سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رافقه في برشلونة نقاش واسع عن تقنيتي "واي ماكس" و"أتش أس دي بي آي" . "المؤتمر العالمي للاتصالات المتنقلة" روج الجيل الرابع للخليوي ووعد بوضع التلفزيون والانترنت على الهواتف
رسم "المؤتمر العالمي للاتصالات المتنقلة- برشلونة 2008" Mobile World Congress- Barcelona 2008 صورة إجمالية لمستقبل عالم الاتصالات، خصوصاً لجهة التطور التكنولوجي في شبكات الخليوي، واستخدام تقنيات جديدة لتجسيد مفهوم التلاقي بين الانترنت والهاتف النقّال. وفي المجال الأخير، لاحظ المؤتمر ان هذا المفهوم تجسّده راهناً تقنيات مثل"واي فاي"Wi Fi التي تؤمن الاتصال لاسلكياً مع الانترنت، لكنها تخلي دورها باطراد لمصلحة تقنيتي"واي ماكس"Wi- Mx راهناً و"أل تي إي"LTE التي يتوقع ان تباشر انتشارها خلال السنتين المقبلتين. وفي السياق عينه، أبرز المؤتمر الكاتالوني أهمية الشبكات الخليوية التي تعطي اتصالاً بالحزمة العريضة"برودباند"Broad Band، والتي تنتشر تدريجاً في الأسواق العالمية. وعلى النحو نفسه، نوقشت خدمة"برودباند"عبر عروض تلفزيونية لشركات الهواتف النقالة. كما نوقشت تقنية"أتش أس دي بي أي"HSDPA يختصر المصطلح عبارة"الدخول الى النقل الرقمي السريع"High Speed Download Packet Access التي تؤمن النقل السريع للملفات الالكترونية، بما فيها البث التلفزيوني. وتكمن أهمية هذه التقنيات في حقيقة أنها ترسم صورة أنواع النقال المستقبلي الذي لن يشبه الهواتف المستخدمة حالياً، إنما سيرتكز على قدرته في التعامل مع الوسائط المتعددة"الميلتي ميديا"ما يفسح في المجال أمام استخدامات متعددة لتقنيات الاتصالات المتطورة. الانتقال الى الجيل الرابع بدأ"المؤتمر العالمي للاتصالات المتنقلة"بطريقة لافتة، فمن المعلوم أنها المرة الأولى التي يتخذ فيها المؤتمر هذا الاسم، إذ درجت العادة على الإشارة اليه باسم"مؤتمر"جي اس ام اي"، في إشارة الى تقنية الجيل الثاني للخليوي التي رافقت انتشاره عالمياً في التسعينات من القرن الماضي. ويشير الاسم الى القفزة الكبيرة في مفهوم الاتصال، إذ لم يعد الاختصاصيون ينظرون الى تلك الأداة التي تحملها الأيدي باعتبارها جهازاً لتبادل الأحاديث والرسائل النصية وبعض الموسيقى والألعاب الالكترونية، وباتوا ينظرون إليه باعتباره الجزء التكنولوجي المكمل الذي يساعد على رسم الصورة الحديثة للحياة اليومية لإنسان القرن ال21. ويعتبر ذلك أساس ما يشير اليه الاختصاصيون باسم"الجيل الرابع"للخليوي، واختصاراً"4 جي"4G. ومع انطلاقة المؤتمر، اجتمع آلاف التقنيين في المؤتمر الكاتالوني للاطلاع على أحدث التقنيات في مجال الاتصالات، وخصوصاً في مجال"الجيل الرابع"أو ما بعد"الجيل الثالث"الذي كان الشغل الشاغل لمؤتمر العام الماضي. ومنذ بداية المؤتمر، بدا التركيز واضحاً على تقنيتي"واي ماكس"و"أل تي إي"اللتين تنقلان بسرعة خدمة"برودباند"على الانترنت الى النقال في سياق تطوير مجال الاتصال في العالم وزيادة فاعليته. والمعلوم أن تقنية"واي ماكس"وهي اختصار لعبارة تقنية تشير الى شبكات تعمل بأقصى اتساع ممكن تعتمد على موجات الراديو في نقل البيانات، سواء أكانت مكالمات أم مواد انترنت أم ملفات موسيقى أم بثاً تلفزيونياً أم غيرها. وفي المقابل، يختصر مصطلح"أل تي إي"LTE عبارة"لونغ تيرم ايفوليوشن"Long Term Evolution، ويعني ذلك أسلوباً تكنولوجياً يعتمد على الانتقال التدريجي من شبكات الجيل الثالث بل وبعض شبكات الجيل الثاني المتقدمة للتلاءم مع عمل شبكات الجيل الرابع للخليوي. كما شهد المؤتمر محاضرات وعروضاً للتقنيات الجديدة في مجال البث التلفزيوني على الموبايل عبر تقنية"أتش أس دي بي آيه"، اضافة الى تقنيات متطورة لتحميل الموسيقى على الخليوي. وتخلل المعرض بعض الخلاف على ما يعتبر جيلاً رابعاً، خصوصاً أن اليابان تعتبر تقنيتي"واي ماكس"وپ"أل تي إي"الجيل 3.9 لأن الجيل الرابع يعمل عبر الحزمة العريضة التي تصل سرعة نقل البيانات فيها الى مئة ميغاهرتز في الثانية. ويكمن الفارق بين"واي ماكس"وپ"أل تي إي"عموماً في أن الثانية أكثر ملاءمة لمشغلي الشبكات الهاتفية إذ شيدت البنى التحتية على أساس الجيل الثاني أو الثالث، فيما يجب"البدء من الصفر"في حال اعتماد الأولى كما قال أحد مسؤولي شركات الاتصالات العالمية. وتأتي هذه التطورات التقنية فيما لم يجف بعد حبر عقود وُقعت للحصول على تقنيات الجيل الثالث أو"جي 3"، إذ أن الأولى تأتي في سياق ما يسمى"جي 3.5"والجيل الرابع"جي 4". وبما أن هذا المؤتمر يعقد في أوروبا منذ سنوات، ويضم شركات آسيوية، فإنه يعرض تقنيات أكثر تطوراً عادة مما هو موجود في أميركا الشمالية، ناهيك بدول العالم الثالث. حضور"أي فون" على رغم أن شركة"آبل" Apple لم تشارك في هذا المؤتمر، إلا أن جوّال"آي فون"كان حاضراً فيه، خصوصاً عبر شاشته التي تعمل باللمس"توتش سكرين". وأعلنت شركة"سوني أريكسون" Sony Ericcsson عن إصدارها جهازاً جديداً"إكسبيريا أكس وان" X Peria X1 يعمل بشاشة"توتش سكرين"ويديره نظام"ويندوز موبايل" Windows Mobile وتصنع الأخير شركة مايكروسوفت العملاقة، وهو مُخصّص للخليويات. ومن المتوقع أن يخرج"أكسبيريا أكس وان"الى الأسواق في النصف الثاني من هذا العام. كما كشفت شركة"سامسونغ"Samsung عن هاتف"سول يو 900"Soul U 9000 الذي يعمل بهذه التقنية أيضاً والذي يقدر على التعامل مع شبكات الجيل الثالث وخدماتها. وأعلنت شركة"نوكيا"Nokia العالمية عن هاتف الملاحة"6210 نافيغاتور" Navigator 6210. أنظر"الحياة"في 15 شباط فبراير 2008. وأصدرت"موتورولا"إعلانين في اليوم الأول من المؤتمر، تناول الأول جهاز تحديد مواقع العملاء"سي بي إي"باسم"فيمتوسيل"، والذي يتوافق مع شبكات الجيل الثالث، على أن تتوافر أول وحدتين منه تجارياً في النصف الثاني من عام 2008. ووفقاً للشركة، يناسب هذا المنتج الاتصال بجهاز"خادم""مودم" Modem منزلي للنطاق العريض"وكذلك مع التجهيزات المنزلية للاتصال بالإنترنت عبر شبكات"واي فاي". وتمثل الإعلان الثاني لتلك الشركة بعرض تقنيتها عن شبكات"التطور الطويل الأمد"أل تي إي، التي وصفتها بأنها"تسريع الاستخدام الشخصي للوسائط المتعددة". وعرضت الشركة تجارب في هذا المجال من ضمنها"مدونات فيديو عالية الدقة""أتش دي بلوغز" HD Blogs، إذ سيغدو في الإمكان نقل بث الفيديو العالي الدقة في شكل مباشر عبر تقنية أل تي إي إلى جهاز تحويل الإشارة لبروتوكول التلفزيون عبر الإنترنت"، ثم وضعه على الصفحات الالكترونية للمدوّنين"بلوغرز". كما عرضت تقنية حملت اسم"فولو مي"Follow Me لمشاهدة أشرطة الفيديو عبر الجوال أثناء التنقل، عبر شبكة التطور الطويل الأمد أل تي إي LTE من"موتورولا". وعود خليجية في الاتصالات في هذا المؤتمر بدا المستقبل باهراً للجيلين الثالث وما بعد الثالث في مجال الخليوي في بلدان نامية مثل أوغندا والبحرين والأردن، إلا أن دولاً كثيرة في المنطقة ما زالت متأخرة في هذا المجال، خصوصاً أن خدماتها الخليوية لم تتخط الجيل الثاني. وعلى صعيد دول الخليج، يبدو أنها سباقة في مجال اعتماد التقنيات الجديدة. فقد عبّر مسؤولو الشركات العاملة في مجال الشبكات مثل"موتورولا"عن إعجابهم بهذه السوق ومشغليها مثل "زين"وپ"أوراسكوم تيليكوم"وپ"اتصالات"الإماراتية وغيرها. وترى"موتورولا"أن"أوروبا تؤخرها"المعارك التجارية بين المشغلين والحكومات والاتحاد الأوروبي... لأنها مدفوعة أكثر بالربح، فيما الشرق الأوسط أكثر ليونة"لقبول التقنيات الجديدة والعمل بها. وينسحب الوصف عينه على أسواق أخرى مثل باكستان ودول أفريقية حيث تتولى شركات خليجية وعربية تشغيل شبكات الخليوي. وفي لقاء مع"الحياة"، شدد نائب رئيس الشركة لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا علي عامر على أهمية سوقي الشرق الأوسط وأفريقيا بالنسبة الى الشركة، لافتاً الى أن دولاً عربية مثل لبنان وسورية حيث ما زالت شبكات الجيل الثاني سائدة، سترغم على اللحاق بالدول العربية الأخرى"وإن بعد سنتين أو ثلاثة". وتساعد هذه التقنيات في إيجاد خدمة هوائية وسريعة على الانترنت عبر الجوال تضاهي سرعة"البرودباند"، وهو ما تنتظره بفارغ بالصبر الشركات المتخصصة بالمحتوى بكل فروعه. وظهرت في أروقة المؤتمر مراكز عرض لشركات المحتوى التي ينتظر بعضها الإسراع في تقنيات الانترنت للانطلاق، فيما بدأ بعضها الآخر بالعمل منذ سنوات عدة. ويلفت أن شركات المحتوى التي تعمل في حقل الترفيه الالكتروني تتوقع تحقيق أرباح خيالية، مثل شركة"آي أف جي"المتخصصة بالأفلام الإباحية القصيرة. ووفقاً للقيمين عليها، حققت هذه الشركة وحدها بين عامي 2002 و2007 نصف بليون يورو عبر توفير أفلام قصيرة تتراوح مدتها بين الدقيقة والثلاث دقائق. كما عُلِم أنها وقعت عقوداً مع شركات في العالم العربي لتقديم منتجاتها في طريقة تتناسب مع المشغلين. وعلاوة على هذا النوع من الأفلام، عرضت شركات ألعاب الربح الالكترونية منتجاتها الحالية والمستقبلية، إذ تتوقع مثلاً شركة"سبين 3"تضاعف سوقها مع بدء العمل بهذه التقنيات الجديدة. وبرز الممثل الأميركي روبرت ردفورد بين ضيوف المعرض الدولي للاتصالات المتنقلة. وألقى كلمة ركز فيها على أهمية التقنيات الجديدة في خدمة الخليوي، ولا سيما بالنسبة الى الأفلام القصيرة التي ستجد سوقاً مهمة ومزدهرة لها، ما يشجع المخرجين الصغار والمستقلين. وحضر ردفورد الى هذا المؤتمر أيضاً لتشجيع شركة صغيرة هي"مو فيلم"التي تنتظر انطلاق خدمة"واي ماكس"بغية البدء بعرض خدماتها، على رغم توقعها عراقيل تتمثل بموافقة مشغلي الخطوط الهاتف وأصحاب الرخص الحصرية في العالم الثالث على عرض منتجاتهم وعدم التحكم بما يعرض على الشبكة عموماً. وفي لقاء مع أحد مسؤولي تلك الشركة، صرح بأنها"ستوفر على الأغلب خدمات مجانية للزبائن في معظم البلدان، لأن أرباحنا ستعتمد حصراً على المعلنين". وأضاف أن هدف الشركة"تأمين محتوى حقيقي للزبائن لا يشبه ما تقدمه شركات الاتصال المشغلة للشبكات"، كاشفاً عن التعاون مع"بوليوود"الهندية لانتاج أفلام قصيرة تناسب أذواق مئات الملايين من المستخدمين.