شددت كل من بريطانيا القوة الاستعمارية السابقة والاتحاد الأوروبي، بعد الولاياتالمتحدة، ضغوطهما مطالبين بتنحي رئيس زيمبابوي روبرت موغابي الذي تواجه بلاده علاوة على أزمة اقتصادية خانقة انتشاراً خارج السيطرة لوباء الكوليرا. وقال رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أمس:"لقد بلغ السيل الزبى"معرباً عن أمله في عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لتقويم الوضع في زيمبابوي حيث أصبحت الأزمة على حد تعبيره"دولية". وأكدّ براون أن الأزمة أصبحت"دولية لان المرض لا يعترف بالحدود ولأن نظام الحكم في زيمبابوي تحطّم ولم تعد هناك دولة قادرة على الاهتمام بشعبها، ولأنه ينبغي علينا جميعاً النهوض للدفاع عن حقوق الإنسان والديموقراطية وأن نقول بحزم لموغابي لقد بلغ السيل الزبى". وفي الوقت الذي تحتدّ فيه الأزمة الاقتصادية في زيمبابوي يومياً وتغرق فيه السلطات والمعارضة منذ شهور في مفاوضات تقاسم السلطة، انتشر وباء الكوليرا في البلاد مخلفاً حتى الآن نحو 600 حالة وفاة ووصل مداه البلدان المجاورة وخصوصاً جنوب أفريقيا وبوتسوانا. وكان وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ندد أيضاً بنظام موغابي ووصفه بأنه"مارق". وأكد في بيان أول من أمس أن"تدهور الوضع في زيمبابوي ليس الا مظهراً جديداً لعدم كفاءة الحكومة المارقة في هذا البلد". وزاد:"ان الاقتصاد في تراجع مستمر والتعليم والنظام الصحي في حال من الفشل. والبنى التحتية العامة تلفظ أنفاسها والحكومة لا تريد ولا تستطيع الاهتمام بشعبها". وكشف براون أنه على تواصل مع القادة الأفارقة للضغط في اتجاه أتخاذ تدابير أقسى لكي يحظى شعب زيمبابوي بالحكومة التي يستأهلها"، آملاً بأن يجتمع مجلس الأمن في شكل"طارئ"لتلبية رغبة شعب زيمبابوي بمستقبل أفضل. ووباء الكوليرا هو"النتيجة المباشرة للتجاوزات والإهمال والفساد الذي يطبع نظام موغابي الذي فقد منذ فترة طويلة كل احترام وفقد منذ انتخابات آذار مارس الماضي كل شرعية"، بحسب ميليباند. من جهة أخرى، يتوقع أن يعزز الاتحاد الأوروبي الذي بدأ صبره ينفد أيضاً، عقوباته بحق نظام زيمبابوي من خلال اضافة عشرة أسماء الى لائحة الأشخاص الممنوعين من دخول بلدان الاتحاد. وأكدت الرئاسة الفرنسية للاتحاد أول من أمس أن تبني عقوبات جديدة"مرجّح"غداً. وحذّر الاتحاد زيمبابوي في منتصف تشرين الأول أكتوبر الماضي من أنه في حال عدم تنفيذ اتفاق تقاسم السلطة بين موغابي وزعيم"الحركة من أجل التغيير الديموقراطي"المعارضة مورغان تسفانجيراي، فانه سيفرض عقوبات جديدة على نظام هراري. وأطلقت واشنطن أول من أمس حملة ضد موغابي من خلال دعوته من قبل وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس للاستقالة. وقالت رايس أثناء زيارة للدنمارك"حان الوقت ليرحل روبرت موغابي. أعتقد أن الأمر بات جلياً الآن". ووصفت مفاوضات تقاسم السلطة مع المعارضة ب"المهزلة". وزادت:"ان لم يصبح من البديهي بالنسبة الى المجتمع الدولي أن يحشد قواه من أجل ما هو عادل، فإنني لا أعرف ما يجب أن يحصل"ليحشد قواه. وفي الوقت الذي ينتظر وصول بعثة جنوب أفريقية هذا الاسبوع الى هراري لتقويم حاجات زيمبابوي في مجال الصحة، حضت جوهانسبورغ بدورها المسؤولين السياسيين في زيمبابوي على تجاوز خصوماتهم. وقال تيمبا ماسيكو الناطق باسم الحكومة"لم يعد الوقت مناسباً للاكتفاء باحتساب النقاط". نشر في العدد: 16683 ت.م: 07-12-2008 ص: 10 ط: الرياض