"زيمبابوي ملكي أنا"... لم يجد رئيس زيمبابوي روبرت موغابي أمس، افضل من هذا التعبير، لإِشهار قفاز التحدي أمام الدول التي دعته الى الاستقالة، كما سخر من البلدان الأفريقية، معتبراً أنها تفتقد الشجاعة الكافية لتطيح حكمه بالقوة. وقال موغابي أمام المؤتمر السنوي لحزبه،"الاتحاد الوطني الأفريقي لزيمبابوي - الجبهة الوطنية"زانو في مدينة بيندورا التي تبعد 90 كيلومتراً عن العاصمة هراري:"لن أقدم أبداً، أبداً، على بيع بلدي. لن استسلم أبداً، أبداً... زيمبابوي ملكي أنا، وليست مُلكاً للبريطانيين"الذين استعمروها سابقاً. وخاطب موغابي الدول الغربية والأفريقية التي دعته الى التنحي، بالقول:"لن تخيفوني. يمكنكم التهديد بقطع رأسي، ولا شيء سيجعلني أتراجع". وسخر من دول افريقية مثل كينيا وبوتسوانا، طالبته بالاستقالة، ونقلت صحيفة"ذي هيرالد"الرسمية قوله خلال المؤتمر:"كيف يمكن للقادة الأفارقة ان يطيحوا روبرت موغابي، وان ينظموا جيشاً يأتي من بعدي؟ هذا ليس سهلاً. لا أعرف أي بلد أفريقي لديه الجرأة للإقدام على هذا الأمر". وتساءل هل ان الغربيين"يعتقدون بأن الأفارقة أغبياء"؟ وشدد على ان"شعب زيمبابوي وحده يمكنه أن يطيح روبرت غابرييل موغابي". واقر بأن بلاده عانت العام 2008"السنة الأكثر صعوبة"، مشيراً إلى أن زيمبابوي ستشهد"أوقات أفضل". وتأتي تصريحاته في وقت أعلن أن 1123 شخصاً توفوا بوباء الكوليرا المتفشي في زيمبابوي. وعُقد مؤتمر الحزب الحاكم في مدينة تتفشى فيها الكوليرا، حيث حصل المشاركون فيه على مواد غذائية ومياه شفة من خارجها. وأشار موغابي 84 عاما الذي يحكم البلاد منذ 28 عاما الى أنه بعث برسائل الى زعيم المعارضة مورغان تسفانجيراي، يدعوه فيها الى أداء القسم الدستوري رئيساً للوزراء، لكنه اعتبر ان طرفي النزاع لم يصلا الى مرحلة يمكن فيها التأكد من أن زعيم المعارضة يريد ان يكون جزءاً من العملية السياسية. ورد تسفانجيراي مشدداً على انه"لم يعد بإمكان حزب حركة التغيير الديموقراطي الذي يتزعمه، الجلوس الى طاولة المفاوضات مع حزب يخطف أعضاءنا ومدنيين أبرياء آخرين ويرفض إحالة أي من المعتقلين على محكمة". نشر في العدد: 16696 ت.م: 20-12-2008 ص: الأولى ط: الرياض