شهدت الجولة الثانية الحاسمة للانتخابات الرئاسية في صربيا أمس، اقبالاً كثيفاً على التصويت، اعتبرته استطلاعات الرأي التي أجريت عند مراكز الاقتراع أنه صبّ في مصلحة المرشح الاصلاحي رئيس الحزب الديموقراطي بوريس تاديتش 46 عاماً، مما يؤهله للفوز بفارق ولو ضئيل على منافسه الراديكالي توميسلاف نيكوليتش 52 عاماً. ووصفت اللجنة المستقلة التي تابعت الانتخابات الاقبال على التصويت، بأنه كان أفضل من الجولة الأولى التي أجريت قبل أسبوعين وبلغت نسبته 47 في المئة من أجل ستة ملايين ونصف المليون ناخب. وعزت ذلك الى الرغبة الشعبية في المشاركة في انتخاب رئيس للبلاد للسنوات الخمس المقبلة، بعدما تقرر ان يكون الحاصل على أكثرية الأصوات فائزاً، أياً كانت نسبة الاقبال على التصويت، نتيجة الغاء شرط مشاركة أكثر من نصف عدد الناخبين المسجلين الذي كان معمولاً به سابقاً. وأدى هذا الشرط الى فشل ثلاث عمليات انتخابية خلال الأشهر ال18 الأخيرة وبقاء صربيا من دون رئيس منتخب. وأضافت اللجنة في بياناتها التي نقلها تلفزيون بلغراد، ان الانتخابات خلت من أعمال عنف، وان القرار الأولي لخبراء المجلس الأوروبي الذين راقبوا العملية الانتخابية، اعتبر هذه الانتخابات نزيهة وهادئة في صورة عامة، على رغم المناوشات التي حدثت بين مؤيدي تاديتش ونيكوليتش في أحد مراكز الاقتراع في زيمون ضاحية بلغراد وثلاثة مراكز أخرى وسط صربيا وغربها. موقف أوروبي ووقف كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الى جانب الاصلاحي تاديتش. وأبلغ مصدر قيادي في "الحزب الديموقراطي الصربي" الذي يتزعمه رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا "الحياة" في مكالمة هاتفية من بلغراد أمس، ان "الرأي السائد لدى الفئات القومية الصربية المعتدلة ذات المشاعر المعادية للغرب، ان برنامج نيكوليتش هو الأفضل للصرب، ولكنها آثرت التصويت لتاديتش، لأنه الأنسب في المرحلة الراهنة". وكان نيكوليتش وتاديتش تصدرا نتيجة الجولة الأولى من التصويت بحصولهما على 30 و27 في المئة من الأصوال على التوالي، مما أدى الى خروج 13 مرشحاً آخر من العملية الانتخابية في الجولة الحاسمة أمس.