بلغراد، بتوي (سلوفينيا)، ساراييفو – أ ف ب، رويترز – أعلن رئيس وزراء كوسوفو هاشم تاتشي أن مسألة بدء مفاوضات جديدة حول استقلال الإقليم عن بلغراد، المعلن من جانب واحد، أو التفكير في احتمال تقسيمه أمر غير وارد، وذلك في مقابلة نشرتها وكالة «بيتا» للأنباء أمس. وقال تاتشي أن حكومة كوسوفو مستعدة لبدء محادثات مع صربيا حول تحسين العلاقات الثنائية، لكن بريشتينا لن تقبل أبداً ببحث إعلان استقلال الإقليم الذي أعلن في شباط (فبراير) 2008. وزاد: «يمكننا أن نبحث على أساس إننا دولتان مستقلتان، في مواضيع محددة ذات مصلحة للبلدين»، مؤكداً أن «وحدة أراضي كوسوفو غير مطروحة للبحث وهو أمر معترف به ومضمون دولياً، وسينضم الإقليم إلى الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي في إطار حدوده الواردة في إعلان الاستقلال. وسيصدر رأي محكمة العدل الدولية حول شرعية إعلان الاستقلال في الشهور المقبلة. في غضون ذلك، أعلن زعماء سلوفينيا وكرواتيا وصربيا أن الترتيبات أنجزت لعقد مؤتمر قمة للبلقان المقرر في 20 آذار (مارس) الجاري، لكن الوضع المعلّق لكوسوفو يخيم على جهودهم لتعزيز التعاون الإقليمي. وتنظم سلوفينيا وكرواتيا المؤتمر في مدينة بردو بري كرانيو لدعم التعاون ومساعدة بلدان البلقان على الاستعداد للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، علماً أن سلوفينيا هي الدولة اليوغوسلافية السابقة الوحيدة التي انضمت إلى الاتحاد، وتأمل كرواتيا بالحذو مثلها عام 2012. وأعلن رئيس الوزراء السلوفيني بوروت باهور في مؤتمر صحافي عقده مع رئيسة الوزراء الكرواتية يادرانكا كوسور والرئيس الصربي بوريس تاديتش عقب محادثات أجريت في مدينة بتوي السلوفينية، أنهم بحثوا «المواضيع ذات الصلة بالمؤتمر». لكن تاديتش أوضح أنه على رغم رغبة صربيا في حضور كوسوفو، إلا أنها لا توافق على مشاركة إقليمها السابق كدولة مستقلة، بل بوصفها إقليماً خاضعاً لإدارة الأممالمتحدة. على صعيد آخر، تظاهر الآلاف من البوسنيين أمام سفارتي بريطانيا وصربيا في سراييفو احتجاجاً على اعتقال لندن للقيادي البوسني المسلم أيوب جانيتش والمطلوب من قبل صربيا للاشتباه في ارتكابه جرائم حرب. واعتقلت الشرطة البريطانية قبل أيام جانيتش، وهو عضو في مجلس الرئاسة البوسني خلال الحرب، بناء على مذكرة تسليم موقتة من صربيا بزعم ارتكاب جرائم حرب في سراييفو عام 1992 ضد جنود من الجيش الشعبي اليوغوسلافي. وأثار الاعتقال مشاعر الغضب والصدمة بين ساسة مسلمي البوسنة ومواطني سراييفو الذين نجوا من حصار نفذته قوات صرب البوسنة ما بين عامي 1992 و1995 بدعم من صربيا وقوات الجيش الشعبي اليوغوسلافي ومدفعيته. وهتف المتظاهرون: «نريد جانيتش» وهم يلوحون بالأعلام البوسنية ويحملون لافتات مكتوب عليه «بريطانيا ..عار عليك». ويخشى مسؤولون وديبلوماسيون أن تؤدي «قضية جانيتش» إلى تدهور العلاقات الإقليمية على نطاق واسع، وإلى استمرار زعزعة الاستقرار في المنطقة والعمل ضد مصالح صربيا.