سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بلغراد تتهم واشنطن بالتآمر لاستقطاع أجزاء من صربيا ... وموسكو تدعو الأمم المتحدة إلى إبطال "الانفصال" . الألبان يعلنون "دولتهم" في كوسوفو ومناطق الصرب تستعد للمواجهة
حقق الألبان "حلمهم التاريخي" ب "انتزاع كوسوفو" من صربيا، وأعلنوا "دولتهم" في الإقليم بمعزل عن موافقة الأممالمتحدة وبتشجيع أميركي ورضى أوروبي. راجع ص12 واستقبلت بلغراد والأقلية الصربية في الإقليم هذا الإعلان، بتحركات ميدانية أدت الى انعزال صرب كوسوفو في مناطق سيطرتهم، فيما توعدت موسكو بالتصدي ل"الخطوة الانفصالية"في المحافل الدولية، وخصوصاً مجلس الأمن، داعية الأممالمتحدة الى إبطال مفعول هذا القرار. وبعد وضع برلمان الإقليم اللمسات الأخيرة على وثيقة الاستقلال، ألقى رئيس كوسوفو فاتيمير سيديو ورئيس وزرائه هاشم تاتشي كلمتين باللغتين الألبانية والصربية، اعلنا فيهما ولادة الدولة وأعربا عن امتنان الكوسوفيين للدعم الذي حصلوا عليه من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وأكد سيدو وتاتشي"التزام الدولة الوليدة بالمعايير الأوروبية لضمان حقوق كل مواطنيها"، ووعدا بتوفير كل متطلبات الأمن للأقلية الصربية والمحافظة على مبانيها التراثية وأديرتها وكنائسها ولغتها". كما أعلنا عن"توفير كل الضمانات لعودة النازحين الصرب الى ديارهم وأملاكهم"في كوسوفو. وفور إعلان الاستقلال، ظهر الرئيس الصربي بوريس تاديتش ورئيس حكومته فويسلاف كوشتونيتسا على شاشات التلفزيون، وألقيا كلمتين أكدا فيهما أن صربيا"لن تعترف مطلقاً بإعلان الألبان استقلال كوسوفو، وستقدم كل المساعدات لصرب الإقليم لمقاومة ذلك، كما ستبذل جهودها لإلغاء هذا القرار بالتعاون مع أصدقائها في العالم". وندد كوشتونيتسا بشدة بالولاياتالمتحدة، واتهمها ب"الوقوف خلف محاولات الألبان استقطاع جزء من أراضي جمهورية صربيا ذات السيادة، وإقامة دولة مفتعلة عليها"، كما دان بعثة الاتحاد الأوروبي الى كوسوفو، وقال:"إنها ليست أمنية بل احتلالية". وقدمت الحكومة الصربية احتجاجاً شديداً الى الاتحاد الأوروبي"لانتهاكه سيادة صربيا وإرساله البعثة التابعة له الى كوسوفو من دون الحصول على تفويض من مجلس الأمن". في الوقت ذاته، نظم الألبان احتفالات واسعة في كوسوفو شملت العاصمة بريشتينا وغالبية المدن الأخرى، احتفالاً ب"اليوم التاريخي". ورُفعت الزينات والأعلام الألبانية والأوروبية والأميركية و"الأطلسية"في الساحات والشوارع وعلى أسطح المنازل وجدرانها، إضافة الى صور زعيمي الاستقلال الراحلين: ابراهيم روغوفا وآدم يشاري. وفي المناطق الصربية، التي انتقل إليها غالبية أعضاء حكومة بلغراد وقادة الأحزاب السياسية في صربيا امس، احتشد صرب الإقليم في الساحات رافضين الانفصال واستمعوا الى تعهدات الزعماء الصرب"بتقديم الدعم الدائم لهم وصولاً الى إلغاء مفاعيل القرار وإبقاء كوسوفو جزءاً من صربيا". وفي ردود عاجلة لعدد من دول البلقان، أكدت دولة ألبانيا المجاورة اعترافها باستقلال كوسوفو، فيما أعلنت بلغاريا ورومانيا وقبرص واليونان رفضها الخطوة، وظل موقف مقدونيا التي تضم اقلية البانية، غامضاً. واحتفظ المسؤولون في البوسنة بالصمت بعدما أكدوا مسبقاً انهم لن يعترفوا باستقلال كوسوفو في حال إعلانه من جانب واحد، خشية ان يشجع ذلك صرب البوسنة على الانفصال. ويجتمع اليوم وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي لبحث موقفهم من كوسوفو، وسط انقسامات في ما بينهم، ما سيؤدي الى ترك الخيار لكل دولة بالاعتراف او لا. ويتوقع ان تعترف بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا بالاستقلال بعد الاجتماع مباشرة، فيما أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش خلال جولته الأفريقية دعمه لاستقلال كوسوفو وعزمه على الحيلولة دون وقوع أعمال عنف في الدولة الجديدة. وحض الفاتيكان طرفي النزاع في كوسوفو على الحذر وتجنب الانزلاق الى العنف، فيما اكد حلف شمال الاطلسي مواصلة تحمل مسؤولياته الأمنية في كوسوفو. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الهيئات التابعة لها من اتخاذ مواقف مؤيدة للاستقلال باعتبار ان المنظمة الدولية لم تعترف بعد بالدولة الجديدة.