خلص مشروع دولي للبحوث شاركت فيه 15 مؤسسة أفريقية وأوروبية، بينها منظمة الأغذية والزراعة فاو، إلى أن في إمكان القارة الإفريقية"امتصاص كميات من الغازات الكربونية تفوق ما تخلّفه في الأجواء"، إذ تُطلق البلدان الأفريقية كمياتٍ لا يُستهان بها من الغازات المُسبِّبة للاحتباس الحراري، من استخدام الموارد غير الأحفورية. وأشارت أبحاث"كربون أفريقيا"بحسب ما أفادت"فاو"، إلى أن الجزء الذي تضيفه القارة إلى الأجواء العالمية من غازات الكربون الناتجة من عوادم الوقود الأحفوري ضئيل دون 4 في المئة من المجموع العالمي، لكنه"يُساهم بكمياتٍ رئيسة من الانبعاثات الكربونية المتولّدة عن المصادر الطبيعية". وتُعدّ أفريقيا، بمقياس إزالة الغابات وحرائق الأدغال، مسؤولة عن معدّلي 17 و40 في المئة من مجموع العوادم الكربونية المجمّعة من الغازات الكربونية نتيجة الظاهرتين. وتؤثّر هذه الحصيلة بقوة على التفاوت الجوّي لغاز ثاني أكسيد الكربون بين فصول السنة، ومن سنةٍ إلى أخرى، إذ يمكن أن يُعزى نصف هذا التفاوت إلى أفريقيا. واعتبر الخبير ريكاردو فالنتيني لدى جامعة"توشّا"الإيطالية ومنسِّق مشروع"كربون أفريقيا"، أن النتائج الأوّلية تُشير إلى أنّ ل"أفريقيا دوراً رئيساً فاعلاً في النظام المُناخي العالمي". وأكد أن الأهم هو"التوازُن بين كميات غاز ثاني أكسيد الكربون المحتَجزة بواسطة التمثيل الضوئي الطبيعي على امتداد السهول والغابات ومناطق السافانا الشاسعة في إفريقيا، في مقابل كميات الكربون المخلّفة في الأجواء بفعل ظواهر إزالة الغابات وحرائق الأدغال، وتدهور الغطاء الحرجي، أي في ما يُعرف ب"توازُن الدورة الكربونية في أفريقيا". وأوضح أن الدلائل المتاحة تدلّ إي أن أفريقيا"بالوعة للكربون"، أي أنها تمتص من الكربون أكثر مما تُطلق منه. وفي حال التأكد من ذلك، فهو يعني أن القارة"تُساهم في الحدّ من تأثير غازات الاحتباس الحراري، وتساعد على التخفيف من حِدة عواقب تغيُّر المناخ". يذكر أن مشروع"كربون أفريقيا"يستمر في رصد حركة الدورة الكربونية في إقليم أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى حتى 2010، من خلال شبكة محطات مراقبة لدى 11 بلداً. وكانت نتائجه الأولية عرضت في مؤتمر استضافته غانا نهاية الشهر الماضي.