على رغم ما رافق استئناف المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية الخاصة ب "الحل النهائي" من زخم تمثل في لقاء دولي في انابوليس في الولاياتالمتحدة، وزيارة للرئيس جورج بوش للمنطقة بهدف دفعها، الا ان هذه المفاوضات، وحسب المنخرطين فيها، لم تنطلق بعد. ويقول مسؤولون فلسطينيون ان المفاوضات التي بدأت أواسط العام الماضي، ما زالت تدور حول المفاهيم العامة ولم تدخل بعد الى تفاصيل القضايا الست موضع التفاوض، وهي الدولة والحدود والمستوطنات والقدس واللاجئون والمياه والعلاقات المشتركة. وكانت المفاوضات بدأت في لقاءات فردية جمعت الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت عقب سيطرة"حماس"بالقوة المسلحة على قطاع غزة في حزيران يونيو العام الماضي. ثم شكّل الجانبان فريقيْن للتفاوض، فلسطيني برئاسة احمد قريع ابو علاء الذي قاد الجانب الفلسطيني في مفاوضات"أوسلو"السرية، واسرائيلي برئاسة وزيرة الخارجية تسيبي ليفني. وفي مؤتمر انابوليس الذي دعا اليه بوش أواخر تشرين الثاني نوفمبر الماضي، اعلن الجانبان انطلاقة جديدة للمفاوضات في 12 كانون الأول ديسمبر، كما اعلنا ان كلاً منهما سيشكل فور عودته طواقم فنية متخصصة لإجراء المفاوضات في الملفات الستة. وبعد مرور أكثر من شهرين ونصف الشهر على ذلك الاعلان، ما زال الطرفان في مرحلة ما قبل الدخول في العملية التفاوضية. وكان قريع اعلن في مؤتمر صحافي مطلع الاسبوع ان الطواقم التفاوضية لم تُشكَّل بعد بسبب عدم جدية الجانب الاسرائيلي في الدخول في المفاوضات. وحسب اعضاء في الوفد الفلسطيني المفاوض، فان الوفدين توقفا عن عقد لقاءات تفاوضية، وان لقاءات فردية تعقد بين قريع وليفني، لكن من دون تحقيق اي تقدم. وقال عضو الوفد الفلسطيني ياسر عبد ربه ان اللقاءات ما زالت تبحث في المفاهيم ولم تدخل بعد إلى جوهر القضايا الرئيسة. وبعد اعلان مسؤولين اسرائيليين في اليومين الماضيين عن خطط لاقامة عشرة آلاف وحدة سكنية في القدس، بات الفلسطينيون اكثر تشاؤما ازاء فرص حدوث تقدم في هذه المفاوضات. وكان رئيس بلدية القدس اوري لوبوليانسكي أعلن اول من امس انه سيدفع عملية بناء عشرة الاف وحدة سكنية للازواج الشابة في جميع انحاء القدسالشرقية، وقال:"لا يمكن جعل عاصمة اسرائيل نقطة استيطانية عشوائية"، مشيراً الى ان تجميد الاستيطان المعلن في الضفة لا يشمل القدس"العاصمة الابدية لاسرائيل". وفي اليوم ذاته، اعلن وزير البناء والاسكان الاسرائيلي زئيف بويم ان عطاءات ستطرح قريباً لبناء 360 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة"هار حوما"المقامة على اراضي جبل ابو غنيم، وأخرى لبناء 750 وحدة استيطانية في مستوطنة"بسغات زئيف"المقامتين على اراضي القدسالشرقية. ونفى بشدة ان يكون اولمرت جمد البناء الاستيطاني في مدينة القدس، وقال:"لا يوجد تأخير او تحديد او تجميد للبناء اليهودي في القدسالشرقية". ومنذ بدء المفاوضات، شكلت القدس عامل التفجير الاكبر الذي يتهددها. وحسب مسؤولين فلسطينيين، فان الجانب الاسرائيلي طالب بتأجيل بحث موضوع القدس الى نهاية المفاوضات. الا ان المفاوض صائب عريقات قال ان الجانب الفلسطيني رفض المطلب الاسرائيلي وطالب بالتعامل مع قضايا الحل النهائي الست كوحدة واحدة. ويقول مسؤولون فلسطينيون ان اسرائيل لا تعمل من اجل تعطيل المفاوضات فحسب وانما على تقويض الجهود الامنية للسلطة من اجل تبرير بقاء سيطرتها على الضفة. وقال وزير الخارجية رياض المالكي امس ان"اسرائيل تحاول مصادرة النجاحات الفلسطينية وافشال الخطط الامنية لتبرير عدم انسحابها من المدن الفلسطينية". ضمانات اولمرت ل"شاس" في الوقت نفسه ا ف ب، اعلن حزب"شاس"الديني الاسرائيلي المعارض لأي تنازل للفلسطينيين في القدس انه تلقى امس ضمانات من اولمرت في شأن مواصلة الاستيطان في الشطر العربي من المدينة. واعلن الناطق باسم الحزب روي لهمانوفيتش ان رئيس الوزراء اعطى مستشار رئيس الحزب، نائب رئيس الوزراء ايلي يشائي الذي التقاه امس"ضمانة بمواصلة اعمال البناء في الأحياء اليهودية من القدسالشرقية".