قدرتها على اكتشاف المواهب الشابة وشغفها بإعطاء الفرص لجيل الشباب في كل تخصصات العمل الإعلامي جعلاها عرّابة كثير من نجوم الحقل الإعلامي والفني. إنها الإعلامية سناء منصور التي قضت سنوات في العمل الصحافي في كبرى الصروح المصرية والأجنبية لتحط الرحال في التلفزيون المصري مرة أخرى من خلال برنامج"الظل الأحمر"الذي يتعدى عمره عشر سنين. وتنفي منصور ما تردد حول تقديمها طلباً لإشراك برنامج"الظل أحمر"في مهرجان القاهرة للإعلام العربي في دورته ال14 الذي افتتح في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، مؤكدة أن البرنامج نافس مرة واحدة في المهرجان منذ نحو 10 سنوات"عندما كانت نوعية البرامج السياسية لا تعرض على شاشة التلفزيون المصري"، وتضيف:"كان البرنامج يعرض مواد غير متاحة في بقية برامج التلفزيون المصري، وكانت تستخدم الأقمار الاصطناعية لنقل الأحداث، إذ كان يعرض على الفضائية المصرية، ثم تقرر عرضه على القناة الثانية الأرضية. ولكن مع تغير الإدارات في التلفزيون تقرر عرضه على شاشة القناة الثانية فقط. ولا أبالغ في القول ان البرامج السياسية في مصر، كما نعرفها اليوم، ولدت من رحم هذا البرنامج". وتشير منصور إلى أن عدم انتظام عرض"الظل الاحمر"على شاشة القناة"الثانية"ليس الهدف منه الانتقاص من قيمة البرنامج، وتضيف:"الاتفاق أن يعرض كل أحد من كل أسبوع على شاشة القناة"الثانية"، لكن غالبية مهرجانات مصر وغالبية مباريات كرة القدم تنقل عبر القناة الثانية الأحد، ما يؤدي الى تضارب المواعيد، وبالتالي عدم عرض البرنامج". وتوضح أنها لم تطلب أي شيء من أي أحد منذ أن وطأت قدماها مبنى التلفزيون المصري، فكيف بالأحرى اليوم بعد كل هذه الخبرة والمناصب. وتتذكر منصور بدايتها في الوسط الإعلامي، فتقول:"دخلت الوسط الإعلامي من خلال الصحافة، فبعد تخرجي في كلية الآداب - قسم صحافة عملت في جريدة"الأهرام"المصرية ثم في"وكالة أنباء الشرق الأوسط". وأثناء عملي في الوكالة تقرر إنشاء إذاعة"الشرق الأوسط"، فرافقت زميلة لي كانت تريد إجراء اختبار مذيعين في الاذاعة، ونزولاً عند تشجيع بعضهم لي لخوض التجربة تقدمت للاختبار واحتليت المركز الثاني على المجموعة، وكنت أول صوت ينطلق من اذاعة"الشرق الأوسط"عند افتتاحها". وتعزو سناء منصور شغفها باكتشاف المواهب الإعلامية الجديدة إلى رغبتها في اتباع نهج من وقفوا الى جانبها ومنحوها فرصاً حقيقية في بدايتها الإعلامية مثل آمال فهمي وطاهر أبو زيد، مؤكدة"أن اكتشاف المواهب الجديدة ومنحها الفرصة لإبراز ما تملك هو جزء من نجاح رئيس العمل، ولا يقلل من مقداره أو ينقص من نجاحه المهني، بل يجب أن يكون هناك صف ثان وثالث من النجوم ليكملوا المسيرة". وتضيف:"اكتشفت مواهب أصبحت الآن نماذج مشرفة في الإعلام المصري والعربي، مثل ياسمين عبدالله مديرة قناة"أو تي في"المصرية، ومها عواد المنتج المنفذ في قنوات"مزيكا"والمذيع عمرو رمزي وسواهم، إضافة إلى الفنانين داليا البحيري وأحمد حلمي... ويكفيني كمّ المشاعر التي تختلجني يوم عيد الأم عندما يمتلئ منزلي بالورود من كل هؤلاء". ولا تنسى منصور مقولة الإذاعية المصرية آمال فهمي:"عندما أسلم تاج الإذاعة أسلمه لسناء منصور"، ما أعطاها دفعة معنوية كبيرة لاستكمال المشوار. وتعرب منصور عن رغبتها في تقديم برنامج حوار جريء عن الإصلاح الاجتماعي يساهم في وأد المفاهيم والعادات الخطأ الموروثة. ولدى سؤالها عما ينقص التلفزيون المصري، تجيب:"ينقصه برنامج مسابقات كبير، إذ إن من الصعب أن تجد"تلفزيون"في العالم من دون برامج مسابقات، كما ينقصه برنامج أطفال مميز، إضافة إلى برنامج منوعات جيد، اما برامج الحوار والثقافة فموجودة في شكل جيد". وترى منصور أنه حتى تكون فرص رأس المال المصري في منافسة مع نظيره العربي في مجال إنشاء القنوات الفضائية يجب أن يكون صاحب رأس المال مستعداً لضخ أموال ليست بالقليلة على المدى الطويل حتى يستطيع إنتاج برامج على أعلى مستوى تجذب الإعلانات، والجمهور. وعن رأيها في الاعلاميين الشباب تقول:"أنا مؤمنة جداً بالشباب، إذ إن وجودهم جانباً إلى جنب الاعلاميين ذوي الخبرة الطويلة يعطي دفعة كبيرة لهم، إضافة الى تنفيذ أفكار من الصعب أن يقوم بها الإعلامي الكبير، خصوصاً أن الشاب تكون لديه رؤى مبتكرة وجديدة تنقصها الخبرة والاستشارة". وتضيف:"مذيع اليوم ليس لديه أي عذر إذا لم يتميز ويقدم أفضل ما لديه لأن فرصته الآن كبيرة في عصر السموات المفتوحة والقدرة على متابعة كل جديد بسهولة، عكس مذيع زمان الذي كان منغلقاً إلى حد ما على نفسه ومعتمداً على موهبته وجهده الشخصي للوصول إلى كل جديد". وتعتبر منصور أن أهم انجاز حققته على مدار مشوارها الإعلامي هو تأسيسها إذاعة"مونت كارلو"العربية في سبعينات القرن العشرين، موضحة أن اطلاق هذه الاذاعة غيّر وجه الاذاعات العربية في شكل كبير إلى الأفضل لأسلوبها العصري الشبابي البعيد من التعقيدات. وتضيف:"الفن الإذاعي تطور على يد"مونت كارلو"التي اختلفت عن بقية الإذاعات العربية، حتى انها تستطيع ان تفتخر بأن من رحمها ولدت اذاعات الأغاني وال"أف أم". نشر في العدد: 16701 ت.م: 25-12-2008 ص: 30 ط: الرياض