أرجأ الاتحاد الأوروبي إرسال قوات نمسوية وايرلندية في إطار العملية العسكرية الأوروبية يوفور الى تشاد، في وقت اشتبك الجيش التشادي مع قوات من المتمردين عند ماساكوري شمال شرقي نجامينا أمس، فيما تحاول الحكومة وقف زحف المتمردين تجاه العاصمة. وقال ناطق باسم قوة السلام الأوروبية، إن نشر أول قوة حفظ سلام تابعة للاتحاد الأوروبي في تشاد تأجل، نظراً"لعدم الاستقرار الزائد"في الدولة الأفريقية. وأضاف:"في الوقت الراهن، لا نريد ان نعطي الأمر حجماً أكبر من حجمه. لكن نعم، تأجلت رحلة جوية لقوات ايرلندية أول من أمس ورحلتان اليوم أمس نتيجة لعدم الاستقرار الزائد في تشاد"، مشيراً إلى أننا"نتابع الموقف ساعة بساعة، وسنتخذ قراراً في شأن نشر القوات في الساعات المقبلة". ومن المقرر نشر قوة حفظ سلام أوروبية قوامها 3700 فرد، نصفهم تقريباً من فرنسا في شرق تشاد المضطرب، خلال الأسابيع المقبلة، لحماية مئات الآلاف من اللاجئين الفارين من العنف في إقليم دارفور المجاور في غرب السودان. في المقابل، علم في أوساط وزير الدفاع الفرنسي ايرفيه موران، ان فرنسا ستعزز قواتها في تشاد، بنشر سرية إضافية في نجامينا، لضمان أمن رعاياها. وقال المصدر:"ستتخذ إجراءات من باب الحيطة بالنسبة للرعايا الفرنسيين، في حال حصول اضطرابات في نجامينا، من ضمنها تعزيز جهاز ايبرفييه"القوة الفرنسية المنتشرة في هذا البلد. وأفيد في أوساط موران انه"تم رصد قسم من المتمردين عصراً على مسافة 150 الى 200 كلم من نجامينا, ويبدو ان الآخرين تفرقوا". وأنهى موران أول من أمس زيارة للولايات المتحدة استمرت 36 ساعة. وأكد ان بلاده ستفي بالتزاماتها تجاه تشاد. وأوضحت أوساطه ان فرنسا ملتزمة"باتفاقها مع تشاد الذي ينص على تقديم دعم لوجيستي للقوات المسلحة التشادية، ومساعدة في مجال الاستخبارات". ويرى موران ان الأحداث الجارية في هذا البلد"على علاقة مباشرة"مع نشر قوة"يوفور"الأوروبية في تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى لحماية مئات آلاف النازحين واللاجئين نتيجة النزاع الدائر في دارفور في غرب السودان. وقال موران ان قوة يوفور، وان كانت محايدة، فهي"ستعيق مخططات المتمردين التشاديين"بالحد من حرية تحركهم. وحض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون زعيمي تشاد والسودان على التحلي بأقصى درجة من ضبط النفس. وقال بان:"من الضروري وعلى ضوء الهجمات الحالية في شرق تشاد أن تتحلى كل من تشاد والسودان بأقصى درجة من ضبط النفس والامتناع عن شن هجمات وأنشطة عسكرية عبر الحدود". وتابع:"هذه التطورات بالغة الخطورة وقد تؤدي الى تصعيد للصراع في المنطقة". اشتباكات وأعلن الجيش التشادي انه"دمر"قافلة تابعة للمتمردين في معارك عنيفة على بعد اكثر من خمسين كلم من نجامينا، وهو ما نفته المجموعات المسلحة المعارضة. وأفادت رئاسة أركان الجيش الوطني التشادي في بيان ان"قوات الدفاع والأمن رصدت بعد ظهر الخميس قافلة المتمردين الذين كانوا يرفضون منذ يومين اي اتصال". وأضافت"صباح الجمعة دمرت قوات الأمن والدفاع هذه القافلة تدميراً تاماً بعد معارك دامت 40 دقيقة. والناجون يفرون والمطاردة مستمرة". وقال أحد زعماء تحالف المتمردين تيمان ارديمي ان المعارك توقفت ظهراً، لكنه نفى هذه الرواية. وقال: "نطاردهم... شنت قوات الجيش هجوماً عليناً قبل حوالى أربعين كلم من ماساغي التي تقع على بعد 50 كلم شمال شرقي نجامينا لكننا تصدينا لها والآن أصبحنا في ماساغي". وأوضح ان"المعركة الكبرى ستكون في نجامينا", مضيفاً ان القافلة التي كانت تضم 300 سيارة بيك اب وتنقل كل واحدة منها 10 الى 15 رجلاً انقسمت. وقال عبد الرحمن غلام الله، الناطق باسم التحالف في اتصال هاتفي من ليبرفيل، ان المتمردين استولوا على حوالى عشرين عربة للقوات الحكومية ودمروا حوالى خمسين عربة أخرى. وأوضح مسؤول تشادي طلب عدم كشف هويته ان المتمردين تقدموا قليلاً حتى ماساغي. وأكد المتمردون التشاديون أنهم اتخذوا مواقع حول العاصمة نجامينا، ودعوا الرئيس ادريس ديبي الى التفاوض من أجل اتفاق لاقتسام السلطة، مهددين بشن هجوم على المدينة. وكان المتمردون يحاولون على ما يبدو تحقيق نصر عسكري سريع قبل الانتشار الوشيك لقوة حفظ سلام من الاتحاد الأوروبي. وبعد تقدمه حتى مسافة 250 كيلومتراً على الأقل الى الشرق من نجامينا الخميس، قال زعيم المتمردين تيمان ارديمي، ان قوات المتمردين انقسمت، واتخذت مواقع حول العاصمة، مشيراً إلى أنه"حتى إذا كنا على أبواب القصر... مستعدون للتفاوض في شأن اقتسام حقيقي للسلطة". وأضاف:"على السيد ديبي ان يختار بين السلام والحرب".