قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن الوضع في قطاع غزة شائك وخطير، مشيرة الى ان القيادة المصرية اكدت أملها الكبير في ضبط النفس. وكان أبو الغيط يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني عقب محادثاتها مع الرئيس حسني مبارك أمس في القاهرة والتي استغرقت ساعة ونصف الساعة. وقال أبو الغيط ان"الرئيس مبارك أكد لليفني ضرورة ضبط النفس وعدم التصعيد العسكري بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي"، معرباً عن أمله في أن يتحقق ذلك لتسهيل الوضع الإنساني المحيط بالقطاع. واضاف ان قطاع غزة يمر بفترة صعبة والشعب الفلسطيني يعاني كثيراً، لافتاً إلى أمل مصر في ضرورة ضبط النفس. وتابع أن هناك حاجة أيضاً لوقف إطلاق الصواريخ كي تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه من التمسك بالتهدئة حتى لو لم تكن معلنة، فضلا عن استمرار مد المساعدات والكهرباء والغذاء وكل ما يتعلق بحاجات الشعب الفلسطيني. ولفت إلى أن مبارك كان واضحاً للغاية في شأن ضرورة إنهاء سياسة العقاب الجماعي. من جانبها، أوضحت ليفني أن الأوضاع في المناطق الاسرائيلية التي تستهدفها"حماس"بالصواريخ لا يمكن احتمالها. ورأت أن اسرائيل"قلقة من الموقف في غزة لأن منظمة إسلامية متشددة، هي حماس تسيطر عليها، وهي لا تمثل القضية أو المصالح الفلسطينية المشروعة، وهي منظمة تقوم بأعمال إرهابية وتهاجم اسرائيل بشكل يومي". وتابعت:"أصبح الوضع في غزة عقبة في طريق المفاوضات وأمام إقامة الدولة الفلسطينية"، مؤكدة أن المفاوضات ستستمر مع الجانب الفلسطيني ومع الحكومة الفلسطينية الشرعية من أجل تحقيق السلام في المنطقة والذي هو في مصلحة اسرائيل والفلسطينيين ودول المنطقة بما فيها مصر. ودعت ليفني"حماس"إلى"ضرورة أن تفهم أن موقف اسرائيل الساعي للعيش في سلام لا يعني على الاطلاق أن اسرائيل ستقبل مثل هذه التصرفات بعد اليوم، فلقد فاض الكيل". وتابعت في لهجة تحد:"بينما نحن نسير في طريق المفاوضات مع الزعماء الفلسطينيين الشرعيين لمحاولة تغيير الأوضاع في الضفة الغربية، فإن ذلك لا يعني أننا نقبل مطلقاً بوضع تستمر فيه حماس في استهداف اسرائيل ومواطنيها وسيتم تغيير هذه الأوضاع، ونحن جميعاً نشترك في القلق عندما يتعلق الأمر بالشعب الفلسطيني"، مضيفة أن"هناك رسالة واحدة للأوضاع بالنسبة إلى الفلسطينيين في غزة، خصوصاً مع سيطرة حماس وقرارها استهداف اسرائيل، وهي أنه لا بد من وقف ذلك وهو ما سنفعله"، وتابعت:"هم يحتاجون إلى أن يفهموا أن الشرق الأوسط لن يكون منطقة يتم السيطرة عليها بالعنف والارهاب، ولا بد من وقف ذلك". ورداً على سؤال عن مدى إمكان أن تستمر مصر في جهود التهدئة حتى لو لم تكن معلنة رغم التهديدات الاسرائيلية، قال أبو الغيط إن"من المؤكد أن مصر لن تتوقف عن الجهود طالما رغبت الاطراف في ذلك، لكن لا أتصور أننا نستطيع أن نقنع الطرفين بالعودة إلى التهدئة طالما استمر هذا الاحتدام في المواجهة بينهما، ونأمل في أن يتم ضبط النفس وأن يطبق الطرفان ما كانا يطبقانه على مدى الاشهر الستة الأخيرة، ثم نرى لاحقاً كيف يمكن أن نطور الموقف، ما يمكن تسميته اعترافاً بالأمر الواقع من التهدئة إلى اتفاق مكتوب يتم صوغه في مرحلة تالية"، مشدداً على أن الهدف المصري سيبقى هو الحفاظ على التهدئة والرغبة في تأمينها وإتاحة الفرصة لعقد مصالحة فلسطينية ? فلسطينية، وكذلك استمرار المفاوضات بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني وعدم تعريض الشعب الفلسطيني في غزة لمشاكل إنسانية. من جانبه، قال أبو الغيط:"يجب عدم حدوث انتهاكات من الجانبين، ويجب أن يسيطر الطرفان معاً على تصرفاتهما"، مضيفاً:"هناك صواريخ يتم اطلاقها، وهناك استعدادات اسرائيلية للدخول إلى غزة، ونحن من جانبنا نطالب الجانبين بالسيطرة على أنفسهما وضبط النفس حتى يمكن إعادة بناء فترة تهدئة". وتابع:"مصر ستقوم من جانبها بالسعي لدى الإخوة في حماس، وأيضاً لدى الجانب الاسرائيلي بضبط النفس وعدم الاشتباك العسكري حتى يمكن أن نصل إلى اللحظة التي نهيئ فيها المناخ لاستعادة التهدئة وسنستمر في اتصالاتنا من أجل إقناعهما بالسيطرة على افعالهما خلال الأيام القليلة المقبلة أملاً في تهيئة تهدئة كافية تؤدي إلى تهدئة لفترة زمنية ممتدة". ورداً على سؤال هل ستستمع اسرائيل الى نصح مصر في شأن تجنب تعريض المدنيين الفلسطينيين الى الخطر، خصوصا أن اسرائيل تسعى إلى الحصول على دعم دولي لأي تحرك عسكري ضد غزة، أجابت أن"علينا القيام بتحرك من أجل وقف الهجمات والعنف على مواطنينا وأن يتم تفهم المطالب والرؤى المصرية بالنسبة لحاجات الشعب الفلسطيني، فحماس تعمل ضد المصلحة الاسرائيلية والمنطقة كلها وضد العناصر المعتدلة في السلطة الفلسطينية. نشر في العدد: 16702 ت.م: 26-12-2008 ص: 10 ط: الرياض