قال متمردون تشاديون أمس الجمعة ان قواتهم اتخذت مواقع حول العاصمة نجامينا ودعوا الرئيس ادريس ديبي الى التفاوض من أجل اتفاق لاقتسام السلطة والا فسوف يشنون هجوما على المدينة. وقال سكان بالعاصمة على ضفاف نهر شاري إن الأجواء متوترة. ولزم الموظفون بيوتهم وخلت الشوارع الا من نقاط التفتيش والدوريات التي عززها الجيش. وحلقت طائرات الهليكوبتر فوق العاصمة. وانتشر الجيش التشادي للدفاع عن العاصمة في غرب البلاد بعدما تقدم طابور من 300مركبة للمتمردين قادما من الحدود الشرقية مع اقليم دارفور السوداني الذي يمزقه الصراع. وبعد تقدمه حتى مسافة 250كيلومترا على الأقل الى الشرق من نجامينا قال زعيم المتمردين تيمان ارديمي لاذاعة فرانس انترناسيونال أمس الجمعة ان قوات المتمردين انقسمت واتخذت مواقع حول العاصمة. وأضاف "حتى إذا كنا على ابواب القصر.. فنحن مستعدون للتفاوض بشأن اقتسام حقيقي للسلطة... إذا لم يحدث ذلك.. فسنكون مضطرين لشن هجمات لطرد السيد ديبي من السلطة. الأمر بسيط." وتابع "على السيد ديبي ان يختار بين السلام والحرب." ولم يرد تعقيب فوري من الحكومة التشادية او تأكيد من مصدر مستقل لمواقع الثوار. غير أن مصادر عسكرية حكومية قالت إن الجيش يفرض طوقا حول العاصمة التي تعرضت آخر مرة للهجوم من قبل المتمردين في ابريل عام 2006عندما قتل عدة مئات في معارك بالضواحي والشوارع. وقال سكان إن القصر الرئاسي في نجامينا يخضع لحراسة مشددة. وانقطعت خدمات الهاتف المحمول ويرسل السكان المعلومات عبر البريد الالكتروني. ونصحت سفارات أجنبية في العاصمة التشادية مواطنيها بالبقاء في منازلهم وتجنب السفر. ومن جهتها ذكرت الإذاعة الفرنسية أمس الجمعة نقلا عن مساعدين لوزير الدفاع هيرفي مورين أن الحكومة الفرنسية قررت تعزيز قواتها العسكرية في تشاد في ظل احتدام الصراع هناك. ومن المقرر إرسال 150شخصا من الحامية العسكرية الفرنسية في ليبريفيل بالجابون لنشرها في العاصمة التشادية نجامينا لحماية الرعايا الفرنسيين هناك. وكانت تقارير ذكرت أن 300مركبة تعود للمتمردين المناهضين للحكومة كانت تقترب من نجامينا وأنها شوهدت على بعد أقل من 200كيلومتر من المدينة. كما ذكر بيان أمس الجمعة أن مفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين أجلت معظم موظفيها من منطقة جويريدا شرق تشاد عقب اندلاع أعمال عنف بين المتمردين والحكومة. وأشار فريق المفوضية في المنطقة إلى أنهم تعرضوا للعديد من الهجمات خلال 72ساعة حيث اقتحم مسلحون يرتدون زيا عسكريا مجمعهم وهددوا الحرس بالبنادق. وقال جورج هولي رئيس المكتب الميداني لمفوضية اللاجئين في جويريدا: "إذا لم يكن عمال الإغاثة الإنسانية بالقرب، فإنه يستحيل توفير حماية كافية للاجئين". وأضاف: "ولكن الوضع هنا خارج عن نطاق السيطرة وينبغي علينا أيضا حماية فريقنا وشركائنا".