اعتبر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن أن ردود الفعل العربية والإسلامية على ما يجرى في غزة"لم ترق الى أكثر من الشجب والإدانة والاستنكار، وهي لغة لا تردع عدواناً ولا تصون كرامة ولا تحمي حق الحياة للإنسان الفلسطيني المنكوب بالاحتلال الصهيوني البغيض وما يُعرف عنه من غطرسة في استخدام القوة العسكرية ضد العزّل والأبرياء المحاصرين". وقال المشايخ الثلاثة في بيان عقب قمة روحية إسلامية في دار الفتوى في بيروت أمس، إن"اسرائيل تتحدث عن السلام وترتكب الجرائم الجماعية. واليد التي تمدها للتسوية السياسية موغلة بدماء الأبرياء الأطهار. شنّت إسرائيل سبع حروب ضد الدول العربية، وها هي اليوم تشنّ الحرب الثامنة في غزة، في محاولة يائسة منها لفرض شروطها ولتثبيت احتلالها للأراضي العربية". ولفت إلى"النتائج المروعة للمذبحة الجماعية الإسرائيلية المستمرة التي يندى لها جبين الإنسانية خجلاً، والتي جاءت بعد حصار تجويعي حرم أهلنا في غزة لأشهر طويلة من المواد الغذائية والأدوية الطبية". وتابع البيان:"في ضوء ما يبدو أنه تواطؤ بعض القوى الدولية مع هذا العدوان الآثم، وتعثّر مريب لمنظمة الأممالمتحدة في اتخاذ أي مبادرة للجم العدوان ومعاقبة مرتكبي جرائم الحرب من الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية على رغم الانتهاكات المفضوحة لميثاق الأممالمتحدة ولمعاهدة جنيف الرابعة وللقوانين الدولية المختلفة، فإن المشايخ يتوجهون أولاً الى القادة الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، من حماس وحركة فتح ومن الفصائل الفلسطينية الأخرى بنداء حار للترفّع عن خلافاتهم وتوحيد صفوفهم في مواجهة العدوان الإسرائيلي ونتائجه الإنسانية المفجعة". ونقل عن المشايخ دعوتهم الدول الأعضاء في الجامعة العربية وفي منظمة المؤتمر الإسلامي"شعوباً وحكومات"، إلى"تحمل مسؤولياتها الدينية والقومية والإنسانية، والقيام بكل جهد مستطاع واتخاذ كل مبادرة ضرورية لنصرة أهلنا المنكوبين في غزة بكل ما يتوافر لديها من إمكانات وفي الحقول والميادين كافة". وطالب البيان الرأي العام العالمي ب"التحرك دفاعاً عن حقوق الإنسان التي تتعرّض لأبشع أنواع الانتهاكات في الذكرى الستين للإعلان العالمي لهذه الحقوق، وفي مقدمها حق الحياة وحق العيش بكرامة ووضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني بحل قضيته حلاً عادلاً بما يحقق له طموحاته المشروعة في إقامة دولته على أرضه وعاصمتها القدس الشريف"، مطالباً مجلس الأمن ب"الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها فوراً، وإرسال قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني من التعرّض الى مثل هذا العدوان مرة جديدة، ورفع فوري للحصار اللاإنساني الذي تفرضه إسرائيل، وتنظيم حملة إغاثة عالمية". ودعوا اللبنانيين إلى"رصّ الصفوف والاعتصام بالوحدة الوطنية لتجنيب لبنان جولة جديدة من جولات هذه الاعتداءات الإسرائيلية البربرية التي لم يتردّد العدو الإسرائيلي عن التهديد بها على رغم وجود القوات الدولية".