إعلامية مصرية يقترن اسمها بالجرأة. بدأت مسيرتها التلفزيونية سنة 1994 كمراسلة من القاهرة لمحطات عربية، مثل"أم بي سي"و"الجزيرة"، ثم تبوأت إدارة مكتب قناة"سي أن بي سي"العربية في القاهرة. بعدها شغلت مهمة كبير مراسلي قناة"العربية"في مجال الاقتصاد ولا تزال لتحط الرحال في التلفزيون المصري من خلال برنامج"اتكلم"الذي تعرضه القناة الأولى والقناة الفضائية. إنها لميس الحديدي التي تتحدث ل"الحياة"عن ظروف التحاقها بالتلفزيون المصري وتقول:"بعد عملي لسنوات كمراسلة لمحطات عربية، وجدت ان الأوان آن للعمل في التلفزيون المصري. وبالفعل تقدمت سنة 2005 بطلب الى وزير الإعلام من أجل الانضمام إلى كتيبة عمل التلفزيون المصري، وتمت الموافقة على الطلب، وهكذا كان". وتعزو الحديدي إقدامها على هذه الخطوة على رغم عملها سنوات في محطات فضائية الى أن هامش الحرية في التلفزيون المصري في اتساع، إذ"يمكن اليوم مناقشة ملفات حساسة وقضايا شائكة كان من الصعب طرحها منذ سنوات". وتؤكد أنها بدأت تتأقلم مع طبيعة العمل وقيوده، لكنها في الوقت ذاته تحاول أن تقول ما تريده من دون تردد وأن تعمل بحرية. وتشير الى أن أسئلتها الهجومية أغضبت بعض الضيوف، ومنهم مسؤولون، لكنها في الوقت ذاته استطاعت خلال فترة قصيرة أن تكتسب احترام المشاهد والضيف. وعن مستوى برامج التلفزيون المصري، تقول:"هناك تراجع في المستوى يعود إلى أنه ما زال هناك بعض القيود والخطوط الحمر نظراً إلى ضعف الإمكانات المادية والمهنية. فالمذيع، مثلاً، لا يستطيع السفر بكثرة لإلقاء الضوء على الحدث من منبعه أو الاستعانة بكل ما هو جديد ومتطور في مجال البث التلفزيوني، إضافة الى ندرة دورات التدريب الخاصة بالمذيعين". وترى الحديدي أن الشبان الذين يطمحون إلى العمل الإعلامي يجب أن يلمّوا في الأساس بكيفية كتابة خبر في شكل صحيح وكيفية إجراء حوار مهني، مؤكدة أنهم يجب أن يتعلموا ويقرأوا كثيراً حتى يتعلموا من أخطائهم ومن خبرات الغير. وتوضح أنها لم تقدم برامج على المحطات الفضائية العربية لعدم رغبتها في السفر، خصوصاً ان مقر غالبية هذه القنوات في عواصم عربية عدة غير القاهرة، وهو ما لا يتناسب مع ظروفها العائلية. وعما إذا كانت مع إفصاح الإعلامي عن انتمائه السياسي او الفكري، تجيب:"زمن الإعلامي المحايد انتهى. ولكن انا لا أعبّر عن قناعاتي وتوجهاتي في شكل مباشر، إنما أعبّر عن نبض الشارع وأضع نصب عيني تنوير المشاهد وليس تهييجه. وفي النهاية يكوّن المتلقي قناعاته ورأيه الشخصي الخاص به". وتعتبر الحديدي أن الإعلاميين المصريين هم"ملوك برامج الحوار من دون منافس"، و"الدليل تربع محمود سعد وعمرو أديب ومنى الشاذلي ومعتز الدمرداش وحمدي قنديل على قمة برامج ال"توك شو"في العالم العربي"كما تقول، وتضيف:"ربما برز آخرون في تقديم نشرات الأخبار أو في العمل كمراسلين، لكن برامج الحوار أمر مختلف، وإن كان يعجبني بشدة أداء اللبنانية جيزيل خوري، فهي أدرى الإعلاميين بالشأن السياسي العربي، كما يعجبني أيضاً الإعلامي السعودي تركي الدخيل". وترى الحديدي أن عمرو أديب هو الوحيد الذي يخرج عن شكل المذيع النمطي مقدماً أداء متطوراً على عكس المتداول، فهو"عكس كل التيارات بطريقته المختلفة والمتميزة". وتشدد على ان رأيها هذا لا ينبع من تحيز، كون عمرو أديب زوجها. وعن مميزات وعيوب الزواج من الوسط المهني ذاته، تقول:"الأمر له عيوبه ومميزاته، ولكن مميزاته تطغى، خصوصاً أن شريك الحياة هو أيضاً زميل، ما يؤدي الى تفهم طبيعة عمل كل طرف للآخر، أما عيوبه فهي أن المنزل يتحول إلى نشرة أخبار من كثرة الحديث عن المستجدات على الساحة المصرية والعالمية، إضافة الى العمل الإعلامي المضغوط والسفر بكثرة". وعن برنامجها"اتكلم"، تقول:"أتمنى أن تطول مدته أكثر حتى نستطيع طرح كل الرؤى والقضايا. كما أتمنى أن يكون أكثر تأثيراً، إذ إننا نقوم في الفترة الحالية بتطوير شكله، ليسافر إلى القرى المصرية الفقيرة والنائية. نشر في العدد: 16679 ت.م: 03-12-2008 ص: 32 ط: الرياض