شنت قوات الاحتلال الاسرائيلي خمس غارات جوية على اهداف مدنية في قطاع غزة خلال 12 ساعة، أسفرت عن استشهاد قائد ميداني وإصابة عدد من المواطنين وتدمير منزل وورشة صناعية، وذلك بعد ساعات قليلة على سقوط عدد من الصواريخ في بلدة"سديروت"المحاذية للقطاع التي زارها وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك امس، وسط دعوات من سكانها الى محو مناطق من القطاع عن الوجود. وكان آخر الغارات تلك التي شنتها طائرة حربية اسرائيلية على مجموعة من الناشطين من ألوية الناصر صلاح الدين، الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية، ظهر امس عند مدخل بلدة بيت حانون الواقعة في الشمال الشرقي للقطاع. ونجت المجموعة من الصاروخ الذي أطلقته الطائرة عندما ألقى احد أفرادها هاتفه الخليوي بعيداً حيث لاحقه الصاروخ وانفجر من دون ان يصيب المقاومين الذين تميزوا بسرعة بديهة. وأصيب مواطنان كانا يمران صدفة في المنطقة بجروح مختلفة جراء انفجار الصاروخ. وسبقت ذلك غارة استهدفت فجر امس ورشة للحدادة في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، وأسفرت عن تدميرها وإصابة نحو 15 مواطناً بجروح متفاوتة، بينهم عدد من الاطفال والنساء. أما الغارة الثالثة، فاستهدفت موقعاً ل"كتائب القسام"، الذارع العسكرية لحركة"حماس"في منطقة معن شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، ما أدى الى تدمير غرفة غير مأهولة من دون وقوع إصابات نظراً لإخلاء"كتائب القسام"معظم مواقعها في مناطق القطاع تحسباً لمثل هذه الغارات. ومثلها جاءت نتيجة الغارة الثانية التي شنتها طائرات حربية اسرائيلية على مخيم الشابورة للاجئين وسط رفح جنوب القطاع مستهدفة ناشطين لحركة"حماس"، من دون وقوع إصابات في صفوفهم. اما الغارة الأولى فجاءت قاتلة، اذ استهدفت القائد الميداني في"كتائب القسام"محمد مطير فأردته قتيلاً. وأصيب في هذه الغارة 15 مواطناً، معظمهم من النساء والأطفال بجروح متفاوتة. وتم تشييع مطير امس الى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء شرق مدينة رفح وسط دعوات للثأر والانتقام. وجاءت هذه الغارات بعد ساعات على إصابة طفلين اسرائيليين بجروح، احدهما بجروح خطيرة، بعدما سقط صاروخ فلسطيني محلي الصنع وسط مدينة سديروت الواقعة على بعد اقل من كيلومتر واحد من الشريط الالكتروني الفاصل بين القطاع واسرائيل. وأعلنت"سرايا القدس"، الذراع المسلحة لحركة"الجهاد الاسلامي"مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ مساء أول من امس على سديروت. في غضون ذلك، واصلت الأجنحة المسلحة الفلسطينية إطلاق مزيد من الصواريخ على البلدة. وأعلنت ألوية الناصر صلاح الدين امس انها أطلقت صاروخين من طراز"ناصر 3"على البلدة في إطار عملية أطلقتها قبل يومين تحت اسم"رسائل الجحيم"رداً على اغتيال احد قادتها عامر قرموط"ابو الصاعد"قبل أيام في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع. كما أعلنت كتائب الشهيد ابو علي مصطفى، الذارع المسلحة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مسؤوليتها امس عن إطلاق صاروخ من نوع"صمود"المطور على البلدة نفسها. إلى ذلك، وصفت"حماس"الحكومة الاسرائيلية بأنها"مؤسسة ارهابية"، وقال الناطق باسمها فوزي برهوم تعقيباً على تسريبات اسرائيلية عن نية اسرائيل اغتيال عدد من قادة الحركة، من بينهم رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية، ان"حكومة الاحتلال هي مؤسسة للارهاب، وتشكل خطراً كبيراً ليس على الشعب الفلسطيني وحسب، بل على المنطقة برمتها، خصوصا في ظل حال الاحتضان والدعم الاميركي لهذه المؤسسة الارهابية". وأضاف في تصريح امس ان"قرارات حكومة الاحتلال التصعيدية الخطيرة ضد قطاع غزة، واستهداف قيادات الفصائل، بمن فيهم هنية، تعكس طبيعة العقلية الارهابية التي بات يخطط ويفكر بها الاحتلال ونيته ارتكاب مجازر جديدة". واعتبر ان"هذه القرارات الخطيرة التي جاءت بعد سلسلة زيارات لمسؤولين اميركيين الى المنطقة، تكشف زيف الادارة الاميركية التي ترعى الارهاب وتصدره الى دول العالم اجمع". وقال ان"الادارة الاميركية لم تعد تدير الصراع ضد الشعب الفلسطيني، وإنما هي شريكة مباشرة في الحرب المعلنة على شعبنا ومقدساتنا وحقوقنا". ودعا العالم الى"تحمل مسؤولياته تجاه حماية الشعب الفلسطيني ودعمه من اجل نيله حقوقه وثوابته". ورأى ان"الصمت العربي لم يعد مبرراً امام هذه التهديدات الاسرائيلية الخطيرة بإغراق غزة في بحر من الدماء إشباعاً لرغبة الاحتلال الاسرائيلي ورغباته". ودعا"الأمتين العربية والاسلامية وكل الخيّرين من دول العالم اجمع الى ان يهبوا لنجدة الشعب الفلسطيني ... ومنظمات حقوق الانسان والمنظمات الدولية من اجل العمل الفوري والجاد على اتخاذ القرارات اللازمة لحماية أهلنا ومؤسساتنا وقيادات ورموز الشعب الفلسطيني، وإدانة المخطط الاسرائيلي الارهابي، ووضع حد لعدوانه على شعبنا الأعزل والعمل على تقديم المسؤولين عن هذه الجرائم في حق شعبنا للعدالة". بدورها، نددت المبادرة المحلية في بلدة بيت حانون بالجرائم الاسرائيلية، وسلم ممثلون للمبادرة المحلية مذكرتين لمكتب المنسق الخاص لنشاطات الاممالمتحدة اللجنة الدولية للصليب الاحمر تتضمنان صرخات انسانية موجهة للمجتمع الدولي من اجل وقف الجرائم الاسرائيلية، خصوصاً في بلدة بيت حانون، التي قتل فيها مدرس الخميس الماضي بصاروخ اسرائيلي. "أونروا"تنفي الى ذلك نفت المفوضة العامة ل"وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"أونروا كارين ابو زيد ان تكون الوكالة تسلمت من حركة"حماس"المساعدات الأردنية التي صادرتها في قطاع غزة الخميس الماضي والتي كانت تتجه الى مخازن الهلال الاحمر الفلسطيني. وقالت ابو زيد في مؤتمر صحافي عقدته عصر امس في مقر الوكالة في عمان إنها قرأت الخبر من وسائل الاعلام شأنها شأن بقية الناس، وان هذا الموضوع لم يناقش مع"حماس". واكدت ان الوكالة الدولية تتسلم فقط المساعدات المعنونة باسمها، ولم تجر العادة ان تتسلم مساعدات ارسلت لآخرين.