إنه عام الموسيقى في أبو ظبي، على رغم الأنشطة المتنوعة التي شهدتها العاصمة الإماراتية على امتداد العام، مثل الدورة الثانية لمهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي، والمعارض الكبيرة مثل معرض الفن الاسلامي ومعرض بيكاسو و"آرت باريس - أبو ظبي"في دورته الثانية، إضافة إلى المعارض التي تنظم في شكل دائم من قبل هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث وعشرات الأنشطة الفنية والتراثية. كانت الحفلات الموسيقية في أبو ظبي قبل سنتين حدثاً استثنائياً، أما اليوم فباتت خبزاً يومياً للمقيمين فيها أو حدثاً عادياً لكثرتها، وراحت المدينة تستضيف أسماء كبيرة في عالم الموسيقى الكلاسيكية والجاز والأوبرا مثل البولوشوي الروسية وأوركسترا الفلهرمونيك ? لندن وفيينا. وتنوعت المهرجانات الموسيقية وتعددت في أبو ظبي، اذ بات للموسيقى الكلاسيكية وحدها مهرجانان، هما مهرجان"الموسيقى الكلاسيكية"الذي أسسته"مجموعة أبو ظبي للثقافة والفنون"، ومهرجان"موسيقى أبو ظبي الكلاسيكية"الذي يتميز عن الأول بتقديمه برنامجاً موسيقياً على امتداد العام وليس ضمن فترة زمنية محدودة، مما يدخل المدينة في مزاج موسيقي متواصل. ويغيب المهرجان لفترة الصيف في المدينة التي يأخذ فيها ساكنوها الوافدون عطلهم السنوية، والذين يشكلون ثمانين في المئة من سكانها، أي جمهورها الموسيقي المفترض. ومع أن الجمهور العربي لمهرجان الموسيقى الكلاسيكية الثاني بدأ بالتوسع والانتشار، بيد أن الجمهور الغربي يبقى طاغياً على المهرجان، وما زالت الفئة الأكبر في المدينة، أي فئة العمال الآسيويين باكستانيين وهنود غائبة عن معظم الانشطة الثقافية فيها. وإضافة إلى مهرجاني الموسيقى الكلاسيكية، نظمت"إدارة الثقافة والفنون"في الهيئة، مهرجان"أنغام من الشرق"الذي قدم حفلات كبيرة لأهم نجوم الغناء العربي مثل سيدة المقام العراقي فريدة، والذي تبعه برنامج"حفلة الخميس الأخير من كل شهر"الذي أفتتح بحفلة للمطرب السوري صباح فخري، عدا حفلات كل يوم جمعة التي تقدم في المجمع الثقافي ويحييها نجوم الغناء أنفسهم الذين يستضيفهم برنامج"شاعر المليون"كل أسبوع. ويضاف الى ذلك كله البرنامج الحافل الذي نظم في مناسبة العيد السابع والثلاثين الوطني للإمارات الذي تضمن مسرحية لفرقة كركلا عنوانها"زايد والحلم"وثلاث حفلات مجانية في أبو ظبي لإليسا وكاظم الساهر وحسين الجسمي. نشر في العدد: 16704 ت.م: 28-12-2008 ص: 35 ط: الرياض