شدد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير امس على ضرورة "احلال اجواء من الثقة" بين الشعب الفلسطيني، مبدياً أسفه لبقاء المشاريع المختلفة التي تم درسها حبرا على ورق. كما شدد على ضرورة"تجميد الاستيطان الاسرائيلي بالكامل"في الضفة الغربية. وقال كوشنير للصحافيين في ختام لقاء مختصر مع الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز في القدس بسبب"عسر هضم"ألمّ ببيريز:"يجب احلال اجواء من الثقة... لإعادة الأمل"الى الفلسطينيين. وتابع مبدياً أسفه:"لدينا مشاريع، لكن شيئاً لم يتحرك... كل شيء معرقل"، معتبرا انه"بزيادة البؤس نعزز التطرف". وذكر مشروعين تبدي بلاده اهتماما خاصا بهما، وهما بناء محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في غزة، وبناء مساكن للفلسطينيين في الضفة الغربية. واشار الى ان مشروع غزة تعثر بسبب استحالة ادخال الاسمنت الى القطاع، وقال:"يجب ان يكون من الممكن نقل مواد"، في اشارة الى الحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة منذ ان سيطرت عليه حركة"حماس"منتصف حزيران يونيو الماضي. وردا على سؤال، أيد كوشنير اعلان وقف اطلاق نار بين اسرائيل و"حماس"، وقال:"يمكن اعلان وقف اطلاق نار... سيكون هذا الامر جيدا طبعا"، معتبرا ان في وسع السلطة الفلسطينية وعدد من الدول الاجنبية لعب دور من اجل التوصل الى ذلك. كوشنير - باراك وسبق ذلك لقاء كوشنير مع وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك خلال افطار عمل في احد فنادق القدس الكبرى. واعلنت وزارة الدفاع في بيان ان"المحادثات تناولت المشاريع الاقتصادية المشتركة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية التي تديرها اللجنة الرباعية الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة وموفدها الخاص الى الشرق الاوسط توني بلير ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض وباراك". واضاف البيان:"ستستمر اسرائيل في التحرك لتحسين ظروف عيش الفلسطينيين في الضفة الغربية، ومن اهم واجباتها ضمان امن وسلامة مواطنيها". والتقى كوشنير بعد ظهر امس رئيس الوزراء ايهود اولمرت ونظيرته الاسرائيلية تسيبي ليفني، قبل ان يعود الى فرنسا في ختام زيارة لاسرائيل والاراضي الفلسطينية استمرت يومين. وكان كوشنير صرح اول من امس اثر لقائه الرئيس محمود عباس في رام الله:"نحن نؤيد فتح نقاط عبور باتجاه غزة. ظروف الحياة اليومية لفلسطينيي غزة لا تحتمل". ودعا الى وقف اطلاق هذه الصواريخ من قطاع غزة، مشيرا الى ردة الفعل الاسرائيلية"القاسية"التي ستنجم عن استمرار سقوط هذه الصواريخ على جنوب اسرائيل. كما دعا الى وقف النشاط الاستيطاني كي يتسنى تحقيق تقدم في محادثات السلام. وقال:"نعارض سياسة الاستيطان تماما. لا يمكن أن تكون هناك ثقة بين الجانبين مع استمرار النشاط الاستيطاني". من جانبه، صرح عباس بأن المفاوضات مع الاسرائيليين"بدأت في جميع قضايا الوضع النهائي"، بما في ذلك الحدود ومستقبل اللاجئين والقدس. فياض والاجتياحات وسبق ذلك قول رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض عقب لقائه كوشنير اول من امس انه"لا يجوز ولا ينبغي السكوت"على الاجتياحات والتصعيد الاسرائيلي المستمر في الاراضي الفلسطينية اطلاقا، مضيفا:"منذ ثلاثة اشهر ونحن نتحدث عن عملية سلام ستفضي الى شيء عام 2008، ومضت ثلاثة اشهر على مؤتمر انابوليس، ولا يجوز ولا ينبغي السكوت على هذا الوضع اطلاقا". وتابع:"الواقع مأسوي على الاراضي الفلسطينية، اجتياحات متكررة وتصعيد عسكري متواصل ومستمر يعرقل عملنا وجهودنا، ويعرقل امكاناتنا في تنفيذ ما يتعين علينا تنفيذه من اجراءات ومشاريع". وزاد:"ما هو قائم على الارض لا ينسجم اطلاقا مع الحديث عن انجاز شيء خلال هذا العام... نحن مع دفع العملية التفاوضية الى امام بكل قوة ومع حشد اكثر قدر ممكن من الدعم الدولي لدفع عملية السلام، لكننا لا نستطيع تجاهل الحقائق على الارض التي لا تنسجم اطلاقا مع هذا التوجه". وكان فياض عاد الى الاراضي الفلسطينية بعد ان امضى ثمانية ايام في الولاياتالمتحدة التقى خلالها مسؤولين في الادارة الاميركية، وبحث آلية تقديم الدعم المالي الذي وعدت به الولاياتالمتحدة في مؤتمر باريس. وقال فياض ان الولاياتالمتحدة ستقدم جزءا"مهماً"من المساعدات التي وعدت بها خلال الشهر المقبل، الا انه اوضح ان الجزء المهم من زيارته هو توضيح موقفه من العمليات العسكرية التي تنفذها اسرائيل في الاراضي الفلسطينية. واضاف:"هذه القضية تؤرقنا جميعا وتهمنا، وكان لا بد من وضعها على الطاولة امام هؤلاء المسؤولين لأنهم هم رعاة مؤتمر انابوليس وهم من ساهم بشكل كبير في اطلاق عملية السلام". واضاف:"لم ارد ان اكون في واشنطن من دون ان الفت نظر الادارة الاميركية الى الواقع المأسوي على الارض من اجتياحات اسرائيلية متكررة وتصعيد مستمر".