سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مبارك يجدد دعوته الى إنتخاب رئيس للبنان لتهيئة "مناخ مناسب" لعقد القمة العربية . عون يحض على الامتناع عن المشاركة في 14 شباط والحريري يشدد على رفضه "التحدي والاستفزاز"
استمرت تداعيات رفع سقف الخطاب السياسي بين الأكثرية والمعارضة، في لبنان، في الاستحواذ على اهتمام الأوساط السياسية في لبنان، في ظل تراجع نسبي لحدة التصريحات، مع توضيحات أدلى بها بعض قادة الأكثرية حول كلام رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط الذي قال:"إذا أردتم الحرب والفوضى فأهلاً وسهلاً". فأكد المقربون منه انه يطالب بالتسوية العادلة والمشرفة، حتى ان حلفاء جنبلاط أنفسهم اضطروا الى التشديد على التمسك بالسلم الأهلي، لا سيما زعيم تيار"المستقبل"النائب سعد الحريري، والرئيس السابق أمين الجميل ورئيس حزب"القوات اللبنانية"الدكتور سمير جعجع، في سياق دعواتهم الى حشد جمهور قوى 14 آذار، للمشاركة في الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري التي تصادف بعد غد الخميس. راجع ص 6 و7 وكانت أجواء التشنج التي ظهرت على الأرض، الأحد وأمس، بحصول إطلاق نار في أماكن متفرقة في بيروت والجبل، لأسباب ومناسبات تراوحت بين الاحتفال بفوز مصر ببطولة كأس الأمم الأفريقية، وبين الابتهاج بمقابلة الحريري التلفزيونية ليل السبت فضلاً عن تحركات للاعتراض عليها، استدعت اتصالات ومواقف للتهدئة. وصدر عن قيادة الجيش اللبناني بيان أكد ان إطلاق النار ابتهاجاً، أو استفزازاً قد يساهم في زعزعة السلم الأهلي، مشيراً الى"إصابة بعض المواطنين وتضرر ممتلكاتهم". وأكد البيان ان"الفتنة تصيب الجميع ولا تستثني أحداً وواجب وأدها مسؤولية وطنية عامة". وجرى اتصال هاتفي بين جنبلاط ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ليل أول من أمس، بعد إطلاق نار في محيط مقر الأخير. في غضون ذلك طالب الرئيس المصري حسني مبارك بانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان"من أجل تهيئة مناخ مناسب لانعقاد قمة دمشق"العربية في إشارة جديدة منه الى انعكاس استمرار الفراغ الرئاسي على حضور دول عربية القمة على مستوى القيادة. فيما أمل وزير الخارجية السوري وليد المعلم بأن تؤدي جهود الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى انتخاب رئيس للبنان قبل القمة. ورأى ان"تصعيد قوى 14 آذار لا يخدم التوافق". وأعلن وزير الإعلام غازي العريضي بعد لقائه موسى في القاهرة ان"الجميع في لبنان جرب الحرب الأهلية وفي النهاية ذهبوا الى تسوية"، مؤكداً ان المبادرة العربية لم تفشل. وأدت تداعيات رفع سقف الخطاب السياسي في سياق التعبئة من قبل قوى 14 آذار لحشد جمهورها في ذكرى استشهاد الرئيس الحريري الى إلغاء السفير الإيراني لدى لبنان محمد رضا شيباني موعداً كان مقرراً بينه وبين النائب الحريري الجمعة الماضي، بعد الهجوم الذي شنه الأخير على"المحور الإيراني ? السوري"في لبنان الخميس الماضي. وسأل زعيم"التيار الوطني الحر"العماد ميشال عون:"هل مناسبة 14 شباط لإحياء ذكرى اغتيال الرئيس الحريري أم هي مناسبة للمواجهة". وفي ما بدا انه دعوة للناس الى عدم حضور الحشد الخميس المقبل تمنى عون على الناس"ألا يكونوا هذا القطيع من الغنم الذي يجرونه الى المسلخ في 14 شباط، لأنه عندما يصبح الخطاب بهذا المستوى التحريضي وتصبح المناورات العسكرية بإطلاق الرصاص في الشوارع وتهييج الناس بهذا الشكل، ممكن ان تكون التجمعات الكبيرة حالة للذي يريد أن يسبب فتنة". وحمل المسؤولية لزعماء الموالاة. واعتبر أن ما صدر عن الموالاة هو"فقدان للثقة بالنفس وأعتقد بأنهم وصلوا الى استحقاق معين ومطلوب منهم ان يصعّدوا ويفجروا لكن هذا ليس لمصلحتهم". وزاد عون:"في عام 2005 أخرجنا السوريين، اليوم تدعو إعلاناتهم الناس الى النزول الى الشارع لمنع السوريين من العودة الى لبنان. عيب ان نخترع أخباراً حتى ننحرف بالرأي العام عن المشاكل الأساسية". وتناول عون المفاوضات التي جرت أخيراً مع عمرو موسى، مشيراً الى أن المعارضة طرحت التوافق على نقاط كي نساعد رئيس الجمهورية، بعد التوافق على اسمه. وأضاف:"نحن على طريق نريدها واضحة. إذا شاؤوا أهلاً وسهلاً، لا تدخلوا سورية ولا إيران ولا أحد من جهة المعارضة. أنا أفاوض ولم يتدخل أحد معي. لا سورية تدخلت معي ولا إيران تدخلت معي، ولا حتى الفرقاء اللبنانيون عدلوا مواقفهم عن السابق". وتابع عون:"إن وضعنا في المعارضة لم يتغير، قبل أو بعد توتير العلاقات بين سورية والسعودية. إن هذا الحد الأدنى من التفاهم الذي نسلكه لا يمكن أي دولة، لا فرنسا ولا أميركا ولا أي دولة عربية ان تدعي انها تؤثر في المعارضة اللبنانية، في ما يتعلق بحل مشكلة الرئاسة، ولا أحد يستطيع أن يفرض علينا شروطاً تهمشنا". وفي إشارة الى الجامعة العربية قال:"لا يحق لهم أن يصدروا أحكاماً علينا...". الى ذلك، دعا الحريري في كلمة له في بيروت مساء أمس أمام وفد من البقاع الغربي، الى النزول الى ساحة الشهداء في ذكرى استشهاد والده الخميس المقبل، بكل هدوء وسلم ومن دون تحدٍ أو استفزاز لأحد، مؤكداً ان"لا خوف أمنياً لأن قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني ستتولى حماية الناس والأمن في كل المناطق". وأضاف الحريري:"كل ما تسمعونه من تهديدات وتهويلات واتهامات ضدنا من قبل المعارضة لا قيمة لها، ولن تخيفنا أبداً، وأؤكد لكم بصفتي نجل الرئيس الشهيد، اننا لا نسعى وراء أي نوع من الفتنة وهذا لم يكن من شيمنا ولن يكون. بعض المعارضة يسعى وراء هذه الفتنة ويروّج لها باستمرار، منذ انسحاب جيش الوصاية السوري من لبنان، وأصبح خطابه مقتصراً على هذا النوع من الكلام". وأوضح انه"كان لا بد ان نقف ونضع حداً لهم ولتحريضهم، وعندما كشفنا الحقائق كما هي، وقلنا ان هناك فيلماً سورياً ? إيرانياً طويلاً ينفذ في لبنان كنت أعني ما أقول وثارت ثائرتهم وخوفهم من هذا الخطاب الذي يفضح واقعهم ويكشف كل ما يقومون به". واستدرك الحريري:"قمنا بالتنازلات المطلوبة وانتهجنا خطاباً إيجابياً لتحقيق التوافق، وتسهيل المبادرات المطروحة لانتخاب رئيس للجمهورية وحل الازمة اللبنانية، والكل يرى الآن كيف ان المعارضة تعمد الى إفشال المبادرات الواحدة تلو الأخرى، لإطالة أمد الفراغ الرئاسي، والمجتمع العربي والدولي أصبح على بيّنة مما يقومون به، وهو يدعمنا لأننا أصحاب حق، وكلما كنا أقوياء كلما وقف الى جانبنا". ورأى أن اغتيال الرئيس الحريري"كانت تهدف الى وضع اليد في شكل كلي على لبنان، لكنهم لم يتوقعوا ان تنتفضوا وتقلبوا معادلاتهم وتفشلوا محاولاتهم للاستيلاء على لبنان". وأشار الى"سلسلة مشاريع مخصصة لمنطقة البقاع سنعلن عنها قريباً". وفي فاليتا، شدد مؤتمر يعقده وزراء الخارجية العرب والاوروبيون في مالطا على رفضهم القاطع لمحاولات تهديد الامن والاستقرار في لبنان ودعمهم للمبادرة العربية لانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً. ويشارك في المؤتمر العربي الاوروبي الذي دعا اليه وزير خارجية مالطا مايكل فيريندو عدد من وزراء الخارجية العرب من بينهم وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل واليمني عبدالله القربي والعماني يوسف بن علوي بن عبدالله والامين العام للجامعة عمرو موسى، الى جانب عدد من السفراء العرب. كما حضر خافيير سولانا المنسق الاعلى للسياسة الخاريجة للاتحاد الاوروبي ووزير خارجية سلوفينيا ديمتريش روبل الذي ترأس بلاده حالياً الاتحاد الاوروبي ووزير الخارجية الاسباني ميجيل انخيل موراتينوس. وينتظر أن يدعو المؤتمرون في البيان الختامي الذي يصدر اليوم جميع الفرقاء اللبنانيين الى حل المشاكل العالقة بينهم عن طريق الحوار والعمل بطريقة مسؤولة لتنفيذ بنود المبادرة العربية وعدم القيام بأي عمل يمكن ان يهدد السلم الاهلي والامن والاستقرار في لبنان. كما يتطرق البيان الى الوضع في فلسطين حيث يجدد الوزراء دعمهم لمبادرة السلام العربية والدعوة الى حل عادل على اساس دولتين فلسطينية واسرائيلية.