدم احترامه من الصحافيين النيجيريين بحسب قوله، الصعداء، وقال:"كنا نلعب ضد الضغط وليس المنتخبات. وسائل الإعلام النيجيرية تطالب يومياً بإحراز اللقب، لكنهم نسوا ان نيجيريا لم تحقق ذلك منذ 14 عاماً"، مضيفاً:"منتخبنا شاب وخسرنا ابرز الأوراق الرابحة نواكوو كانو واوبافيمي مارتينز بسبب الإصابة، فيما لم يقدم جون اوتاكا حتى الآن مستواه المعهود". وتابع:"الآن أمامنا مباراة ساخنة امام غانا الأحد، إنها مجرد مباراة كرة قدم فقط وبطبيعة الحال سنحاول الفوز فيها. الضغط الآن على غانا وسنعمل على استغلال هذا العامل". وكانت منتخبات السنغالوماليوجنوب أفريقيا والمغرب ابرز ضحايا النسخة الغانية التي أطاحت برأس مدرب السنغال البولندي الأصل الفرنسي الجنسية هنري كاسبرجاك. ويبدو ان السنغال دفعت ضريبة استهتار بعض نجومها، وفي مقدمهم القائد"الولد الشقي"الحجي ضيوف وحارس المرمى طوني سيلفا، الذين ضبطوا أكثر من مرة في احد الملاهي الليلية قبل المباريات. وهي المرة الاولى التي تودع فيها السنغال من الدور الاول منذ عام 1986 في مصر والثانية في تاريخها بعد عام 1968، إذ حلت رابعة أعوام 1965 و1990 و2006 وثانية عام 2002 وخرجت من ربع النهائي أعوام 1992 و1994 و2000 و2004. ولم تكن حال مالي أفضل من السنغال وخرجت بدورها من الدور الاول للمرة الاولى في 5 مشاركات، علماً بأنها بلغت دور الأربعة في المشاركات الأربع الأولى، فحلت وصيفة عام 1972 ورابعة أعوام 1994 و2002 و2004. من جهتها، منيت جنوب أفريقيا ومدربها البرازيلي كارلوس البرتو باريرا بخيبة أمل كبيرة جراء خروجها من الدور الاول من دون ان تحقق اي فوز، إذ تعادلت مرتين امام انغولا 1-1 والسنغال بالنتيجة ذاتها وخسرت امام تونس 1-3. ولم تقدم جنوب أفريقيا ما يشفع لها، وان كان مدربها باريرا تذرع بكونه يعد منتخباً قوياً لنهائيات كأس العالم التي تستضيفها عام 2010. وقال باريرا:"لسنا سعداء بطبيعة الحال لأننا خرجنا من الدور الاول من دون ان نحقق اي فوز، لكننا استفدنا كثيراً في غانا ولدينا مجموعة من الإيجابيات". وتابع:"لدينا منتخب جديد ومعظم اللاعبين شباب، وهم تعلموا دروساً كثيرة في كرة قدم من مستوى عال". وأضاف:"سنهتم بهؤلاء اللاعبين ليكونوا جاهزين في مونديال 2010 في جنوب أفريقيا. بعد عامين سيكتسبون الخبرة الضرورية وسيمثلون منتخب بلادهم جيداً في العرس العالمي". لومير سعيد جداً ببلوغ ربع النهائي تاماليغانا - ا ف ب - أعرب مدرب تونس الفرنسي روجيه لومير عن سعادته الكبيرة ببلوغ منتخبه الدور ربع النهائي لنهائيات كأس امم افريقيا لكرة القدم المقامة حالياً في غانا، وذلك بتعادله مع انغولا صفر-صفر في تامالي في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة ضمن الدور الاول. وقال لومير:"انا سعيد جداً بوجود تونس بين افضل 8 منتخبات في النهائيات. المهم بالنسبة الينا هو تخطي الدور الاول". وتابع:"لم نكن متأكدين من التأهل، كانت المباراة بمثابة فخ، لان جنوب افريقيا والسنغال كانا يملكان بدورهما حظوظاً في التأهل". واضاف:"علينا الان الاستعداد جيداً للذهاب بعيداً في هذه البطولة. الان التأهل يلعب على مباراة واحدة وليس كما في الدور الاول. الكاميرون لها اسلوب مختلف عن كرة القدم المغاربية، فهي تعتمد على المؤهلات الفنية والقوة". وقال مدافع تونس ياسين الميقاري:"المنتخبان كانا يسعيان الى الاحتفاظ بالصدارة للبقاء في تامالي، لحسن حظنا نحن بقينا هنا. يجب ان نحافظ على جديتنا وهدوئنا لان الامور ستكون صعبة في الادوار المقبلة". واضاف:"المعنويات سيكون لها دور كبير عند مواجهة الكاميرون، انهم اقوياء بدنيا". من جهته، قال لاعب الوسط مهدي النفطي:"سنحت امامنا فرصتان او ثلاث فرص للتسجيل، خصوصاً من الكرات الثابتة، وحصلت انغولا على فرصة. كنا نشعر انه بامكان اي من المنتخبين التسجيل، وبالتالي عمد كل منهما الى فرض افضليته في الشوط الثاني". وأضاف:"منتخب الكاميرون يملك خبرة كبيرة في المسابقة القارية، يجب ان نحذر منه، انه منتخب يضم لاعبين مخضرمين عدة، لكنهم يملكون خبرة كبيرة. اما نحن فنسير في الطريق الصحيح ونكسب الثقة بأنفسنا من مباراة الى اخرى". خروج السنغالوجنوب أفريقيا من الدور الأول كوماسي غانا - ا ف ب - خرجت السنغالوجنوب افريقيا من الدور الاول لنهائيات النسخة الپ26 لكأس امم افريقيا، اثر تعادلهما 1-1 في كوماسي في الجولة الثالثة الاخيرة من هذا الدور. وسجل هنري كامارا 37 هدف السنغال، والريو فان هيردين 14 هدف جنوب افريقيا. وتعادلت تونسوانغولا صفر-صفر في الجولة ذاتها، فتأهلتا معاً الى ربع النهائي برصيد 5 نقاط لكل منهما في مقابل نقطتين لكل من السنغالوجنوب افريقيا. واستبعد مدرب السنغال لامين ندياي الحارس طوني سيلفا وقائد المنتخب الحجي ضيوف ولاعب الوسط عثمان ندوي عن التشكيلة التي خاضت المباراة، بسبب ارتيادهم احد الملاهي الليلية الشعبية قبل 48 ساعة من اللقاء. وقال ندياي الذي خلف الفرنسي البولندي الأصل هنري كاسبرجاك اثر خسارة السنغال امام انغولا 1-3 في الجولة الثانية،"لقد خالفوا التعليمات من خلال ارتيادهم الملهى". كان الشوط الأول رتيباً على رغم تسجيل هدفين لمعدل هدف واحد لكل طرف، مع افضلية نسبية لجنوب افريقيا التي سنحت لها فرص اكثر وأوضح من دون ان تستغل، بينما بدا المنتخب السنغالي متواضعاً مستسلماً. ولم يكن الشوط الثاني أفضل حالاً، ولم يتحسن الأداء كثيراً، وخفت الفرص المباشرة على المرميين. وبدأت كفة جنوب افريقيا بالرجحان منذ صافرة البداية، وكانت فرصتها الاولى عندما حصلت على ركلة حرة على خط المنطقة، اثر تعرض سيبوسيسو زوما للعرقلة، فحرك ناصيف موريس الكرة الى تيكو موديسي وثبتها الثاني للاول الذي سدد بقوة فذهبت الكرة عالية جداً 8. واستمر ضغط رجال المدرب البرازيلي كارلوس البرتو باريرا على المنطقة السنغالية، ومرر تسيبو ماسيليلا كرة الى تيكو موديسي في الجهة اليسرى، فرفع الاخير الكرة الى الجهة المقابلة، قابلها الريو فان هيردين بقدمه اليمنى ووضعها في الشباك من مسافة قريبة 14. ولم ينجح السنغاليون في مجاراة خصومهم الذين قطعوا كل الكرات عند خط المنطقة، وكاد زوما يضيف الهدف الثاني، بعدما غربل اكثر من مدافع وسدد فارتدت كرته من اسفل القائم الايسر الى الحارس الاحتياطي بونا كوندول 23، ورد مامادو نيانغ بتسديدة من خارج المنطقة في اول محاولة سنغالية فابتعدت كرته عن المرمى 28. وأحس السنغاليون بحراجة الموقف، وتابعوا امتدادهم البطيء نحو منطقة جنوب افريقيا، فوصلت كرة مرفوعة من الخلف الى هنري كامارا حاول مدافع قطعها لكنه اصلحها له وقدمها اليه هدية فدحرجها السنغالي من بين قدمي الحارس جوزيفس مدركاً التعادل 37. وفي مستهل الشوط الثاني، كان زوما قريباً من التسجيل قبل ان يضطر للتمرير بعد محاصرته، فسدد تشابالالا الكرة بقوة لترتد من احد المدافعين، ولم تكمل طريقها الى الشباك 48، وتدخل الحارس جوزيفس لابعاد الكرة من امام نيانغ المنفرد 49. وارتكب سليمان دياوارا خطأ مميتاً كاد يدفع ثمنه هدفاً عندما حاول قطع كرة عرضية ارسلها برايس مون من الجهة اليمنى، فوصلت الى زوما الذي تابعها على عجل في مكان وقوف الحارس 64، وطار كوندول لتسديدة زوما وابعد خطرها في الوقت المناسب 78.