قررت الجامعة الأميركية في القاهرة منح جائزة نجيب محفوظ للأدب الروائي لهذه السنة في حفلة تقام بعد انتهاء عطلة عيد الاضحى المبارك في 14 الجاري بدلاً من11 الذي يوافق ذكرى ميلاد محفوظ. ومن المتوقع ان تذهب الجائزة الى الكاتب المصري حمدي أبو جليل عن روايته "الفاعل"التي صدرت هذه السنة عن دار ميريت. وإذا صحت التوقعات التي تراهن على فوز ابو جليل فالجائزة تكون خالفت تقاليدها التي اعتادت أن تعطى مداورة سنة لكاتب مصري والسنة التالية لكاتب عربي, إذ فازت بالجائزة السنة الماضية رواية"نبيذ أحمر"للمصرية أمينة زيدان. وتدور أحداث الرواية المرشحة للفوز من بين أكثر من 20 عملا حول راوٍ يصف مشاهد حياتية عاشها بدءاً من طفولته في قرية على أطراف الفيومجنوبالقاهرة ودراسته في أحد المعاهد المتوسطة حتى اعتقاله بعد اشتراكه في تظاهرة، مروراً بتجربته في جماعة"التبليغ والدعوة"السلفية. ويحكي الراوي عن عائلته ذات الاصول البدوية وتاريخها الذي يمنحه صفات تخالف الرؤية السائدة التي تراهم غير وطنيين. وفي لغة سردية ساخرة أقرب الى اللغة الشفهية يروي تجاربه خلال عمله كمساعد لعامل بناء في الاحياء الشعبية داخل القاهرة. والرواية هي الثانية لصاحبها بعد روايته الاولى"لصوص متقاعدون"التي نالت اهتماماً نقدياً كبيراً عند صدورها عام 2002 وترجمت الى الفرنسية والانكليزية. وتأتي ايضاً بعد مجموعتين قصصيتين: الاولى بعنوان"أسراب النمل"، والثانية بعنوان"أشياء مطوية بعناية فائقة"وكتاب حول"حواري القاهرة وشوارعها". ومن المؤكد ان تكرار ذهاب الجائزة الى كاتب من الجيل الشاب من شأنه ان يزيد من طبيعة الجدال حولها ويحوله من جدال ذي طبيعة سياسية الى جدال يرتبط بصراعات الأجيال الأدبية في مصر، لكنه يعزز الأمل في قدرتها على الانفتاح على أسماء عربية جديدة. فقبل سنوات كان منتقدو الجائزة يربطون بين حصول الكتاب عليها والقبول بصحة السياسات الأميركية في المنطقة العربية, غير ان تلك الاتهامات سرعان ما تراجعت وحل محلها مناخ من الثقة يعود الى نزاهة المحكمين وصدقيتهم. تضم لجنة تحكيم الجائزة التي ترأسها سامية محرز أستاذة الادب العربي في الجامعة الاميركية في القاهرة الناقدين المصريين عبد المنعم تليمة وهدى وصفي ورئيس قسم النشر في الجامعة الأميركية مارك لينز والناقد الاردني فخري صالح والناقد المصري ابراهيم فتحي والناقد والمفكر المصري جابر عصفور الذي انضم لعضويتها للمرة الأولى هذه السنة. وتقدم الجامعة الأميركية في القاهرة، وهي الوكيل الوحيد لأكثر من 360 عملاً من أعمال محفوظ المترجمة إلى لغات مختلفة، هذه الجائزة منذ العام 1996، وهي عبارة عن ميدالية فضية وجائزة مالية قدرها 1000 دولار تهدى لأفضل عمل روائي معاصر نشر باللغة العربية، ويقوم قسم النشر في الجامعة بترجمة العمل الفائز ونشره بالانكليزية. وكان فاز بالجائزة في دوراتها السابقة الفلسطيني مريد البرغوثي واللبنانية هدى بركات والجزائرية أحلام مستغانمي والمغربي بنسالم حميش والعراقية عالية ممدوح, ومن المصريين خيري شلبي، يوسف أبو رية، إبراهيم عبد المجيد وإسما الكاتبين الراحلين يوسف إدريس ولطيفة الزيات. ومن المقرر منح الجائزة في احتفال يحضره وزير الثقافة المصري فاروق حسني بحضور أسرة الكاتب الراحل نجيب محفوظ. نشر في العدد: 16684 ت.م: 08-12-2008 ص: 28 ط: الرياض عنوان: حمدي أبو جليل يكسر تقاليد جائزة نجيب محفوظ