رحبت الكتل البرلمانية الرئيسية في العراق بدعم الرئيس العراقي جلال طالباني مبدأ تقاسم السلطة في محافظة كركوك في نطاق سياسة كردية جديدة تجاه المدينة تتزامن مع قيادة طالباني حركة اصلاح سياسي تهدف الى فصل مؤسسات اقليم كردستان عن الاحزاب السياسية. ووصفت كتلتا"الائتلاف العراقي الموحد"الشيعية و"جبهة التوافق"السنية التوجهات الكردية الاخيرة بأنها"خطوة بالاتجاه الصحيح"فيما اعتبرتها اطراف برلمانية استجابة للضغوط الموجهة الى الاكراد حتى من حلفائهم الشيعة. وكان طالباني عرض خلال زيارة الى اربيل أول من أمس مشروع الاصلاح السياسي والخطة السياسية المقترحة بشأن كركوك على رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني. وقال رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان فؤاد حسين في تصريح الى"الحياة"ان طالباني وبارزاني"بحثا خلال لقائهما في قضايا الساعة والاحداث السياسية الاخيرة في بغداد وابرز نتائج زيارة رئيس الجمهورية الى كركوك"، فيما ذكرت مصادر كردية ان الزعيمين الكرديين بحثا ايضا في تداعيات استقالة رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني من منصبه واتهامات الاخير ل"التحالف الكردستاني"و"المجلس الاعلى الاسلامي"و"الحزب الاسلامي"بالضغط عليه للاستقالة، وأن هذه الخطوة هي بداية للوصول الى اقالة رئيس الوزراء نوري المالكي. وعقب انتهاء الاجتماع قال طالباني للصحافيين:"أوضحنا لرئيس الاقليم اننا في الاتحاد الوطني مقبلون على مرحلة اصلاحات، وقدمنا لرئيس الاقليم صورة عن هذه الاصلاحات ومداها"، معربا عن أمله بأن يكون عام 2009 عاما لل"تطوير والتقدم والاصلاح". ونقل بيان عن مجلس الرئاسة العراقي ان نائبي رئيس الجمهورية طارق الهاشمي وعادل عبدالمهدي اعربا خلال اجتماع مع طالباني امس عن تقديرهما لنتائج زيارته الى كركوك ووصفا جهوده بأنها"تصب في مصلحة جميع العراقيين". وكان طالباني انهى الاربعاء الماضي زيارة من اربعة ايام الى محافظة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين المجموعات العراقية، داعياً الى تقاسم السلطة بين العرب والاكراد والتركمان بصورة متساوية، واعطاء نسبة 4 في المئة للمسيحيين وبقية الاقليات، ما اعتبر تغيرا في طبيعة السياسة الكردية تجاه كركوك. وقال بيان صادر عن مكتب الرئيس العراقي حصلت"الحياة"على نسخة منه ان"طالباني جدد خلال لقائه الكتلة العربية في مجلس محافظة كركوك تأييده مبدأ تقاسم السلطة في كركوك وخلق التوازن في الوظائف الحكومية ليشمل المكونات الكركوكية كافة". من جانبه اكد النائب عن"التحالف الكردستاني"عادل برواري ان"دعوة الرئيس طالباني الى تقاسم السلطة في كركوك رؤية موحدة للاكراد"لافتاً الى"اتفاق بين طالباني وبارزاني على هذا الامر". وقال ان"قبول تقاسم السلطة هو تنفيذ لوثيقة الاصلاح الوطني التي اقرها البرلمان العراقي"، مشيرا الى ان"الاكراد ارادوا تنقية الاجواء بين الفرقاء السياسيين وتهيئة اجواء ايجابية لحل بقية الخلافات والمسائل العالقة". ووصف النائب عن"جبهة التوافق"عمر عبدالستار في تصريح الى"الحياة"قبول الاكراد بمبدأ تقاسم السلطة في كركوك"ب"البشرى السارة"، لافتاً الى ان"الجميع ارتكبوا اخطاء، والاخوة الاكراد يصححون اخطاءهم بمحاولة التعايش مع العرب وكسبهم". واضاف انه"لا يوجد صراع عربي - كردي على كركوك، بل هو خلاف عراقي يحل بالتوافق بين ابنائها". واضاف ان"التحالف الكردستاني يقفل الباب، بهذه الخطوة، والى الابد بوجه الذين يحاولون تأجيج صراع قومي في العراق مثلما انتهى الصراع الطائفي". الى ذلك دعا النائب عن"الائتلاف"عبدالهادي الحساني الرئيس العراقي الى"اتخاذ مزيد من الخطوات الايجابية لإنهاء المسائل العالقة التي تضر الشعب العراقي وتهدد وحدته". وقال الحساني ل"الحياة"ان"الخطوة ثمرة لعمل اللجان الخمس التي تشكلت لحل الخلافات بين الكتل السياسية". واعتبر انها"نقلة نوعية بالنسبة الى التحالف الكردستاني تدل على ان الأكراد يتعاملون بواقعية مع ضغط الشارع العراقي والمتغيرات على الارض"مشيرا الى ان"هذه الخطوة ستنهي اهم ملف شائك كان يهدد العراق ووحدته". لكن مصادر برلمانية اعتبرت ان الخطوة الكردية جاءت نتيجة لضغوط داخلية وخارجية وتبدل حتى في موقف اقرب حلفائهم في"المجلس الاعلى الاسلامي"من مطالبهم التي ينظر لها البعض على انها متشددة بشأن طريقة الحل في كركوك واستخدام رئيس الاقليم مسعود بارزاني مرارا لغة التهديد بتفجير الصراع القومي او ضم المدينة بالقوة الى اقليم كردستان. واشارت المصادر الى ضغوط اميركية وايرانية بالاضافة الى الضغوط التركية دفعت باتجاه تخفيف الزخم السياسي الكردي حول كركوك والاتجاه نحو تحقيق علاقات افضل مع الشركاء السياسيين في بغداد. نشر في العدد: 16704 ت.م: 28-12-2008 ص: 13 ط: الرياض عنوان: طالباني يقود "سياسة كردية جديدة" نحو كركوك و "مرحلة إصلاح سياسي" في إقليم كردستان