بدأت نحو مئة دولة في أوسلو أمس، توقيع معاهدة تاريخية تحظر القنابل العنقودية, في تحرك تأمل الأطراف الداعمة له بأن يدفع عدداً من الدول المنتجة لهذه القنابل، بينها الولاياتالمتحدة وروسيا والصين، على تجاوز رفضها والتوقيع على المعاهدة. وكانت النروج التي بدأت الحملة لحظر القنابل العنقودية قبل 18 شهراً، اول دولة توقع المعاهدة، تلاها لاوس ولبنان، وهما دولتان عانتا من الآثار المدمرة لتلك القنابل. ورجح منظمون للحملة ان توقع نحو مئة دولة بينها فرنسا وبريطانيا والمانيا وكندا، على المعاهدة التي تم التوافق عليها في دبلن في ايار مايو الماضي. وتحظر المعاهدة استخدام القنابل العنقودية وانتاجها ونقلها وتخزينها. ويتعين ان تصادق 30 دولة على المعاهدة، قبل ان تصبح سارية المفعول. ويمكن القنابل العنقودية ان تحوي مئات من القنابل الصغيرة التي تتناثر على مساحة واسعة من دون ان تنفجر كلها, ما يجعلها اشبه بالألغام المضادة للأفراد التي تحظرها معاهدة اوتاوا الموقعة في عام 1997. وأفادت منظمة"هانديكاب انترناشونال", بأن حوالى مئة الف شخص، 98 في المئة منهم مدنيون، قتلوا او بترت اعضاؤهم في انفجار قنابل عنقودية في انحاء العالم منذ عام 1965. ويشكل الأطفال نسبة 27 في المئة من هؤلاء، اذ يجذبهم في القنابل حجمها الصغير وألوانها البراقة. وقال رئيس الوزراء النروجي ينز ستولتنبرغ لدى افتتاحه مؤتمراً في اوسلو ان"حظر القنابل العنقودية استغرق وقتاً طويلاً. وأفراد كثيرون فقدوا أذرعهم وأرجلهم"بعد انفجارها بهم. وأضاف ان"المعاهدة تلزم كل الدول بواجب معنوي، يقضي بعدم استخدام القنابل العنقودية". وأطلقت إسرائيل نحو أربعة ملايين قنبلة عنقودية على لبنان، خلال حرب تموز يوليو في عام 2006. وقال وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ:"طيلة اكثر من سنتين في جنوبلبنان، ذهب الأطفال والعجزة ضحية"القنابل العنقودية. لكن فاعلية المعاهدة تظل محدودة، مع غياب ابرز الدول المنتجة والمستخدمة لتلك القنابل عنها, كالولاياتالمتحدة وروسيا والصين وإسرائيل والهند وباكستان. وتعتبر الإدارة الأميركية ان فرض حظر شامل على القنابل العنقودية، سيؤدي الى الإضرار بالأمن الدولي ويعرض الى الخطر التعاون الأميركي العسكري والإنساني مع دول اخرى موقعة على المعاهدة. وتعول منظمات غير حكومية على الرئيس الأميركي المنتخب باراك اوباما، لتليين موقف واشنطن. وكان اوباما ايد في مجلس الشيوخ الأميركي في عام 2006، مشروع قانون يحظر إطلاق القنابل العنقودية على مناطق مأهولة, لكن المشروع رفض. غير ان ثمة تفاؤلاً بتكرار تجربة معاهدة حظر الألغام المضادة للأفراد الموقعة في عام 1997، والتي دفعت بعض الدول غير الموقعة عليها، الى الالتزام بها. ورأى ريتشارد موييس، رئيس التحالف المناهض للقنابل العنقودية الذي يضم نحو 300 منظمة غير حكومية، ان"المعاهدة ستزيد الضريبة السياسية لاستخدام تلك الأسلحة بالنسبة الى كل الدول. حتى البلدان التي لم توقعها، ستعاني صعوبات في استخدام هذه الأسلحة مستقبلاً".